شكرت شخصيات قيادية من حركة “حماس” كلًا من رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وإيران لمواقفهما الداعمة للحركة.
وقال رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، إسماعيل هنية، الجمعة 21 من أيار، “أوجه شكري إلى إيران، التي قدمت المال والسلاح والدعم الكبير للشعب الفلسطيني في مقاومته الباسلة ضد الكيان الصهيوني المحتل”، بحسب ما نقلته قناة “العالم“.
كما أشاد أحد قياديي الحركة، أسامة حمدان، بموقف رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لدعمه ومساندته لـ”المقاومة الفلسطينية”.
وقال حمدان في مقابلة له على قناة “الميادين“، أمس، إن “موقف الأسد الداعم للمقاومة ليس غريبًا ولا مفاجئًا، ومن يحيينا بتحية نرد بخير منها، ومن الطبيعي أن تعود العلاقات مع دمشق إلى وضعها السابق”.
وكان الأسد استقبل، الخميس 20 من أيار، وفدًا من ممثلي الفصائل والقوى الفلسطينية، من بينهم الأمين العام لحركة “الجهاد الإسلامي”، زياد نخالة.
وبحسب ما قاله نائب الأمين العام لـ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، “أبو أحمد فؤاد”، خلال اللقاء، فإن “أبواب سوريا مفتوحة لكل فصائل المقاومة بغض النظر عن تسمياتها”،
كما وجه الأسد تحية إلى “المقاومين” من حركة “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
وبدأ صباح اليوم وقف إطلاق النار بين كل من إسرائيل و”حماس”، برعاية ووساطة مصرية، بعد تصديق مجلس الوزراء الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) على الاقتراح المقدم من مصر، بوقف إطلاق للنار غير مشروط.
ووثقت وزارة الصحة في قطاع غزة مقتل 232 شخصًا وإصابة نحو 1900 آخرين، بالإضافة إلى تشريد 50 ألف فلسطيني من منازلهم، خلال التصعيد الإسرائيلي على القطاع، بحسب ما نشرته عبر “فيس بوك“.
وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن سقوط 12 قتيلًا إسرائيليًا، مقابل إصابة أكثر من 300 بجروح، في حين شككت “القناة الثانية العبرية” بمصداقية تلك الأرقام، مشيرة إلى سقوط نحو 97 قتيلًا و870 جريحًا.
وشهدت الأراضي الفلسطينية تصعيدًا عسكريًا من قبل القوات الإسرائيلية، منذ 10 من أيار الحالي، حين اقتحمت القوات المسجد الأقصى، بالإضافة إلى محاولتها إخلاء حي الشيخ جراح في القدس من مواطنيه الفلسطينيين.
وأطلقت القوات الإسرائيلية على عمليتها العسكرية ضد قطاع غزة اسم “حامي الأسوار”، بينما أطلقت الفصائل على العملية اسم “سيف القدس”.
علاقة متقلبة
مرت العلاقات السياسية بين حركة حماس والنظام السوري بتقلبات منذ تأسيسها، بدأت بمرحلة التردد بفتح أبواب دمشق أمامها في عهد الرئيس السابق، حافظ الأسد، في تسعينيات القرن الماضي، قبل تطور العلاقة بشكل تدريجي لتصل إلى مرحلة الازدهار ثم القطيعة في عهد بشار الأسد.
وقدم النظام السوري دعمًا بمختلف المجالات للحركة، أمّن استقرارها سياسيًا وتطورها عسكريًا، ومع اندلاع الثورة السورية في 2011، حاولت الحركة المحافظة على علاقة متوازنة مع النظام، لكنها لم تتمكن من ضبط مواقفها، وكثيرًا ما تخبطت في تصريحاتها.
وساطات للتقارب
وكان الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، تحدث في مقابلة مع قناة “الميادين” اللبنانية، في 27 من كانون الأول 2020، أنه “تجب استعادة هذه العلاقة، لكنها ستستغرق بعض الوقت”.
وأضاف أن الأسد كان متفهمًا لعلاقة “حزب الله” مع “حماس” بعد 2011، عندما أخذت موقفًا إلى جانب الاحتجاجات.
وأشار إلى أنه تحدث مع رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، في قضايا المنطقة بما في ذلك سوريا، وأن حركة “حماس” يجب أن تساعد في تصويب الاتجاهات بالمنطقة.
وقال نصر الله إن “العلاقة بين “حماس” وسوريا يجب أن يعاد ترتيبها، وهناك أجواء إيجابية وإن كان ذلك يحتاج إلى وقت، وتابع، “أعتقد أن (حماس) ذاهبة باتجاه ترتيب علاقتها مع دمشق وفق ما يمليه المنطق”.
وأدانت “حماس” القصف الإسرائيلي على دمشق، في 30 كانون الأول 2020، الذي أدى إلى مقتل جندي سوري.
الوساطة التي قادتها إيران و”حزب الله”، بدأت مع انتخاب قيادة جديدة للمكتب السياسي، ووصول إسماعيل هنية لرئاسته في عام 2017.
وكان النظام السوري اتهم قيادة “حماس” السابقة، حين كان خالد مشعل رئيسًا للمكتب السياسي، بقطع العلاقات، إذ رفض مشعل إدانة الاحتجاجات التي اندلعت ضد النظام السوري، ورفع علم الثورة السورية خلال احتفال “حماس” في قطاع غزة عام 2012.
المصدر: عنب بلدي