اشتدت أزمة المواصلات في مناطق سيطرة النظام، الأسبوع الماضي، بسبب شح الوقود الذي جعل المواصلات شبه معدومة في الشوارع، الأمر الذي زاد من معاناة المواطنين في الحصول على وسائل النقل للذهاب إلى أعمالهم أو العودة إلى منازلهم.
وتصطف مئات السيارات الخاصة منها والعامة على محطات الوقود لأيام بهدف ملئها بالبنزين وفق الكمية الجديدة التي حددتها حكومة النظام نهاية الشهر الفائت، إذ خفّضت كمية تعبئة البنزين 50 في المئة وأصبح يحق للسيارة العامة تعبئة 20 ليتراً من البنزين كل أربعة أيام والخاصة نفس الكمية كل سبعة أيام.
وقال مصدر محلي في مدينة حلب لموقع تلفزيون سوريا إن أزمة المحروقات جعلتهم يصطفون على محطات الوقود مدة 4 أيام لملء سياراتهم بالبنزين أو المازوت، وكمية الوقود التي تصل إلى محطات المحروقات لاتكفي 10 في المئة من السيارات المصطفة، بالإضافة إلى وجود تجاوزات على “الكازيات” من قبل عناصر النظام وعمال المحطات الذين يتقاضون “رشوة” لتفضيل سيارة عن أخرى لتزويدها بالوقود.
وأضاف أن كثيرا من أصحاب السيارات الخاصة لم يعودوا يتوجهون إلى محطات الوقود لتزويد سياراتهم بالبنزين مفضلين ركنها أمام منازلهم على أمل أن تُحل الأزمة خلال الأيام المقبلة، لأن واقع “الكازيات” أصبح مأساوياً، مشيراً إلى أن المصطفّين يشاهدون التجاوزات والرشاوى التي تُدفع لعناصر النظام المكلفين بـ “تنظيم الدور” لملء سياراتهم بالوقود ولا يستطيعون الاعتراض خوفاً من الإهانة أو التعرض للضرب.
“السوزوكي” أصبح رفاهية!
أفاد أحد المواطنين القابعين في مناطق سيطرة النظام بمدينة حلب لموقع تلفزيون سوريا، بأن أزمة المواصلات دفعت أصحاب سيارات “السوزوكي” للعمل على أحد خطوط المواصلات لنقل الأهالي، لافتاً إلى أنه في بادئ الأمر رفض بعض المواطنين الصعود إلى سيارات نقل البضائع كـ “الأغنام” إلا أنه بعد اشتداد الأزمة حتى هذه السيارات لم تعد متوفرة وأصبحت “رفاهية”.
وتابع أن السيارات في شوارع المدينة شبه معدومة فأصبحت مشاهدة عشرات الأشخاص ينتظرون قدوم “السرفيس” على المواقف أمراً اعتيادياً، حيث ينتظر البعض لساعة أو أكثر للصعود في وسيلة نقل “حتى ولو كان معلقاً على الباب”.
وأوضح أن أجرة نقل الراكب يحددها السائق والتي تصل إلى 1000 ليرة سورية، مشيراً إلى أنه لا يلقى هذا المبلغ أي اعتراض من معظم الركاب لأنه إن لم يصعد الشخص في هذا “السرفيس” ربما ينتظر لأكثر من ساعة لقدوم آخر، لافتاً أنه خلال ساعات الذروة ربما تصل تعرفة الركوب إلى 1500 ليرة.
فوضى وحوادث سرقة
أكد مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا أن هناك من يستغل هذه الظروف والازدحام على محطات النقل أو داخل “الميكروباص” لسرقة المواطنين سواء أجهزتهم المحمولة أو الحافظة أو أي شيء تقع يد اللص عليه.
وأشار أحد الأهالي في مدينة حلب والذي رفض الكشف عن اسمه لموقع تلفزيون سوريا إلى أن أحد اللصوص حاول سرقة محفظته خلال صعوده إلى “الميكروباص” مستغلاً الازدحام الشديد وعراك الأشخاص بغية تمكنهم من الحصول على موقع قدم في “الميكروباص”.
وتابع أنه شعر بأحد يسحب محفظته من جيبه محاولاً إمساكه ليقف أمامه عدد من الأشخاص لمنعه من الوصول إلى اللص لحين تمكنه من الهروب، مضيفاً أن هذا الأمر لم يكن فعلاً فردياً إنما عصابة من اللصوص يتوزعون على محطات المواصلات بهدف السرقة، وأنه في حال اكتشِف أحدُهم يحاولون إعاقة مَنْ يريد الإمساك به.
وأشار إلى أن هذه الحوادث أصبحت مكررة بشكل كبير دون أن تتخذ شرطة النظام أي إجراء لإلقاء القبض عليهم، مشيراً إلى أن الخوف من التعرض للسرقة أصبح يراود الجميع، محاولين الانتباه لما يحملونه، إلا أنه عند قدوم “الميكروباص” يكون هدفك الوحيد هو الصعود بوسيلة النقل كي لا يجبر على انتظار الآخر.
سيراً على الأقدام
دفعت أزمة المواصلات العديد من الأشخاص للذهاب إلى عملهم أو العودة إلى منازلهم سيراً على الأقدام، خاصة الأشخاص الذين يكون مكان عملهم ليس بالبعيد عن منازلهم، وفق ما أفادنا المصدر.
وأضاف أنه منذ بداية الأسبوع الماضي أصبح كثير من الشبان يذهبون إلى أعمالهم سيراً على الأقدام حتى وإن كانت المسافة بين منزلهم وعملهم بعيده إلا أنه لا خيار آخر بسبب شبه انعدام وسائل النقل.
وتابع أنه في بعض الأحيان يشترك 4 أشخاص للصعود بسيارة “تكسي” في حال توفرت لتنقلهم إلى نفس الجهة وهنا يخضع الأمر إلى “المفاصلة” حيث تقدر أجرة التوصيلة بين شارع تشرين ومنطقة الميرديان نحو 10 آلاف ليرة سورية يتقاسمها الركاب.
وتفاقمت أزمة المحروقات في مناطق سيطرة النظام منذ آب العام 2020 من دون أن تتخذ حكومة النظام أي إجراءات لإنهائها أو الحد منها، واكتفت برفع تسعيرة الوقود أكثر من 3 مرات، مع تخفيض كمية البنزين المخصصة لكل سيارة.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا