من مواليد دوما 1962، تعلّم في مدارسها، ودرس الجامعة في جامعة دمشق – قسم الكيمياء، وتخرج فيها. متزوج وله أربعة أبناء، انهمك بالعمل السياسي معارضًا السلطة القمعية، سلطة الاستبداد الأسدي، ونشط معارضًا في صفوف حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي المعارض، فكان طيّب المعشر، كريمًا، وصاحب ابتسامة دائمة، وكان منزله ملتقى للمعارضة الديمقراطية في بلدته.
تعرض محمد خير البديوي (أبو فهد)، الوطني المكافح ضد الظلم والاستبداد، للاعتقال في الثمانينيات، وبعد خروجه من المعتقل تابع نشاطه ضد الظلم، ظلم الأسد الأب والابن، وكانت له مشاركات بتظاهرات عديدة قبل الثورة، منها تظاهرات عام 2000، 2003، 2006.
في عام 2008 دُعي لحضور مؤتمر وطني قومي احتفاءً بذكرى الوحدة، وعند عودته استدعاه الأمن وحقق معه ومنعه من السفر نهائيًا، وفي عام 2010 كان من أشد المتحمسين للثورة التونسية، باكورة الثورات العربية، وزار مع بعض الوطنيين السوريين السفارةَ التونسية في دمشق، لتهنئة الشعب التونسي بثورته التي حرّكت الشارع العربي.
مع انطلاق ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، في مصر، نسّقَ مع ناشطين في دمشق تظاهرةً أمام السفارة المصرية لدعم هذه الثورة، ودعا للتظاهر والحراك السلمي سورية؛ فأوقفته الأجهزة الأمنية مع بعض الناشطين ساعات، ثم أطلقت سراحهم.
مع اندلاع الثورة السورية، في آذار/ مارس 2011، كان من المتحمسين لها بقوة، والدافعين لأن تعمّ مجمل المدن السورية، فكان من أوائل المنسّقين في مدينة دوما، وقام بتحويل معمله إلى مركز حياكة للأعلام الوطنية السورية، وكتابة اللافتات، ومقرًا للاجتماعات مع الناشطين، ومنهم الشهيد الدكتور عدنان وهبي؛ فساهم في تحريك الكثير من التظاهرات السلمية التي كانت تنطلق من الجامع الكبير في دوما؛ ما دفع قوى الأمن إلى تتبعه وتهديده بالاعتقال.
في أول حملة على مدينة دوما 25 نيسان/ أبريل 2011، داهمت الأجهزة الأمنية منزله واعتقلته، وهددت أفراد أسرته، وأجبرته تحت التعذيب على التوقيع على تعهّد -كحال معظم المعتقلين- بألا يعود إلى الأعمال الثورية نهائيًا، لكنّه سرعان ما عاد لنضاله فور خروجه من المعتقل.
تشبث بموقفه الثوري وفكره النضالي في مواجهة السلطة الباغية، وكان له دور كبير على الصعيد الإغاثي والطبي، وكان من أوائل القائمين على تشكيل (تنسيقية مدينة دوما)، وساهم في توثيق أسر الشهداء والجرحى والمعتقلين لتقديم المساعدات لهم.
طاردته الأجهزة الأمنية، وداهمت منزله ومعمله عدة مرات، إلى أن تمكنوا من اعتقاله في 17 شباط/ فبراير 2012، وتعرض لتعذيب وحشي إلى أن استشهد؛ وأُبلِغت زوجته، في 22 حزيران/ يونيو 2016 بنبأ استشهاده، في أقبية الموت الاستخباراتية في 19 آب/ أغسطس 2013.
سيبقى محمد خير البديوي (أبو فهد) الثائر الوطني الدوماني، منارةً في مواجهة سطوة الجلاد طول المدى.
المصدر: جيرون