تراجع العمليات العسكرية في سورية.. وتصاعد الاغتيالات والتفجيرات

عدنان أحمد

بينما يسجل تراجع في وتيرة العمليات العسكرية في مجمل أنحاء سورية، زادت في المقابل الحوادث الأمنية وعمليات التفجير والاستهداف والاغتيال، والتي حصدت أرواح العديد من الأشخاص.

واستهدف مسلح يستقل دراجة نارية، اليوم الجمعة، عنصرا من قيادة شرطة محافظة القنيطرة، جنوبي سورية، وذلك في سوق قرية القصيبة، ما أدى إلى مقتله على الفور، فيما دوى في وقت متأخر من مساء أمس، الخميس، انفجار في محيط بلدة خان أرنبة بريف القنيطرة، بالقرب من أحد مواقع مليشيات “حزب الله” اللبناني.

وفي وقت لاحق، أعلنت وسائل إعلام النظام أن الانفجار كان بسبب قنبلة صوتية لم تسفر عن وقوع إصابات أو أضرار.

وفي محافظة درعا المجاورة، هاجم مسلحون مجهولون، الليلة الماضية، منطقة المربع الأمني لقوات النظام في مدينة نوى، غربي المحافظة، باستخدام قذائف “أر بي جي” والقنابل إضافة إلى الرشاشات الخفيفة، ما تسبب بوقوع جرحى من قوات النظام وسط معلومات عن وجود قتلى أيضا.

وكان مسلحون قد هاجموا، فجر الخميس، حاجزا لقوات النظام في مدينة الصنمين، شمالي درعا، حيث دارت اشتباكات بين الطرفين وسط معلومات عن خسائر بشرية.

وأنهت قوات النظام أمس، عمليات التفتيش في مدينة طفس ومحيطها بريف درعا، وذلك بعد دخولها ضمن إطار الاتفاق الموقع مع الأهالي والوجهاء بخصوص تسوية أوضاع المطلوبين، وهو اتفاق ألغى عملية ترحيل المطلوبين إلى الشمال السوري بعد توتر استمر لأيام في المنطقة.

وفي شمال غربي سورية، دعا ناشطون لمظاهرة حاشدة وسط مدينة إدلب، اليوم الجمعة، للمطالبة بعودة آمنة للنازحين والمهجرين إلى قراهم وبلداتهم التي جرى تهجيرهم منها بشكل قسري خلال هجمات قوات النظام على تلك المناطق في إدلب ومحيطها.

وفي شمالي البلاد، عثر مدنيون، أمس الخميس، على جثتي رجلين وعليهما آثار تعذيب في مدينة أعزاز، شمال حلب. وقال مصدر محلي لـ”العربي الجديد”، إنه تم إبلاغ الشرطة في مدينة أعزاز بوجود جثتين لرجلين قرب مدينة أعزاز، قتلا بطلقٍ ناري، حيث عثر على الجثة الأولى على طريق يازباغ، فيما عُثِر على الأخرى شمال مدينة أعزاز في الأراضي الزراعية، دون أن تتضح ظروف مقتلهما.

أما في شرق سورية، فقد استهدف مجهولون يستقلون دراجة نارية مقرا لمليشيا “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، بقنابل يدوية في مدخل مدينة رميلان، شمال شرق الحسكة، في حين عُثر على جثة شاب منحوراً بعد اختطافه لأيام من قبل مجهولين قرب قرية الكوشية ببلدة مركدة، جنوب الحسكة.

كما عثر على جثة شاب يدعى سعود الخلوف طه مقتولا على ضفة نهر الفرات في بلدة ذيبان، شرق دير الزور، وذلك بعد ساعات من مداهمة مليشيا “قسد” لمنطقة المعبر النهري لملاحقة المهربين في المنطقة، تخللتها اشتباكات واعتقال أربعة أشخاص، بينهم طفل، بتهم التهريب.

وفي حادثة منفصلة أصيب الشاب يوسف سعيد العيسى بجروح جراء استهدافه برصاص مجهولين في مدينة هجين، شرق دير الزور، وأكدت مصادر محلية أن الشاب لا ينتمي لأي فصيل في المنطقة، في حين قتل شاب (16 عاما)، جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في منطقة عايد، غرب الرقة.

من جانب آخر، قتل عنصر من مليشيا “قسد” برصاص مجهولين في بلدة جديد عكيدات، شرق دير الزور، بينما أقدم قائد مليشيا “الدفاع الوطني” في دير الزور، فراس الجهام، على اعتقال مدني يدعى محمد إسماعيل بهدف التفاوض المالي حوله، حيث رفض إطلاق سراحه دون دفع ذويه فدية مالية مقدارها مليونا ليرة سورية.

هجمات “داعش”

وفي البادية السورية، واصل تنظيم “داعش” الإرهابي هجماته على مواقع وأرتال قوات النظام، وتحدثت شبكات محلية عن وقوع آلية لقوات النظام في كمين للتنظيم قرب منطقة التبني، غرب دير الزور، وأسفر ذلك عن مقتل عنصرين وتدمير الآلية.

كما فقدت مليشيا “الفيلق الخامس” التابعة للنظام الاتصال بدورية عسكرية تابعة لها، في محيط بلدة التبني. وقال موقع “عين الفرات” المحلي إن الدورية مكونة من قيادي ميداني وثلاثة عناصر ،عرف منهم أحمد الرحيل وعلي الخوام، مضيفا أن المروحيات الروسية حلقت بشكل مكثف في سماء البلدة للمشاركة بعملية البحث عن المفقودين.

وكان عناصر من تنظيم “داعش” قد هاجموا، فجر الخميس، قافلة صهاريج نفطية ترافقها قوة عسكرية من مليشيا “القاطرجي” الموالية للنظام، على طريق السخنة – تدمر بريف حمص الشرقي، وذلك بعد يوم واحد من إعلان قوات النظام تأمينها طريق تدمر – دير الزور.

وينتشر تنظيم “داعش” في منطقة جغرافية جبلية وصحراوية وعرة وواسعة، تقع في قلب مناطق سيطرة النظام، وتمتد من ريف السويداء الشرقي مرورا بريفي حماة وحمص الشرقيين وصولا إلى ريفي الرقة ودير الزور الغربيين.

إلى ذلك، بدأت مليشيا “لواء فاطميون” الأفغانية، أمس الخميس، في إنشاء معسكر تدريبي خاص بالمنتسبين الجدد في ريف حمص الشرقي.

وبحسب موقع “عين الفرات” المحلي، فإن مليشيات “الحرس الثوري” الإيراني منعت المدنيين والعسكريين من دخول منطقة المحمية، شرق حمص، تزامناً مع عمليات حفر وتخطيط تجري بداخلها، مشيرا إلى أن “فاطميون” استقدمت نحو 70 عاملاً من عمال حفر الخنادق، وهم من أبناء عشائر الحديديين والبريجات من محافظة حمص، ويقيمون داخل خيام مؤقتة لحين انتهاء العمل.

وأوضح الموقع أن أعمال حفر الخنادق تمتد على مساحة 12 هكتاراً بشكل مستطيل، بالتزامن مع استقدام غرف مسبقة الصنع من مدينة حمص ورفع سواتر ترابية في محيط الخنادق.

من جانب آخر، وبحسب إحصائية لـ”المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فقد شهدت مناطق سيطرة “قسد” أكثر من 51 عملية لخلايا تنظيم “داعش” خلال شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، تمثلت في شن هجمات مسلحة وتنفيذ اغتيالات بأشكال مختلفة، شملت مناطق نفوذ “قسد” في كل من دير الزور والحسكة وحلب والرقة.

وحسب المرصد، فقد بلغت حصيلة هذه الهجمات منذ مطلع الشهر الجاري 37 قتيلاً، هم 16 مدنيا، و21 من “قسد” وقوى الأمن الداخلي والدفاع الذاتي، جميعهم قتلوا بانفجار عبوات وألغام وإطلاق رصاص وهجمات مسلحة وعبر أدوات حادة.

وفي المقابل، شنت “قسد” حملات اعتقال في عموم مناطق سيطرتها، ولا سيما في دير الزور، أسفرت عن اعتقال 98 شخصا بتهم الانتماء لـ”داعش” والتعامل معها.

المصدر: العربي الجديد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى