في لقاء بايدن/بوتين لم يتم إدراج أي قضية من قضايانا العربية على جدول أعمالهما رغم كل التكهنات التي أشيعت وتسربت حول جدول الأعمال المقرر بشأن مايجري من قتل وتدمير وتهجير لشعبنا العربي في أكثر من بلد عربي؛ وحتى حول ماجرى في غزة وباقي فلسطين وكأن الأمر لايعني اكبر دولتين في العالم، والحقيقة يعنيهم فقط كل مايتقاطع مع مصالحهما في بقعة كبرت أو صغرت في العالم و رغم ذلك تفاعل البعض مع تلك القمة ممن مازال يرى ان الحل في يد أمريكا.
نعم الحل بيد أمريكا وفق ماتراه مصالحها وليس وفق ماتراه انت من مصالحك او مصالح بلدك.. وأنا اذكر أنور السادات عندما صرح وهو مؤمن بذلك بعد و إبان حرب ٧٣ : بأن ٩٩% من أوراق الحل بيد امريكا فماذا كانت النتيجة؟ حسب رأيي رجعت سينا وراحت مصر!!
والحقيقة التي يجب أن تقال وتٌعرف أن الأمة العربية، ومنذ غاب رمز الأمة عبدالناصر رحمه الله ؛ ومنذ غياب الفعل الثوري بغياب منظمة التحرير في فصائلها الثورية كنهج ثوري غابت أمتنا العربية عن التواجد في موزاين القوى العالمية وخاصة في هكذا قمم فترى أن أكثر من نصف الوطن العربي (وهنا اتحدث من الجانب الرسمي كأنظمة) تراهم يدورون وبكل علانية ووقاحة بالفلك الأمريكي.
و من تبقى هم أدوات بيد هذا او ذاك دولياً واقليمياً فمن هنا تحولنا من الفعل الى ردات الفعل او بما نأمر فنفعل..
بينما حينما كنا في زمن العز العربي العالم ينتظر القاهرة ماذا تقول وينتظر الثورة الفلسطينية ماذا ستفعل..
بالنتيجة يجب القول أننا كشعب عربي يعد ما يقارب ٤٠٠ مليون إنسان ونعيش في منطقة جغرافية تتكالب عليها أنظمة الشرق والغرب ورغم ذلك نحن خارج السياق الإنساني ، وخارج حسابات قوى الشر إلا بما يخدم مصالحهم ونفوذهم واقتسامهم لتلك المصالح والنفوذ وإن اختلفوا فلا يختلفوا او يتفقوا إلا من أجل مصالحهم لا من أجلنا، وانظمتنا العربية للأسف أدوات مساعدة لقمع الشعب العربي الساعي للحرية والعدالة .
ومن يدرس ماجرى من أحداث في الربيع العربي يرى تلك المعادلة ان الأنظمة و قوى الشر العالمي حليفان في مواجهة الشعب العربي و ثوراته.. سأكتفي بهذا القدر لأن الموضوع يطول ولكن (ما حك جلدك سوى ظفرك إن أبقوا لنا أظافر.