كانت أخر وصايا جيهان السادات ان تدفن بجوار زوجها في مقبرته بمدينة نصر وهى المقبرة التى مازالت حتى الان تمثل لغز عند الكثيرين لا يعرف حله الا عدد محدود من الدائرة التى كانت محيطة بالسادات ومن بينهم المرحوم جيهان نفسها.
بسبب عدم دفنه بمسقط رأسه ؟ مات السادات يوم 6 اكتوبر ولكن جنازته شيعت بعدها بأربعة ايام!ليسأل الناس لماذا تأجلت مراسم التشيع ؟ولماذا دفن بجوار المنصة وليس بمسقط رأسه؟وهل توجد مقابر بجوار المنصة ؟
يوم6 اكتوبر وضعت رصاصات عطا طايل نهاية السادات وفشل عبود الزمر فى الاستيلاء على مبنى الإذاعة والتليفزيون ولكن موت السادات وفشل عبود لم يكونا نهاية الصدام بين تنظيم الجهاد والسادات ففى الوقت الذى نقل فيه السادات إلى مستشفى المعادى انطلق عبود الزمر إلى مخبئه بالجيزة لوضع الخطط البديلة.
ففى مستشفى المعادى كان رجال السادات فى انتظار مجيئه وهو تحت إشراف الأطباء وكان يمكن أن تمر المسزلة بسهولة ويبدأ الجميع فى الاستعداد للجنازة لولا موقف جيهان السادات وإصرارها على حضور نجلها جمال السادات تشريح جثة والده وشكها فى الحرس الخاص لزوجها.
وفى اليوم التالى لواقعة الاغتيال وقبل بدء تشريح جثمان الرئيس الراحل اتصل رئيس الوزراء بالسيدة حرم الرئيس (جيهان السادات) للإذن باستخراج الرصاصة الوحيدة المتبقية فى جسده استكمالا للتحقيقات، وقد وافقت بقشرط حضورها مع جمال السادات قائله إنها إرادة الله حتى يودع جمال أباه الذى مات أثناء غيابه بالخارج ولم تخبره السبب الحقيقى وهو رغبة جمال فى التأكد مما إذا كانت الرصاصة من مدافع المتهمين أم من بندقية أو مسدس آخر وساء أكان من الخلف أى من جانب الموالين للمتطرفين، أو من جان بالحرس الخاص وقد تبين من فحص جمال للأداة ــ باعتباره عضوا فى نادى الرماية ولإلمامه بالكثير من البنادق والذخيرة ــ أنها من نفس النوع الذى استخدمه المتهمون وهكذا انصرفا وقد اطمأنا إلى هذا الأمر.
وقد كانت جيهان السادات تتصور أن جسد الرئيس الراحل قد مزقه الرصاص إلا أنها شاهدت ثلاثة ثقوب صغيرة فقط، إثنان فى صدره بالقرب من القلب والثلاثة فى قدمه.
ولما تأكدت (جيهان) من موت زوجها وأن الحرس الخاص ليس له علاقة بالاغتيال بدأت الاستعدادات للجنازة ولكن اختيار مكان دفن السادات ظل واحدا من أشد الأسرار التى ظلت مجهولة حتى وقت قريب جدا. خاصا وأن السادات كان يتمنى أن يدفن فى مسقط رأسه بالمنوفية وكان قرار الدفن بمدينة نصر سببه الرغبة فى تخليد ذكراه وحتى يسهل على المشاهير والرؤساء زيارة قبره كلما زاروا مصر.
هذا الكلام هو التفسير من وجهة نظر رجال السادات:
ولكن التفسير الحقيقى أن قرار اختيار دفن بطل الحرب والسلام بجوار الجندى المجهول كان لأسباب أمنية بحتة وخشية الأجهزة من عدم السيطرة على الموقف بعد أن وصلت معلومات بأن هناك مخططا لتفجير الجنازة بكل ما فيها من مصريين ووفود وذلك عن طريق طائرة يقودها أحد أعوان عبود الزمر وذلك فى حالة ما إذا تقرر أن يدفن السادات فى المنوفية وكانت فكرة التحكم والسيطرة على الجنازة عملية صعبة لذلك تقرر أن ينقل السادات من مستشفى المعادى بطائرة تهبط على مسافة قريبة من الجندى المجهول ثم يكون موكبها لمسافة قليلة جدا وفى الوقت ذاته تتيح مساحة الاتساع والفراغ لحى مدينة نصر فرصة للأجهزة الأمنية فى التحكم والسيطرة على الأمور.
المصدر :اوراق قضية تنظيم الجهاد
اغتيال فرعون :حسنى ابو اليزيد
اغتيال السادات :عادل حمودة