تستعد إسرائيل لمجموعة من السيناريوهات للرد على إيران في حال هاجمتها والعمل على إضعاف وجودها أكثر في سوريا، مستغلة مراقبة طهران لمرحلة الانتقال السياسي في البيت الأبيض وتسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مقاليد الحكم في الولايات المتحدة.
وقامت بتكثيف هجماتها على المصالح الإيرانية في سوريا خلال الأسبوعين الماضيين وفق مقال تحليلي في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية. إذ ارتفعت وتيرة القصف الإسرائيلي على سوريا مؤخراً مستهدفة مواقع إيرانية عديدة، من بينها مصانع أسلحة، ومخازن أسلحة ل”حزب الله” اللبناني، ومواقع مشتركة لقوات النظام و”حزب الله” في جنوب سوريا، وكذلك منظومة الدفاعات الجوية السورية.
ووفقاً للصحيفة، فإنه في الأشهر الماضية كانت إسرائيل تشن هجوماً كل ثلاثة أسابيع بالمعدل على سوريا. إلى جانب ذلك، بعثت إسرائيل رسائل إلى النظام السوري، هدفها تقليص استخدام الدفاعات الجوية في الدفاع عن “قواعد إيران وحزب الله العسكرية في الأراضي السورية”.
الصحيفة العبرية قالت إن الهجمات الأخيرة تأتي تزامناً مع ما وصفته بأنه ضعف تكتيكي في الجانب الإيراني، وخاصة منذ اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس قاسم سليماني مطلع 2020. ينسجم هذا التقدير مع تقارير لأجهزة استخبارات غربية قالت إن الجنرال إسماعيل قآني يواجه صعوبات في ملء فراغ سلفه سليماني مع عدم قدرته على تنظيم الجهود في قيادة المصالح الإيرانية وفقاً للصحيفة.
وفي ما يتعلق بانتظار تنصيب بايدن في 20 كانون الثاني/يناير، أعتبر مقال الصحيفة أن الإيرانيين ركزوا في هذه الاثناء على “خطوات رمزية”، بينها الإعلان عن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المئة مع عدم تسجيل أي عمل انتقامي إيراني في الذكرى السنوية لاغتيال سليماني إلا أن القناعة في إسرائيل هي أن “الخطر لم ينته”.
وقال المقال إن إسرائيل حافظت في الأسابيع الأخيرة على مستوى تأهب مرتفع نسبياً، وذلك على خلفية تقديرات تقول إن إيران ستنفذ هجوماً ضد أهداف أميركية وإسرائيلية، انتقاماً لاغتيال سليماني والعالم النووي الإيراني محسن فخري زاده.
وشملت التقديرات الإسرائيلية شن إيران أو ميليشيات موالية لها هجمات عن بُعد من سوريا والعراق واليمن، مضيفةً أنه على الرغم من أن أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله أعلن أنه ليس جزءاً من هجمات إيرانية كهذه، إلا أن تأهب القوات الإسرائيلية عند الحدود مع لبنان بقي مرتفعاً.
وأفاد مقال “هآرتس” بأن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي يستعد لمواجهة سيناريوهات، بينها إطلاق قذائف صاروخية، صواريخ باليستية طويلة المدى، استخدام طائرات مسيرة وصواريخ موجهة أو محاولة استهداف شخصيات إسرائيلية أو سفارة أو قنصلية إسرائيلية، مرجعة عدم وقوع أي هجوم بسبب وجود مصاعب لدى “فيلق القدس” في العراق وسوريا، إلا أن “الهجوم الانتقامي سيأتي”.
وكانت تصريحات لمسؤولين إسرائيليين تحدثت عن وجود احتمال هجوم إيراني من مليشياته في اليمن فإن إسرائيل نصبت بطارية “القبة الحديدية” في مدينة إيلات “بشكل غير مألوف نسبيا”. وجرى في الأسابيع الأخيرة رصد “نشاط غير اعتيادي” لطائرات حربية إسرائيلية في سماء جنوبي إسرائيل مرجعة هذه التحركات إلى الاستعداد الإسرائيلي في حال حدوث هجوم من الجنوب خاصة من البحر الأحمر.
المصدر: المدن