قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن احتمال التصعيد غير المنضبط في محافظة إدلب السورية يزداد كل يوم، مشيرة إلى أن تركيا حشدت المزيد من جنودها والمركبات والأسلحة أكثر من جميع توغلاتها السابقة في سوريا.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أنه “يعتقد أن حوالي تسعة آلاف جندي تركي يوجدون في عين المكان بعد أن عبرت غالبيتهم العظمى الحدود في الأسابيع الأخيرة، ويزداد هذا الانتشار الهائل خطورة لأن الجيش التركي -المحاط بالفعل من قبل قوات النظام السوري- لا يحظى في حالة العدوان أو دعم هجومه المضاد، بأي غطاء جوي، في ظل سيطرة موسكو على المجال الجوي فوق إدلب”.
وعليه تساءلت لوفيغارو: “لماذا إذن يعرّض رجب طيب أردوغان جيشه لمثل هذه المخاطر؟ ما هي استراتيجيته في إدلب؟”.
وتنقل الصحيفة عن إمري كورساتس كايا، الباحث في مركز دراسات الشؤون الاقتصادية والدبلوماسية (إيدام) في إسطنبول قوله: “تركيا تحاول ليّ يد روسيا.. إنها تريد أن تجد مع موسكو -وربما بشكل غير مباشر مع دمشق- اتفاقية شاملة ودائمة، ليس فقط في إدلب ولكن أيضا تقضي بالسيطرة على جميع مناطق شمال سوريا” حيث يوجد الجيش التركي.
فالرهان لا يتعلق فقط بالنسبة لأنقرة بمنع هروب ثلاثة ملايين مدني من إدلب إلى حدودها، في حين أن البلاد بالكاد تستوعب أكثر من 3.6 مليون سوري. كما أن الأمر يتعلق كذلك بالنسبة لموسكو ودمشق بعدم الرضوخ نفسياً وجسدياً.
وأضافت لوفيعارو: “من الواضح أنه بعد إدلب، ستركز قوات النظام السوري على مناطق العمليات التركية السابقة مثل درع الفرات (بين جرابلس والباب) وغصن الزيتون (عفرين)”، كما يوضح إمري كرساتس كايا، معتبراً في الوقت ذاته أن “تركيا لا تريد بالتأكيد أن تتراجع وتضطر في نهاية المطاف إلى التخلي عن محمياتها في شمال سوريا، والتي تهدف في المقام الأول إلى منع إقامة منطقة كردية تتمتع بالحكم الذاتي”.
وأشارت لوفيغارو إلى أنه في الأيام الأخيرة، انتهت المناقشات في أنقرة بين المسؤولين الأتراك والروس دون نتيجة. وسيزور وفد تركي موسكو قريباً لاستئناف المفاوضات”.
ووسط ذلك، كان لدى رجب طيب أردوغان العبارة التالية: “من الآن فصاعدا، لن نغمض أعيننا عن التعصب والخيانة والاستفزازات من القناصة داخل جماعات المعارضة التي تقدم للنظام ذريعة لهجماته… فهل يكون تصلب الجيش التركي ضد المعارضة وجهاديي إدلب النظير الذي يقدمه رجب طيب أردوغان لفلاديمير بوتين؟” تتساءل لوفيغارو.
المصدر: القدس العربي