ذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية أن الدفاعات الجوية تصدت صباح الجمعة، لـ«عدوان إسرائيلي» في محيط محافظة حماة أسفر عن مقتل أربعة من أسرة واحدة. وهذا الهجوم الإسرائيلي الأول على سوريا منذ تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة يوم الأربعاء.
ونفذت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا في السنوات الأخيرة مستهدفة ما تشتبه بأنه تجمعات عسكرية إيرانية، أو عمليات لنقل أسلحة إلى جماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران، حسب «رويترز» التي نقلت عن مصادر في المنطقة أن إسرائيل كثفت تلك الهجمات في الأسابيع الأخيرة من حكم الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية السورية عن مصدر عسكري قوله: «حوالي الساعة الرابعة من فجر اليوم (أمس) شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه مدينة طرابلس اللبنانية مستهدفاً بعض الأهداف في محيط محافظة حماة». وأضاف المصدر، دون أن يحدد طبيعة الأهداف: «تصدت وسائط دفاعنا الجوي للصواريخ المعادية وأسقطت معظمها».
وامتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق.
وذكر المصدر العسكري السوري أن الضربات أسفرت عن مقتل أب وأم وطفليهما، فيما أصيب أربعة مدنيين آخرين، «إضافة إلى تدمير ثلاثة منازل للمواطنين على الطرف الغربي لمدينة حماة». لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أورد، في المقابل، رواية أخرى عن مقتل المدنيين. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الدفاعات السورية تمكنت من إسقاط عدد من الصواريخ الإسرائيلية»، وإن «بقايا أحد صواريخ الدفاع الجوي سقطت على منزل في حي شعبي عند أطراف المدينة، ما أسفر عن مقتل المدنيين».
واستهدفت الغارات الإسرائيلية، وفق «المرصد السوري»، مواقع عسكرية، وأسفرت عن «تدمير» خمسة مواقع على الأقل تابعة للجيش السوري في محيط مدينة حماة، يتواجد فيها أيضاً مقاتلون إيرانيون وعناصر من «حزب الله» اللبناني.
وفي بيانات سابقة، اعتبرت إسرائيل ضرباتها في سوريا ضرورية لحماية جبهتها الشمالية من إيران. وقال عاموس يادلين، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، الذي يدير الآن معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، «إسرائيل تنفذ حملة ضد التمركز الإيراني في سوريا». وأضاف: «تلك الضربات لن تتوقف لمجرد تنصيب بايدن، ولا أتوقع أن تستمر الشكوك الأميركية بشأنها».
ونشرت مواقع إسرائيلية تُعنى بالمتابعات الأمنية أن الأهداف التي تم قصفها في حماية توحي بأنها مصنع لإنتاج الصواريخ. وأوقعت غارات إسرائيلية في 13 يناير (كانون الثاني) الحالي على مخازن أسلحة ومواقع عسكرية في شرق سوريا 57 قتيلاً على الأقل من قوات النظام ومجموعات موالية لإيران، في حصيلة تُعد الأعلى منذ بدء الضربات الإسرائيلية في سوريا.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكن الجيش الإسرائيلي ذكر في تقريره السنوي قبل بضعة أسابيع أنه قصف خلال عام 2020 حوالي 50 هدفاً في سوريا، من دون أن يقدم تفاصيل عنها.
وتكرر إسرائيل أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
المصدر: الشرق الأوسط