وزير الدفاع التركي يشرح أبرز أسباب الخلاف مع واشنطن

جابر عمر   

صرّح وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، اليوم الإثنين، بأن أساس المشكلة بين أنقرة وواشنطن ليس صواريخ إس-400 الروسية وإشكالياتها المرتبطة بمقاتلات إف-35، بل بدعم الولايات المتحدة لوحدات الحماية الكردية في سورية.
وجاء كلام وزير الدفاع، خلال تصريح صحافي له نقله الإعلام التركي، تطرق خلاله إلى اللقاء الذي يجمع الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي جو بايدن على هامش قمة حلف الشمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل الشهر الحالي.
وأشار آكار، خلال حديثه، إلى أن “أكبر مشكلة تعترض علاقة الحليفين التركي والأميركي ليست موضوع الصواريخ والمقاتلات، أكبر مشكلة ترتبط بمسألة دعم أميركا وحدات الحماية الكردية، فجميع المشاكل الأخرى يمكن حلها بطريقة ما، ولكن هذه المشكلة لم نتمكن من حلها”.

وبيّن أن “الولايات المتحدة تدعم بالأسلحة والعتاد بشكل كبير وحدات الحماية الكردية التي لا تختلف أبداً عن حزب العمال الكردستاني الذي يستهدف الشعب التركي ووحدته، كما أن واشنطن تتعاون مع هذه القوات وتصر بشكل كبير على أن الوحدات الكردية ليست العمال الكردستاني”.
وشدد على أن “تركيا لن تقبل بهذا، وهي تقول بوضوح إن الوحدات الكردية والكردستاني شيء واحد، وعلى أميركا أن تفهم حزم تركيا في هذا الموضوع، وأنه ملف يرتبط بسيادة واستقلال البلاد، وأن تركيا عازمة على القضاء على هذه المشكلة المستمرة منذ 40 عاماً”.
وترى تركيا أن “العمال الكردستاني” و”الوحدات الكردية” تجمعهما قيادة واحدة، وتصر في كل لقاء مع الجانب الأميركي على موقفها، فيما تدّعي أميركا أن هناك فرقاً بينهما، فيما الحقائق على الأرض تظهر قيادات كردستانية وأعلام وصور الحزب ومؤسسه عبد الله أوجلان في مختلف المدن التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية.

 

العمليات التركية شمالي العراق
وحول العمليات العسكرية شمال العراق، قال آكار “يقع على عاتق القوات التركية حالياً تدمير أوكار الإرهابيين في مناطق سينات هافتانين، ومتين وزاب، وأفشين باسيان، وهاكورك، ويليها مناطق غارا، وقنديل، وآسوس الواقعة جنوب قنديل”.
وتابع أن “تركيا تتابع عملياتها بالتنسيق مع الحكومة العراقية بمبدأ احترام وحدة دول الجوار، بما ينسجم مع القوانين الدولية، حيث يحق لتركيا الدفاع عن نفسها والتدخل في المنطقة ضد العناصر الإرهابية فقط، والحكومتان في بغداد وأربيل متفهمتان هذا الوضع، وستواصل تركيا العمليات العسكرية بالتنسيق مع الحكومتين”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد لوّح قبل أيام إلى إمكانية إجراء بلاده تدخلاً عسكرياً في منطقة مخمور الواقعة في شمال العراق، استكمالاً لعمليات عسكرية مشابهة في منطقتي جبل قنديل وجبل متين وصولاً لجبل سنجار.
وفي مقابلة للتلفزيون التركي، مع أردوغان الأسبوع الماضي، أفاد بأن بلاده “ستواصل ملاحقة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق”، وأن مخيم مخمور الواقع على بعد 50 كيلومترا من الموصل سيكون الهدف التالي لبلاده واصفاً إياه بأنه “منبع المسلحين”.
تصريح أردوغان يأتي عقب استنكار السلطات العراقية قيام شركات تركية بمساعدة الجيش التركي في عمليات تجريف وقطع أشجار في الغابات العراقية ضمن إقليم كردستان ونقلها إلى داخل الأراضي التركية.

 

العلاقات مع مصر 
وحول العلاقات مع مصر، قال آكار “أؤمن بأن علاقاتنا مع مصر ستتطور أكثر، فهناك تبادل للطلبة متواصل بين البلدين”، من دون إضافة مزيد من التفاصيل.
وتسعى تركيا ومصر، أخيراً، إلى ترميم العلاقات بين البلدين، انطلاقاً من التوازنات والتطورات الإقليمية شرق المتوسط، وفق مصالح البلدين بعد سنوات من القطيعة

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى