جولة لافروف… محاولة روسية لإزالة العقوبات عن النظام السوري وترويج الانتخابات

جلال بكور

لم يغب الملف السوري عن الجولة التي يجريها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الخليج العربي، إذ وصل، الأربعاء، إلى الرياض للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعد زيارة الإمارات.

والتقى لافروف مع رئيس الحكومة اللبناني المكلف سعد الحريري ومسؤولين في الإمارات، حيث تناولت اللقاءات الملف السوري، وخاصة العقوبات المفروضة على النظام من واشنطن وحلفائها.

وفي المؤتمر الختامي لزيارة لافروف، أطلق وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد دعوة لـ”إعادة سورية إلى محيطها الإقليمي”، والجامعة العربية.

وأضاف عبد الله بن زايد أن “التحدي الأكبر الذي يواجه التنسيق والعمل المشترك مع سورية هو قانون قيصر”، وأشار إلى أن “إبقاء القانون كما هو اليوم يجعل هذا المسار والأمر في غاية الصعوبة”.

وأكد وزير الخارجية الإماراتي، في حديثه، ضرورة فتح حوار مع الإدارة الأميركية، التي فرضت في وقت سابق “قانون قيصر” ضد النظام السوري، بهدف الضغط على بشار الأسد ونظامه لوقف الانتهاكات في سورية، وإجبار النظام على الدخول في الحل السياسي.

وتأتي زيارة وزير الخارجية الروسي للسعودية للقاء ولي العهد محمد بن سلمان، ووزير الخارجية فيصل بن فرحان، بعد يوم من لقاء جمع بن سلمان مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتيف، وجرى خلاله استعراض الأوضاع المستجدة على الساحة السورية.

ويرى الباحث في “مركز جسور للدراسات” وائل علوان أن “روسيا تحاول إيجاد خرق في القطيعة الإقليمية والدولية التي يعيشها نظام الأسد، لا سيما مع اشتداد آثار العقوبات والحصار السياسي والاقتصادي الغربي على النظام وداعميه”.

تأتي زيارة وزير الخارجية الروسي للسعودية للقاء ولي العهد محمد بن سلمان، ووزير الخارجية فيصل بن فرحان، بعد يوم من لقاء جمع بن سلمان مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتيف

وتأتي هذه المحاولة الروسية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي يجريها النظام السوري بدعم روسي كامل.

وأوضح علوان، في حديثه مع “العربي الجديد”، أن التصريحات الإماراتية التي صدرت أمس “هي رسالة روسية إلى الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية”.

وأضاف الباحث السوري: “تحاول روسيا مجدداً الالتفات إلى الدول العربية ذات الثقل والتأثير الكبير بالتزامن مع الموعد المفترض لتحديد لقاء جامعة الدول العربية، إذ لا تستطيع روسيا كسر عزلة النظام فقط بموقف العراق ولبنان، وهي بحاجة إلى دعم من دول الخليج العربي، التي ما زالت إلى حد كبير تحسب حساباً للموقف الأميركي الرافض لعودة الأسد إلى جامعة الدول العربية، والمحذر من تطبيع العلاقات السياسية أو التعامل الاقتصادي مع نظام السوري”.

واستبعد علوان أن تُحدث هذه المحالة خرقاً في الموقف العربي من الانتخابات الرئاسية القادمة في سورية، مضيفاً: “من المستبعد بناء على السياسية الأميركية وموقفها من إيران سماح الولايات المتحدة بمتنفس واسع لنظام الأسد يخفف عنه كارثة العقوبات التي تزداد آثارها المعيشية والاقتصادية على النظام وأدائه الحكومي، والمجموعات التي تقاتل معه، فضلاً عن الشريحة الواسعة من مؤيديه والمدافعين عنه”.

وأشار علوان إلى أن جولة لافروف إلى دول الخليج العربي كانت قد سبقتها مساعٍ روسية عبر الجزائر لـ”إقناع الدول العربية بضرورة إعادة النظر في العلاقات مع نظام الأسد، لكن الجهود الجزائرية التي كانت تعتمد عليها موسكو لم تنجح مع استمرار التردد المصري الذي لا يريد مخالفة الموقف العام العربي والغربي”.

ومن المتوقع أن يستأنف وزير الخارجية الروسي جولته بزيارة إلى العاصمة القطرية الدوحة. ومن أبرز الملفات التي من المتوقع مناقشتها الملف السوري وقرارات مجلس الأمن المتعلقة به، والعقوبات المفروضة على النظام والحل السياسي.

المصدر: العربي الجديد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى