ماذا وراء التصعيد العسكري الروسي على إدلب؟

(خاص)

يشهد الشمال السوري، تصعيدا عسكريا من قبل قوات النظام وروسيا، فبعد مضي أكثر من عام، عادت مجددا مشاهد القتلى والمصابين للظهور في منطقة إدلب والتي تشهد منذ مطلع حزيران/يونيو الحالي، تصعيدا غير مسبوق من قبل روسيا وقوات النظام، توقعته فصائل المعارضة السورية مبكرا، حيث تريد موسكو تعديل خريطة السيطرة في محافظة إدلب لصالح النظام، مع اقتراب جلسة التصويت تجاه تمديد إدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

وبموازاة التصعيد العسكري، تلوح في الأفق بوادر أزمة إنسانية جديدة في منطقة، حيث أدى تجدد القصف والعمليات العسكرية إلى موجة نزوح واستشهاد العشرات من المدنيين، كان آخرها مجزرة اليوم الاثنين 21 حزيران والتي راح ضحيتها سبعة مدنيين و15 جريح، فمن المتوقع أن تتصاعد أكثر في حال استمر القصف على الشمال الغربي لسوريا.

وفي هذا الصدد، قال الكاتب والصحافي السوري، أحمد مظهر سعدو، في حديث خاص لبلدي نيوز، “مما لا شك فيه أن التصعيد المنظور من قبل النظام المجرم ومعه روسيا، إنما يعكس بالضرورة خلافات كبرى بين الطرفين التركي والروسي من خلال الكثير من المسائل التي باتت واضحة المعالم ومنها الموقف التركي من المسألة الأوكرانية وجزر القرم وكذلك الوضع الليبي إضافة إلى قضية منبج وتل رفعت”.

وأضاف سعدو “أيضا موضوع المعابر للمساعدات الإنسانية التي جرى التوافق حولها بين الأمريكان والأتراك بوضع حلول وبدائل، فيما لو أصرت روسيا على ممارسة حق الفيتو عند التصويت على فتح معبر باب الهوى، حيث تصر روسيا حتى الآن على أن المساعدات يجب أن تمر عبر النظام السوري”.

ويرى الكاتب السوري أن المشهد في إدلب يُنذر بمزيد من التصعيد نتيجة كل هذه الخلافات وما يشبهها، مضيفا بالقول “إلا أن ذلك حسب قراءتي للوضع لن يؤدي إلى حرب مفتوحة، كما لن يؤدي إلى تجاوز اتفاق تركيا وروسيا حول إدلب الذي تم توقيعه في آذار 2020”.

وقال سعدو “إن الجانب الروسي الذي لم يجد في قمة “بوتين وبايدن” تلبية للمطالب الروسية حول سوريا، مثل إعادة الإعمار أو فتح العلاقة مع نظام دمشق، يحاول الآن وعبر القصف الضغط على الأتراك والأمريكان لتحصيل ما عجز عنه قبل ذلك في قمة جنيف، لكنه لن يُحصِّل أي شيء فهو في موقع المحتاج للأمريكان وليس العكس”.

وفي السياق، يرى الناشط الإعلامي، محمود طلحة، في حديثه لبلدي نيوز، أن روسيا لا تحتاج لمبررات لإجرامها وهي التي جعلت من الساحة السورية محطة لتجريب منظومتها العسكرية بتصريحات من أعلى المستويات الروسية على حساب الدم السوري دون أي رادع أخلاقي”.

من جانبه، قال المتحدث الرسمي للجبهة الوطنية للتحرير، النقيب “ناجي المصطفى” لبلدي نيوز، إن “التصعيد العسكري التي تشهده مناطق ريف إدلب الجنوبي، وسهل الغاب في ريف حماة، وجبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية وبعض المناطق في ريف حلب الغربي ليس بجديد، إنما هذه الخروقات مستمرة بشكل دائم من قبل قوات النظام والميليشيات الطائفية والروسية المساندة له”.

وأضاف المصطفى، أن الخروقات آنفة الذكر تكون في بعض الأحيان مكثفة، وأحيانا تكون خروقات محدودة، مشيرا إلى أن الفصائل العسكرية الثورية تقوم بشكل فوري بالرد على هذه الخروقات.

وأوضح أنهم “بالتعاون مع باقي الفصائل العسكرية حققوا إصابات مباشرة من خلال استهداف مواقع ومعسكرات قوات النظام التي تستهدف المدن والبلدات المأهولة في السكان ضمن المناطق المحررة كرد على هذه الخروقات”.

ولفت إلى أنهم “رصدوا تحركات عسكرية لقوات النظام والميليشيات المساندة له في بعض المواقع، وأنهم لا يثقون في قوات الاحتلال الروسي ومتحسبين لكافة السيناريوهات المحتملة وأنهم في كامل الجاهزية والتأهب لصد أي عدوان على المنطقة”.

وأشار إلى أن الفصائل العسكرية تقوم بالإعداد الجيد منذ فترة طويلة من خلال إخضاع كافة المقاتلين إلى معسكرات متعددة يتم من خلالها رفع سوية وقدرات المقاتلين، وكفاءاتهم القتالية على كافة التكتيكات والسيناريوهات المحتملة في هذه المعارك، لا سيما التكتيكات والأساليب الذي استخدمها العدو في المعارك السابقة، إضافة إلى تلافي الضربات الكثيف أو الكثافة النارية التي تستخدمها القوات المعادية.

وأكد على أن التدريب والتكتيك الليلي للمعارك للاستفادة منها وتطبيقها على أرض الواقع، كما عملت الفصائل العسكرية على زيادة التحصينات والتدشيم العسكري على كافة الجبهات للاستفادة منها في الخطط العسكرية الدفاعية والهجومية.

وتتركز حملة القصف الصاروخي والمدفعي لقوات النظام في الفترة الحالية على منطقة جبل الزاوية، ما يؤكد أنها ستكون هدفاً لهذه القوات في حال تقدمت برياً.

وتضم منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب مايقارب 35 بلدة وقرية، أبرزها: “البارة، إحسم، كفرعويد، بليون، مشون، كنصفرة، بينين، دير سمبل، جوزف، سرجة”.

المصدر: بلدي نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى