حذّرت وزارة الدفاع الألمانية من التهديد المتزايد للقدرات العسكرية الجديدة للصين وروسيا، إذ رأت أن بكين تهدف إلى تأمين التنمية الاقتصادية وتشكيل النظام الدولي بما يتماشى مع مصالحها الخاصة، فيما تسعى روسيا لزعزعة استقرار الناتو وإضعافه كمبدأ للعمل. جاء ذلك في ورقة داخلية صادرة عن وزارة الدفاع، وعرضتها الأحد صحيفة “دي فيلت”.
وبيّنت الصحيفة أن الصين تتفوّق بشكل متزايد على روسيا من حيث النفوذ العالمي، بما في ذلك ما يتعلق بمبيعات الأسلحة والتعاون العسكري. كذلك أشارت الورقة إلى أن الصين لا تمتلك فقط مليوني جندي وحوالي 6850 دبابة قتالية و1600 طائرة مقاتلة؛ بل أكبر قدرة صاروخية تقليدية في العالم، لا سيما الصواريخ شديدة الخطورة التي تفوق سرعة الصوت، والتي يصل مداها إلى 2500 كيلومتر، إلى جانب الطائرات العسكرية بدون طيار، وسعيها بشكل منهجي لتوسيع قدراتها النووية، بحسب استنتاجات الدفاع الألمانية. وأشار التقرير الداخلي للخبراء العسكريين الألمان إلى أن الصين تنشط بشكل متزايد فضائياً، ولديها قدرات فعالة من خلال الاستطلاع. أما نقاط الضعف فتتمثل في الافتقار إلى الكفاءة المهنية للقوات المسلحة والتنسيق بين الوحدات البحرية والجوية. ووفقاً لبرلين فإن مشروع طريق الحرير يخدم الصين باعتباره “توسعاً عالمياً لمجال نفوذها”، ويهدف في المقام الأول إلى فرض مصالح السياسة الخارجية والأمنية.
ومن المثير للاهتمام أن خبراء البوندسفير (الجيش الألماني) يرون أنه يجرى العمل على الترويج والرقمنة بقوة في جميع أنحاء العالم كجزء من طريق الحرير، من أجل تحقيق التأثير الرقمي العالمي.
وفي هذا السياق، أشارت “دي فيلت” إلى أن نشر الفرقاطة بايرن في المحيطين الهندي والهادئ يظهر استشعار ألمانيا مدى خطورة التمدد الصيني، والذي يجب أن يدفع برلين، كما واشنطن، إلى عدم السماح لبكين بفرض حصار على الطرق البحرية الدولية، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب بضرر بالغ على دولة مصدّرة مثل ألمانيا.
وأما بالنسبة لروسيا، فقد أشارت ورقة وزارة الدفاع الألمانية إلى امتلاك روسيا قرابة 6375 رأساً نووياً، و840 ألف جندي مدربين جيداً ويمكن نقلهم بسرعة، كما أشارت إلى أن القوات المسلحة الروسية قادرة على تحقيق التفوق من حيث الزمان والمكان. كما ذكرت أن الجيش الروسي يعتبر أداة القوة السياسية. أما نقاط ضعف موسكو فتتلخص بمحدودية قدرات الاستخدام البحري المستدام في جميع أنحاء العالم، والنقص في الطائرات بدون طيار.
كذلك تشير الورقة إلى أن كلاً من الصين وروسيا تنفقان ثلث ما تنفقه الولايات المتحدة على الدفاع.
المصدر: العربي الجديد