عاد التصعيد العسكري، الجمعة، إلى محافظة إدلب شمال غربي سورية، حيث قتل عدد من المدنيين ومن عناصر النظام السوري، فيما تعمل القوات التركية على إقامة نقطة عسكرية جديدة بالقرب من الطريق الدولي بين حلب ودمشق.
وذكرت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، أن قوات النظام قصفت بالمدفعية، صباح اليوم، قريتي سفوهن والفطيرة ومناطق أخرى في جبل الزاوية بريف إدلب، وسط تحليق لطائرات الاستطلاع في سماء المنطقة.
وشهدت الليلة الماضية مقتل 5 من عناصر قوات النظام خلال محاولة تسلل فاشلة على محور العنكاوي غرب حماة. وذكرت المصادر أن فصائل المعارضة تصدت بالأسلحة المتوسطة والثقيلة لمحاولة تقدم لقوات النظام على محور العنكاوي، ما أسفر عن مقتل عدد منهم، لتعاود قوات النظام محاولة ثانية من محور الحلوبة لسحب جثث قتلاها، وسط قصف مدفعي عنيف على محاور الاشتباكات، حيث أصيب 3 عناصر من الفصائل نتيجة القصف على مواقعهم في منطقة سهل الغاب.
كما قتل عنصر في قوات النظام وشخص آخر كان برفقته، إثر انفجار لغم من مخلفات الحرب في قرية الطويحنة بريف حماة الشرقي.
ورأت المصادر أن قوات النظام زادت في الآونة الأخيرة من محاولات التسلل في منطقة الغاب، بالتزامن مع تغييرات في قيادات الألوية والفرق العسكرية في جيش النظام، لا سيما الفرقة السادسة المنتشرة في منطقة سهل الغاب.
وكانت قوات النظام قصفت، أمس، مناطق في مدينة أريحا بريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى مقتل رجل وزوجته وسقوط جرحى آخرين.
القوات التركية تنشئ نقطة مراقبة
إلى ذلك، تعمل القوات التركية على إنشاء نقطة مراقبة قرب الطريق الدولي دمشق حلب (أم5). وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تلك القوات كانت تسعى منذ أيام لإقامة هذه النقطة على بعد 200 متر من الطريق على الأطراف الشمالية الغربية لمدينة سراقب، لكنها تعرضت لتهديدات من المليشيات الموالية لإيران المتمركزة داخل مدينة سراقب بأنه سيتم استهدافها في حال أنشأت القاعدة العسكرية على مقربة من خطوط المواجهة مع الفصائل، ما اضطرها إلى الانسحاب إلى ما خلف الطريق بمسافة 600 متر على الجهة المقابلة لمدينة سراقب قرب بلدة آفس، والبدء برفع السواتر الترابية لإنشاء النقطة العسكرية الجديدة في ريف إدلب الشرقي.
وكانت القوات التركية أنشأت، في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، نقطة عسكرية جديدة في منطقة الوساطة جنوب الأتارب بريف حلب الغربي، حيث تمركزت آليات وأسلحة ثقيلة وشاحنات إضافة إلى عربات مصفحة.
انفجار عبوة ناسفة
وفي جنوب البلاد، قتل الشاب طارق نصر الفلاح إثر انفجار دراجته النارية، مساء أمس الخميس، عند جسر الأسعدية في مدينة الصنمين شمالي درعا، جنوبي سورية.
وذكر موقع “تجمع أحرار حوران” أن مجهولين زرعوا عبوة ناسفة لاصقة بدراجة الفلاح، أودت بحياته على الفور، فيما ذكرت مصادر محلية أن القتيل متعاون مع أجهزة النظام الأمنية، ووالده يعمل في قناة “الإخبارية السورية”.
إلى ذلك، أفادت شبكة “الخابور” بأن أحمد خليل، رئيس فرع الأمن العسكري التابع للنظام السوري في دير الزور، قد توفي اليوم الجمعة، متأثراً بإصابة تعرض لها قبل أيام خلال القصف الإسرائيلي على مركز الفرع في المدينة.
داعش يهاجم مواقع لقوات النظام
وشن تنظيم “داعش”، الليلة الماضية، هجوماً ضد مواقع لقوات النظام قرب بئر توينان النفطي شرق مدينة تدمر بريف حمص الشرقي. وذكرت مصادر محلية أن الهجوم أعقبه قصف جوي روسي على مواقع وتحركات لـ”داعش”، في حين وصلت إلى مستشفى تدمر العسكري جثتان لعنصرين من “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات النظام، إضافة لـ5 مصابين.
وأضافت المصادر أن هجوم التنظيم استهدف، مستخدماً سيارات مزودة بمدافع رشاشة عيار 23 وقذائف آر بي جي وقذائف الهاون، نقطتين لقوات النظام في منطقة حقل توينان النفطي، قبل أن تصل الطائرات الروسية الحربية وتعزيزات عسكرية لقوات النظام من منطقة السخنة.
مستوطنة إسرائيلية في الجولان
على صعيد منفصل، طالب وفد النظام السوري لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي بإلزام إسرائيل وقف ممارساتها الاستيطانية في الجولان السوري المحتل، والانسحاب من كامل الجولان حتى خط الرابع من يونيو/حزيران عام 1967.
وقال وفد النظام في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ومجلس الأمن الدولي بخصوص قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوضع منشآت جديدة في المستوطنة المسماة باسم “ترامب” المقامة على أرض قرية القنعبة في الجولان المحتل إن “الجولان جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية، وستعمل سورية على استعادة كل ذرة من ترابه بكل الوسائل المتاحة، باعتباره حقاً أبدياً لا يسقط بالتقادم”، مطالباً المجلس بالتحرك العاجل لتنفيذ القرار رقم 497 لعام 1981، وفق وكالة “سانا”، الناطقة باسم النظام، اليوم الجمعة.
وأشارت الرسالة إلى أنه بعد إجراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتعلق بإقامة مستوطنة ترامب، بدأت سلطات الاحتلال التحضير لنقل 20 أسرة من المستوطنين خلال شهري ديسمبر/كانون الأول 2020 ويناير/كانون الثاني 2021، لافتة إلى أن هذا الإجراء “يأتي ضمن التوسع الاستيطاني في محاولة لطمس هوية الجولان العربي السوري الذي سيبقى عصياً على الهزيمة بإصرار أبنائه على مقاومة العدو الإسرائيلي وبدعم من الوطن سورية”.
ولفتت الرسالة إلى خطط إسرائيل لإقامة مراوح هوائية ضخمة في أراضي الجولان المحتل، الأمر الذي من شأنه تهجير الأهالي ومصادرة أراضيهم.
يأتي ذلك في وقت ذكرت مصادر إعلامية، ومصادر في المعارضة السورية، أن لقاءً عقد في قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري بين وفد إسرائيلي وآخر يمثل النظام السوري، هو الثاني بعد اجتماع سبقه في قبرص ضم سوريين وإسرائيليين ضمن مساعي تقودها موسكو لعقد اتفاق سلام بين سورية وإسرائيل.
وحسب هذه المصادر، فإن روسيا أقنعت رئيس النظام بشار الأسد بعقد هذه المباحثات مع إسرائيل، بهدف الوصول إلى اتفاق تنسحب إسرائيل بموجبه من قرى في الجولان، مقابل اتفاقية سلام بين الطرفين.
المصدر: العربي الجديد