وأخيرًا ظهرت باكورة انتاجاتنا، وهي الحزمة الأولى من الأدب، ولن نقتصر بعونه تعالى على هذه الزاوية الضيقة رغم اتساعها، وكثيرًا ما سئلت عن ردود الفعل تجاه ما قدمناه، رغم أن رغبتي أن تخرج للنور رواية (الأمل الأبيض) أولًا، إلا أن الأقدار شاءت أن نتبارك برواية نبوية وهي (البردة)، التي خاصمني حولها العديد من المعلقين، باعتبارها تتحدث عن قصيدة تغرق بالغلو والشركيات على حد الوصف، فكنت أرد على بعضهم مازحًا: “لماذا لا تشفرون القصيدة، وتلتذون بما لذ وطاب منها؟”، امتدت الاعتراضات مستغربة: هل يعقل كاتب سعودي يتحدث عن تاريخ الجزائر؟، لا أدري لماذا هذا الاستغراب؟، والمملكة عاصمة الإسلام ومهوى أفئدة العرب، وأذرعها ممتدة بالسخاء لكل الأقطار، أعتقد أنّ الغرابة أن لا يكتب السعوديون في تاريخ دول الجوار، أنا أرى السعودية أم وما حولها أبناء؟، يكفيها فخرًا أنها تحتضن قبر النبي ومسجده الطاهر، وفيها قبلة المسلمين وبيت الله العتيق.
البعض أقحم الكتب الروائية الأربعة انتقادات سياسية لا ناقة لنا بها ولا جمل، فقط لكون الكاتب سعوديًا باحثين عن ثغرة ينفسون فيها لواعج النفوس، والمضحك أني شتمت نكاية بدولة الإمارات الشقيقة التي لا صلة لي بها؛ فقط لكوني أحمل اسم (آل زايد)، تكرر اللغط حول أني إماراتي أنتمي للأسرة الحاكمة بالإمارات، فأهتف في الجميع: “أنا سعودي من ديار الحرمين”، لأصحوا باكرًا على ذات الشنشنة!!
ولأني أحمل الإيجابية بطبيعتي، سأختم بنصف الكأس المملؤ، فلقد تلقيت آلاف التباريك والتهاني والإعجابات على صدور رواياتي من كل دول العالم العربي، وهذا ما رفع معنوياتي لأقصى حد، ووضعني في مسؤولية ضخمة، وأنا بدوري أشكر كل من شجعنا وبارك لنا هذا الإشهار، فهذه الكتب نزفها للقراء الكرام ولمكتبات العالم العربي، وأذكر أنني تحدثت فيها عن جملة من رموز أمتنا العربية والإسلامية، وهم: (الإمام البوصيري، والأمير عبدالقادر الجزائري، والشيخ ماء العينين، وابنه الشيخ أحمد الهيبة، ولالة فاطمة نسومر)، ظلت هذه الأسماء غائبة عن عقول أمتنا لا سيما عقول الشباب، ومن خلال هذه الروايات المحببة سيندفع الشباب بعونه تعالى
للاستزادة، وفي الختام نأمل أن نقدم شيئًا مميزًا في الأيام المقبلة، وما التوفيق إلا بالله.