رسالة وليس رثاءً

حسان عزت

موتُه ولادتُنا وحياةُ أمّنا سوريّةَ
ميشيل كيلو
إنّ موتَه لخسارةٌ كبرى لنا وإنّه لحياةٌ لسوريّةَ العالية
وعالية وعالية وعالية..
هذه سوريةَ هذهِ سوريّةَ..
دعونا نبكي سوريّةَ ورجالَها الكبار الشجعانَ مثل ميشيل كيلو
وصادق العظم ونبيل المالح وحبيب عيسى ورياض الريس
وداعا ياصديقي واخي يامعلم ميشيل..
ماكنتُ مصدّقا رغمَ كلّ مناشداتِ الدعاءِ لكَ انّكَ ستنقصفُ وتمضي قبلَ أن نَتجوّلَ معاً في ساحاتِ الشامِ المحرّرةَ..
دعونا نبكي لأنّ الحريّةَ العظيمةَ المغلوبةَ لم تقمْ بعد..
دعونا نبكي
والآلافُ والملايينُ مازالتْ جريحةً في عراءِ اللهِ وشتاتِ أرضِه لمْ يرجعوا إلى ديارهمْ بعد..
والاَهاتُ الملوّعاتُ لشبابٍ وصبايا
والأراملُ والثّكالى لم تجفّ دموعُهُنّ بعدُ
دعونا دعونا لا ننامُ ولا نسهو ولا نَنسى
ودعونا
جُرْحُنا صار في عرضِ الأبدِ
جرْحُنا ودموعُنا وتغريبتُنا لافي ازمانٍ ولا عهودٍ ولا تواريخِ الحضاراتِ مايشبِهُها
وزنيمةٌ نذلٌ جبانٌ مازال على صدورِنا يرتعُ مؤيّداً بجيوشِ غزوٍ وبطاناتِ غدرٍ ووحشيةٍ واحشَةٍ وغاشيةٍ..
ويا الله ياربّ سمواتٍ وأرضٍ نتلفّتُ إليكَ في غُربَتِنا وضياعِنا وآبادِ عطشِنا وأشواقنا الحرّى فلا نراكَ..
دعونا نبكي حتّي ينبلجَ الصباحُ
من ظلماتِ ليلٍ وصحارى رمادٍ
وحتّى تتلالئينَ أيّتُها الحريّة العاليةُ في سمواتِ سوريّةَ الشهيدةَ الحيّةَ
وسلاما عليك صديقي
سلام عليكم اصدقائي في العذابات والضياع والأسر
ياعشاق.. وياغلابة ويا مشتّتينَ ويامن بألفِ جرحٍ وكريهةٍ وبلوى
سلامٌ عليكمْ وعلى سوريّة اللا تنام
سلام

المصدر: صفحة حسان عزت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى