ولايأبى نيسان ان يفارقنا

عزت شيخ سعيد

ولا يأبى نيسان أن يفارقنا ، قبل أن يخطف ثلة من أحرار سورية ومناضلها (ميشيل كيلو وحبيب عيسى وتيسير الحاج حسين ومحمد خليفة) .
ثلة من الأحرار قضت أعمارها في مقارعة الظلم والاستبداد والفساد ، والتبشير بالدولة الوطنية المدنية الديمقراطية ، بأفقها الاشتراكي وبعدها القومي الوحدوي .
تعرفت على الراحل محمد خليفة من خلال مجلة الشراع ، التي كان يكتب لها مقاله الأسبوعي مقال يتميز بقدرة على ربط المواضيع والأحداث السياسية العربية والعالمية ، بطريقة تظهر استيعابه للتناقضات التي تبدو للآخرين غير قابلة لاستيعاب ، وتاليا من خلال كتابه (أحمد بن بله حوار معرفي شامل) والذي أظهر الثقافة العالية للراحلين الكبيرين .
بعدها قدر لي أن التقيه فيزيائيا في برلين ، خلال التحضير لمؤتمر هيئة التنسيق الوطنية في الخارج ، عام 2011 ، والذي انسحبت منه قبل انعقاده .
وفي السنة التالية التقيته في مؤتمر التيار الشعبي الحر ، الذي عقد في القاهرة ، والذي كان الراحل أحد أهم المؤسسين والعاملين فيه .
وأخيرا من خلال التحضير لمؤتمر ملتقى العروبيين السوريين ، الذي عقد دورتين متتاليتين له في مدينة كولن الألمانية ، والذي بذلت الهيئة التحضيرية له جهدا كبيرا لإنجاحه ، وكان الراحل يشترك في أكثر من لجنة ، باذلا جهدا متميزا لإنجاح المؤتمر .
عرف عن الراحل محمد خليفة همته العالية في متابعة الشؤون السياسية لبلده سورية ، وللساحتين العربية والعالمية ؛ همة لاتجدها لدى الشباب .
ورغم غربته القسرية التي تجاوزت نصف سني عمره ، قضاها في مغترباته بعيدا عن أهله ووطنه ، وهو الذي ولد في عام الثورة المصرية (1952) فارتبط بها وبنهجها ومشروعها ، ملتزما بأهدافها فكرا وعملا وبحثا وتبشيرا .
رحل أبو خالد وهو يبشر بالنصر والحرية ، ويحلم أن نلتقي معا في سورية الحرة .
عزاؤنا أن الأحرار يرحلون بأجساهم ، تاركين خلفهم إرثهم ومشروعهم وحلمهم ، الذي يتوق للتحقق على أيادي جيل زرعوا فيه بذار الأمل .
تقبلك الله ياأبا خالد ، وجعل الجنة مأواك ، أنت ومن سبقونا إلى ديار الحق ، وألهم أهلك ومحبيك ورفاق دربك ، الصبر والسلوان على فراقك . ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى