ندوة مصير حول تداعيات انتفاضة الأقصى  على المشهدين الفلسطيني والعربي

بدعوة من (تجمع مصير) أقيمت مساء أمس 25 أيار/ مايو 2021، ندوة تشاركية حول “تداعيات انتفاضة الأقصى على المشهدين الفلسطيني والعربي” وبحضور ماينوف عن 50 شخصية سياسية وثقافية من سورية وفلسطين ولبنان. وخلال ماينوف عن ثلاث ساعات تحدث العديد من المشاركين عبر مداخلات غنية أثرت الندوة وساهمت بإلقاء الضوء على تداعيات الانتفاضة على المشهدين الفلسطيني والعربي: حيث تحدث أحمد مظهر سعدو نائب المنسق العام لتجمع مصير من خلال كلمة استهلالية باسم تجمع مصير قال فيها: ” يشرفني باسم رفاق الدرب في تجمع مصير أن أرحب بكافة المتحدثين والمشاركين في هذه الندوة، التي نأمل أن تشكل فرصة غنية، لإثراء الحوار الهادف والبناء، حول تداعيات انتفاضة الأقصى على المشهدين الفلسطيني والعربي. فما شهدته فلسطين التاريخية من تطورات وتحولات مفصلية، على إيقاع انتفاضة أهلنا في كافة مناطق الداخل الفلسطيني، وما أظهرته المقاومة الفلسطينية في غزة، وصمود شعبنا المحاصر في وجه الهجمة الصهيونية الوحشية، ليست مجرد أحداث عابرة أو طارئة في التاريخ الوطني الفلسطيني، بل هي أحداث كبرى أعادت الاعتبار للكثير من الحقائق الجوهرية التي جرى طمسها وتغييبها في العقود الماضية. وفي مقدمة تلك الحقائق وضوح رؤية شعبنا بمختلف أماكن تواجده في الداخل والخارج، حول دوره المركزي في مواجهة سياسات الاحتلال الصهيوني العنصرية، بعد إخفاقات النظام السياسي الفلسطيني طيلة حقبة أوسلو، وبعد محاولات كي الوعي الجمعي الفلسطيني، ودفعه نحو الاستسلام والهزيمة تحت شعارات الواقعية السياسية.

وإذا كانت شرارة الانتفاضة قد بدأت من القدس، وامتدت إلى كافة أرجاء الأرض الفلسطينية، وأكدت على وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل، فإن تفاعلاتها في أوساط اللاجئين الفلسطينيين في دول اللجوء والمنافي، والتضامن الشعبي اللافت العربي والدولي معها، ما يشير إلى وجود تغييرات كبيرة طرأت على المشهد الفلسطيني، لناحية إعادة إحياء الحقوق الوطنية الفلسطينية، كحقوق كليّة غير قابلة للتجزئة، ولم يعد ممكناً اختزالها في مشاريع سلطوية، تقبع تحت حكم الاحتلال وإملاءاته العدوانية.

إن التغييرات الجوهرية التي أبرزتها انتفاضة الأقصى، تدعونا للتفكير والحوار من أجل قراءة مفاعيلها العميقة على الواقع الفلسطيني من مختلف جوانبه، وكيفية الوصول إلى بناء روافع وحوامل وطنية، قادرة على تثمير الصورة الكفاحية المشرقة التي قدمها أهلنا في فلسطين. في رؤية واستراتيجية وطنية جديدة، تحدد برنامج وآليات استنهاض المشروع لوطني، والدفاع عن كافة الحقوق الفلسطينية، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، كمظلة وطنية جامعة لكل الفلسطينيين، بعد أن جرى تهميشَها وإضعافَها لحساب سلطة أوسلو. وهو ما يطرح علينا ضرورة التفكير والحوار في كافة هذه القضايا وما يتصل بها، وبما يعزز من مشاركة شعبنا في صناعة القرار الوطني، لاسيما جيل الشباب والمرأة، وهم الآن رأس حربة هذه الانتفاضة وصدى صوتها في العالم. وتشكيل قوة شعبية ضاغطة لمنع استئثار عقلية المحاصصة الفصائلية، التي لم تجلب سوى انقسام الصف الوطني، وإهدار الطاقة الهائلة للشعب الفلسطيني، بل وعدم الإنصات لأصواته ومطالبه كما يليق بدوره الأساسي، اليوم نجد أنفسنا أمام مرحلة جديدة، أسهمت الانتفاضة في فتح آفاق وفرص كبيرة، تحثنا على العمل الدؤوب من أجل توظيفها في السياق التحرري لقضيتنا، وكل تلك المعطيات والتطورات هي أحد دوافعنا لإقامة هذه الندوة، وأهميتَها في مناقشة تداعيات الانتفاضة على المشهد الفلسطيني، بمشاركة فاعلين ونشطاء من داخل فلسطين وخارجها.

لقد اتضح جلياً منذ تصاعد وتائر التضامن الشعبي مع قضية الشيخ جراح، حجم ومستوى تفاعل الشارع العربي، مع انتفاضة إخوته في فلسطين، بعد أن كاد عزل فلسطين عن عمقها العربي، أن يُؤتي أُكله في ظل سياسات الأنظمة العربية، التي توجت عجزها وخنوعها أمام الهيمنة الأميركية – الصهيونية، بإبرام اتفاقات التطبيع المذلة مع العدو، وفي ظل تشويه فكرة المقاومة، التي استخدمها النظام الأسدي والإيراني، كورقة متاجرة للتغطية على جرائمهم بحق شعوبنا في سورية والعراق ولبنان واليمن. ورغم كل ما أصاب الواقع العربي، من مشاريع ومحاولات لمنع نجاح مسار التغيير السياسي في العالم العربي، وكيف تم ترهيب الشعوب العربية من خطورة السير في هذا الاتجاه، بدلالة تحويل الثورة السورية إلى أكبر مأساة إنسانية في هذا القرن، بهدف تأديب الشعوب وجعلها تنكفئ نحو قضاياها الداخلية. غير أن التفاف الشعوب حول انتفاضة الأقصى، كان تعبيراً صادقاً عن وحدة المصير المشترك بين طلاب الحرية في فلسطين والدول العربية التواقة للخلاص من أنظمتها المستبدة. لذلك علينا أيضاً أن نقرأ رسائل ودلالات هذه العلاقة التحررية الجدلية، التي أظهرتها انتفاضة الأقصى بصورة لا تخطؤها عين. والحوار حول إمكانيات وآفاق تطوير وتصعيد تلك الجدلية الكفاحية، بين الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.

إن تحالف الاحتلال الصهيوني مع الاستبداد العربي برعاية أميركية، هو التحدي الأكبر الذي يواجه قضايانا العادلة، وقد أثبتت التجربة المريرة والطويلة، أن فصل هذا عن ذاك، أو الحديث عن أولوية المعركة من أجل التحرر الخارجي، على حساب تأجيل معركة الديمقراطية وتحرير الإنسان العربي، هو أكبر خدمة لقوى الاحتلال والاستبداد معاً. وأكبر خسارة بالمقابل لتحرير أراضينا وتحرر شعوبنا. مرة أخرى أرحب بحضوركم جميعاً، وأشكركم سلفاً على مساهماتكم وآرائكم ومقترحاتكم بما يحقق الهدف والغاية من هذا اللقاء الكريم. ” .

وقد كانت هناك مداخلات قيمة لكل من السادة والسيدات: محمود خزام، صادق أبو عامر، د- سامية الغصين، عز الدين البرغوثي، خالدية أبو رومي، جورج صبرا، د- عبد الناصر سكرية، معتصم السيوفي، بيسان عدوان، معن جلبوط، أبو سلمى، أحمد دحمان ، حسان خولي، أبو عبيدة، خالد المبارك ، بسام زيتون.

ثم ختم الجلسة الأخ أيمن أبو هاشم المنسق العام لتجمع مصير، أكد فيها على أهمية وضرورة الاستفادة من دروس انتفاضة الأقصى، وماجرى خلالها من حراك وطني وعربي وعالمي، من أجل وحدة الصف القفلسطيني وإعادة الروح والدينامية، وكذلك إعادة رسم ملامح جديدة ومتجددة للثورة الفلسطينية المنجدلة أبدًا مع ثورة الشعب السوري في الحرية والكرامة وثورات الربيع العربي عامة، منوهًا إلى ضرورة الإقلال من جلد النفس، بل التركيز على النقاط المضيئة من انتفاضة الأقصى وصمود المقاومة في غزة، منبهًا إلى أهمية الحراك الشعبي الفلسطيني في أراضي ال  48وضرورة قراءته جيدًا .

المصدر: موقع مصير

      

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى