في نقد “المدوّنة المقدّسة”!

مرزوق الحلبي

لماذا يعتقد رجل الدين -أي رجل دين- أنه أفضل منّي ومن غيري وأنه أعلى منّي قدرًا ومنزلةً؟ هكذا، كنتُ أسأل والدي رحمه الله كلما احتدم نقاش بيني وبين أحد ضيوفه الطارئين الذين ما عرفوا الدين سوى شفهيًا. كان والدي الواسع الصدر والعارف بأمور الدين والدنيا يطيّب خاطري ويمحو غضبي ببسمته ويده التي تداعب عنقي الصغير. كان في هدوء والدي وروحانيّته ما يقنعني بالتنازل عن السؤال الغاضب وعن مهمة البحث عن إجابة. كان والدي المتديّن ليبراليًّا ثابتا يدين بالحوار والمحاججة العقلية وبقبول الاختلاف ويتّسع صدره لكلّ أسئلتي المشاكسة في الدين والسياسة وسواهما. وهو الذي أعاد على مسامعي أحد أسس العقيدة الدرزية القائل قطعا برفض كل إكراه في الدين أو غيره وبأنّ الحقيقة تُدرَك بالاعتدال لا بالتطرّف. فعشت علمانيًّا مُفرطا بجوار متديّن روحاني بسيط ومعتدل في كلّ شيء، وتطوّرت بيننا علاقة عمق واتساع احتوينا فيها كل ما يخطر أو لا يخطر على بال من أسئلة وجوديّة ويوميّة.

أسوق هذا لأنّ السؤال عاودني بينما والدي ليس هنا، فقد رحل من ثماني سنوات تاركًا كتبه وأوراقه وأغراض الكتابة وابتسامته وهدوءه هناك في زاوية من البيت، تبكيني أحيانا، وتشعرني بالفخر والاعتزاز أحيانا أخرى. فهو ليس هنا لأحاوره أو أعيد على مسامعه السؤال: “لماذا يعتقد رجل دين – من أيّ دين كان – أنه أفضل مني وأنبل مني وأنه وصيّ عليّ وعلى أمثالي؟ لماذا يعتقد أنه أحقّ مني وأقرب مني إلى الحقيقة وأنه مرجعيّة في كل شيء، علمًا بأنّ ثقافته لا تتعدّى حفظ بعض الخراريف غيبًا؟ لماذا يعتقد أنه الأصل وأننا الفرع؟

لماذا يعتقد الداعية شبه الأميّ أن حفظ آيتين وثلاثة أحاديث ضعيفة غير مسندة يجعله بمنزلة هي فوق منزلة الناس والدولة وأنه مخوّل بمصادرة الحريات ودوس الخصوصيات والكرامات والأدهى، الحكم على الأنام وعلى الطير والبتّ في أمور الفضاء والجيولوجيا والذرّة؟

لماذا يعتقد رجل الدين المتوسط في ثقافتنا أنه – وهو الأميّ تمامًا – أكثر معرفة في الموضوع العيني من عالم أو خبير أو من إنسان أفنى عمره في البحث والدراسة والاستزادة من المعرفة والعلم؟

لماذا يعتقد صاحب النص المتقادم – من ألفي عام أو أكثر أو أقلّ – أنّ نصّه الهالك، المحدود بقاموسه ومفرداته ومعرفته وزمانه ومكانه إنما هو الحقيقة الدامغة وتجسيد للمعرفة الخالصة التي لا تتبدّل وإنْ دحضها العلم ونسفتها الوقائع والتجارب؟

لماذا يعتقد أن خراريف وأساطير وروايات موضوعة بيد بشر في ذلك الوقت إنما هي هي التي ينبغي أن تسيّرنا وتحكمنا وتحدّد رؤيتنا للعالم، كأنّ العقل ملغيّ أو مجرّد عضو لا لزوم له كزائدة شحمية أو لحمية؟ لماذا يعتقد أنه إذا حضر بعباءته أو لحيته أو نصّه فإنّ عليّ أن أحتجب وأعلن اختفائي الفوري؟

لماذا يعتقد أنّ آيته هو أو حديثه المهموز أحقّ بالحضور من معرفتي وخبرتي وحكمي العقليّ على الأمور؟ لماذا يعتقد أنّ حضور دينه يعني غياب علمانيتي؟

لماذا يعتقد أنّ العلماني، مهما بلغ من نُبل وعلم وبصيرة، يظلّ مجرّد ذرة غبار أو جملة عابرة بالنسبة لداعية كلّ ما يعرفه زجر الناس والاعتداء على خصوصيّاتها وكراماتها، أو غمس لحيته بالحناء اليمنيّ؟

لماذا يعتقد الداعية شبه الأميّ أن حفظ آيتين وثلاثة أحاديث ضعيفة غير مسندة يجعله بمنزلة هي فوق منزلة الناس والدولة وأنه مخوّل بمصادرة الحريات ودوس الخصوصيات والكرامات؟

أسئلة هي مهدّات أريد بها دكّ هذا النسق المستفحل في ثقافتنا العربية ومحاكمة مُريديه ورافعي لواءه. هي أسئلة سكنتني وأنا طفل فأجاب عليها والدي بواسع حكمته الفطرية واطّلاعه. لكنها عادت الآن كلائحة اتهام لثقافة تريد أسر الإنسان في أنشوطة النصّ المهترئة فواصله وتراكيبه ودلالاته بحكم الزمن على الأقلّ. أو مساءلة مفتوحة على التاريخ الذي شطب العقل بادّعاء أنه محكوم للنص المقفل بأقفال أميّين وجهلة وأدعياء ينشِئون الخراريف عقائد وطرائق وأمارات إرهاب وعنف وأعواد مشانق وخناجر مسمومة! إنها مواجهة مع ثقافة حوّلت الإنسان إلى صفر، إلى عبد مرعوب، إلى مهزوز مسلوب الإرادة عاجز عن أيّ فعل سوى إلغاء ذاته وعقله المفكِّر، إلى مطيّة لأصحاب النص المختومين به. فإذا أراد سفرًا فليس قبل أن يسأل شيخه الأميّ، وإذا أراد أن يبول في الليل فليس قبل مهاتفة إمامه يسأل عن ملامسة العضو ليلا، وإذا حُمّت الحاجات انبرى يفتّش عن الفتوى المناسبة للظرف. وإذا التقت عين الذكر بعين الأنثى انبرى يتوضأ ويعوذ بالشيطان من الشيطان الذي انتصب فيه!

سطوة النص هذه تطوّرت في الكثير من الثقافات بأيدي أناس أرادوا بها فرض السيطرة على الكون أو على البيئة الجامحة كشكل من أشكال الصراع الوجوديّ للإنسان، مع شرطه وكمحاولة منه للإجابة على الأسئلة الطالعة من صميم حياته اليوميّة وتجربته كفرد أو جماعة في مواجهة الموت والزلزال والقحط والأوبئة. سطوة النصّ هذه قد يطوّرها، أيضا، العلمانيون أحيانا بهجاس مشابه لهجاس المتدينين المتشددين. ومع هذا فإنّ الأبرز حضورا الآن في ثقافتنا العربية وعالميا هو السعي المشترك لبعض النُخب والأوساط الشعبية وبعض الأنظمة لتكريس سطوة النص الديني المحدّد كأمضى سلاح ممكن في محاولة السيطرة على الوضع أو كآخر القلاع في مواجهة الغزو المُفترض وفي مواجهة الحبّ والخيال والغناء والشعر والرقص والجسد والروح وفي درء المعرفة!

قد تكون في تطوير آليات السيطرة بواسطة النص الدينيّ محاولة لحماية الهويّة من أعدائها وتحوّلاتها وعولمتها. وهي، بوصفها كذلك، إنما تشكّل ردًّا ثقافويًا على العولمة أو النظرية المضادّة لها. أمكننا أن نُمَفْهم هذه الظاهرة – تقديس النص وتغليبه على العقل المؤوِّل- بهذه المفردات. لكن أليس في الممارسة التي تجسّدها التمثيلات اليوميّة في الظاهرة ما يكشف أنّ لها طبقات عديدة من المعاني والدلالات، وليس طبقة واحدة تُذكر أحيانا لمواجهة النقد الذي نرفعه للظاهرة ومُريديها. فأسر العقل في أنشوطة النصّ المقدس وما ركّب عليه هو نقيض المعرفة الخارج – نصّية من فلسفات حديثة غير مثالية أو خارجة من اللاهوت وعليه ومن الميتولوجيا وعليها. تكريس النص المتقادم في عصر ما بعد الحداثة يشكّل حياة خارج التاريخ وتحت الزمن. هو استجلاب الصحراء رمزيًّا إلى المدينة فعليًّا! هو وأد المعرفة المنهجية المتراكمة بالتجربة والدراسة والتأمّل. الاستقواء بالنص المقدس هو إلغاء للسياسة بما تعنيه من تصريف الاختلاف تحديدًا، وهدم الدولة بما تعنيه من مواطنة وعقد اجتماعيّ تحديدًا! وهو ما يحصل بواسطة تكوينات كثيرة للإسلام السياسيّ خاصة في أوساطه التكفيريّة. وهنا مربط الفرس لأنّ التمثيلات التي يفرضها هذا النوع من التكوينات على مدار العالم من أقصاه إلى أقصاه هي التمثيلات التي تصمّم وعي الأفراد والجماعات خاصة في زمن ثقافة الصورة المتراكضة من أبعد نقطة في العالم إلى أقرب نقطة فيه بسرعة ثانية ونصف الثانية!

كانت الهوية، بوصفها وعيًا جماعيًّا، تُصمّم فيما مضى بالكلام والأساطير والذاكرة والخيال – أمّا أداة التصميم الراهنة والنافذة جدًا فهي الصورة المبثوثة في زمن حقيقيّ إلى كلّ أرجاء المعمورة. ويعزز نفوذها حقيقة أنّ مئات الملايين من البشر يرنون بعيونهم إلى الشاشات المتعدّدة الأحجام يترقبون المثير والمُدهش ومستعدون لالتقاط كل ما يُبثّ وإعادة بثّه عبر تفاعلاتهم اللانهائية مع الصور الراكضة من كل مكان إلى كل مكان. وهل أفضل من العنف مثل نحر عنق صحفي أمريكي أو جمع كومة من جثث “الكفار” أمام العدسة أو جلد امرأة سودانية أحبّت من غير دينها، لتشكّل الصور المُثلى لتصميم الوعي والموقف! هذه هي الصورة المناوبة الآن وهي التي تصمّم الوعي عند العربي وغير العربي!

الإشكال المستعصي هو أنّ راسمي هذه الصور يعتقدون أنهم إنما ينفذون كلام الله المفترض ويطبّقون تعاليمه كما هي في “النص” ويُطهرون الأرض تمهيدا لقيام الساعة! وهم في سعيهم هذا لا يقيمون وزنا لأيّ عُرف أو قانون أو اعتبار عقليّ قد يُعمله الإنسان العاقل – أي المفكّر! أي أنّ النص عندهم مغلق تمامًا، أصمّ أبكم يعمل كالآلة المدرّبة على كسر كلّ ما لا يدخل في خُرم النص أو ثقبه!

وهذا ليس كلّ المشهد؛ فهناك أشكال أخرى لإعمال النص مقصّ رقيب أو ماكنة قهر أو منظومة هدر للإنسان. إنها الأشكال التي يُنتجها الإسلام السياسيّ الأقلّ فظاظة وعنفا، أو ذاك الذي يعتمد القهر النفسيّ والاجتماعيّ. منظمات وحركات وحلقات تكفيرية لفظيا تلجأ إلى الإرهاب اللفظي ضدّ كل ما ومن لا يدخل في مفهومها للنص المقدّس و”الروايات” المساندة له! فهي تُنتج النص معدّلا عن التكفيريّة المعلنة ليبدو “حواريًّا” أو “سِجاليًّا” أو “حديثًا” فيبدو -ظاهريًّا فقط – متماشيًا مع الزمن وتحوّلاته. لكنه لا يقلّ قمعًا وقهرًا للفرد والجماعة. صحيح أنه يُرفع أداة دفاع عن هوية مفترضة وعن ماض مُفترض وعن “أمة ذات رسالة خالدة” وعن إسلام مثاليّ متخيّل وعن نقطة بداية هي الذروة – لكنه في جوهره أداة للسيطرة. وفي السيطرة لا بدّ من قمع وإقصاء وإرهاب. كلّ عملية هيمنة تنطوي على أفعال عنفية في مآلها. وهي تستهدف الفرد والمجتمع. تُهدر الإنسان وإنسانيته وتزهق روحه من خلال هندسته من جديد – كأيّ عملية هندسة قد تقوم بها الدولة والأيديولوجيات غير الدينية – وفق معايير واحدة. أتون صهر يُقصد بتشغيله جعل الناس على مقاسٍ محدّد في لباسها ومأكلها ومسلكها وكلامها وشكلها وهندامها. وهي عملية مستحيلة من دون انتزاع الصاعق من الإنسان الفرد – أي عقله – أو تنويمه! تعبئة وغسل دماغ وشحن وتوتير بأحاديث جاهزة وأساطير جاهزة وماض جاهز ونص جاهز، وأكثر بواسطة نظام متكامل من الترهيب المتعدّد الأشكال المعلنة والخفية- وكلّها آليات للإخضاع والهندسة البشرية!

هم بحاجة إلى النصّ ليحاصروا المدينة والمدنيّة. هم بحاجة إليه ليقفلوا باب الحاضرة العربية أو على الأقلّ ليضبطوا الداخل إليها والخارج منها ويمنعوا تسلل الأفكار والأحلام والشعر الحرّ إلى ساحاتها. في كلّ هذه الحالات يُستعمل النص المقدّس للسيطرة على الطبيعة والإنسان بوصفها سيطرة على المصير. أو سيطرة على حركة الزمن. ومن هنا تبدو السلفية بكل اتجاهاتها نوعا من مناكفة جريان الزمن أو حركته السرمدية، أو أنّ العجز التام عن المشاركة في مَفْهَمَة تحوّلات الوجود البشريّ يدفع الثقافة العربية الإسلامية بتياراتها النافذة إلى ساحة لعب مُريحة من ناحيتها وهي الزمن الماضي تمامًا! ولأنّ هذا الماضي لم يكن مضيئا كما يُعتقَد، فإنّ هناك حاجة دائمة إلى ترميمه وإنتاجه من جديد في كلّ مرّة أكثر مجدًا وإشراقًا! ولأنّ هذا الماضي لم يكن إسلاميًّا خالصًا بل إسلاميًا مركّبًا على أعجميّ،  فهناك حاجة إلى البلاغة اللفظية العربية للالتفاف على التاريخ بتزويره أو تلميعه في مواضع “البُقع العنيدة”! لن يدع أصحاب هذه المدرسة الوقائع تخرِّب عليهم تبجّحهم بماضيهم ولا صورته المتخيّلة في رؤوسهم المبرمجة.

من الهام في هذا السياق أن نلتفت إلى مُنتجي نهج إقفال النص على العقل المؤوّل له. فهم في نهاية الأمر أمراء وسلاطين مملكة الذكورة. وهم بحاجة إلى النصّ – دائمًا كانوا بحاجة إليه على هذا النحو أو ذاك – ليحاصروا المدينة والمدنيّة. هم بحاجة إليه ليقفلوا باب الحاضرة العربية أو على الأقلّ ليضبطوا الداخل إليها والخارج منها ويمنعوا تسلل الأفكار والأحلام والشعر الحرّ إلى ساحاتها. إنه فعل غير معلن لحسم معارك النوع الاجتماعي باعتبارها الأهم للأمراء والسلاطين ذوي الامتيازات الخاصة جدًا بحكم النص طبعًا، قياسا بالمرأة كفرد وكنوع اجتماعي نازع إلى الاستقلال مستفيدًا من رحابة المدينة وفضاءات الحاضرة. إنه أداة ثبتت فاعليتها في الاستحواذ على الحيّز العام والموارد العامة والخير العام لا سيما على الحريات وعلى الحيوات وعلى الأجساد (تصح هنا تحليلات غرامشي عن تاريخ الجنسانية وعن الجنس وأنماطه كأنساق للتحكم) وعلى المصائر وعلى التطلعات والأحلام وعلى اللغة والمفردات وعلى الوقت ومفاصله على الأقلّ في الجغرافيا الإسلاميّة. من هنا هذه النزعة لدى أصحاب النص في ترييف المُدن والعواصم كلها دفعة واحدة باعتبارها المجال المفتوح للحريّات الشخصية وهي أكثر ما يخافونه ويخشون تداعياته. وهي من الكِبر بحيث تستحيل السيطرة وفرض الأمن الذكوري وإدامة الامتيازات الذكورية. ومن هنا تمسكّهم المستميت بالأسرة وهيكلها التقليدي بوصفها حيز السؤدد والهيمنة الأول لاختبار الذكورة بكل تجلياتها، خاصة فيما يتصل بجواز الزواج من أربع نساء ونكحهن بالتناوب على اعتبار هذا الفعل من المقاييس الأولى للذكر ومن الامتيازات الأكثر قربًا إلى قلبه وبتشريع من النصّ أو تأويلاته الذكوريّة!

ما تزال هناك مدن تقاوم أو لنقل بعض أحياء في المدن تناهض النصوص المُغلقة وتفكّكها وتهتك أسرارها. وما تزال هناك نساء عربيات يقاومن هذا الزحف ويرسمن بنصوصهن المستأنفة ووجوههن المكشوفة وفكرهن الباهي وقلوبهن النابضة مشهدًا مضادًّا لما رسمه ويطبعه في الأذهان أصحاب النص المقدّس مهندسو البشر الجدد القدامى. نساء ورجال اختاروا العيش خارج كل النصوص المقفلة والجغرافيا المقفلة والأوطان المقفلة مصرّين على الحضور بقوّة في كلّ حيز يريد رجل الدين القادم من بداية النصّ أن يطوّبه منطقة حرام. لهم أحني قامتي وأؤكّد أنني أعرفهم بالنص والنبض واحدًا واحدًا وواحدة واحدة، في تونس وفاس، في باريس وبرلين، في أطراف الشام وبيروت، في حيفا والناصرة رغم أني لم ألتق أيًّا منهم.

وأخيرًا، أنّ المشكلة في الثقافة العربية حيث هي ليست في انعدام الحريات الدينية والعبادات والشعائر والعقائد الدينية بل في الفائض منها، في هذا السيل العرمرم من المشتغلين بها كأدوات للسيطرة والقهر. وهي حرية تصير كارثة طالما لم تقرنها حرية من الدين والعقائد كلها. لن تكتمل الحرية الدينية إلا بتوفّر الحريات لغير المؤمنين الرافضين للمقدس على أشكاله. ومن هنا أهمية الالتفات إلى عدم الوقوع في فخّ تفهّم مشاعر المتديّنين ومبانيهم الفكرية والنفسية لأنّ في الأمر انتهاء العقل إلى شلل أو تأويل الديني كشرطه الأزلي. وفي المستوى ذاته حذارِ من الوقوع في فخ المهادنة مع التكفير والقمع بادّعاء أولوية المواجهة مع الاحتلال أو الاستعمار سلطة الآخر. هذا يعني خسارة المعركتين: معركة تحرير الإنسان ومعركة الانتقال إلى الأفعال العقليّة. ومن هنا وقوفي الواضح مع كلّ علمانيّ أو مستأنف على القهر الدينيّ في كلّ مكان وزمان.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى