سورية: تصعيد في عين عيسى وتوتر بالقامشلي وتظاهرات في دير الزور

عبد الرحمن خضر وجلال بكور

استهدف مسلحون مجهولون بقذيفة مضادة للدروع، بعد منتصف ليلة الأحد – الاثنين، آلية عسكرية تركية أثناء مرور رتل بالقرب من بلدة كفريا شمالي إدلب، شمال غربي سورية، ولم يحدث الاستهداف فيها أية أضرار.
وشهدت محافظة إدلب حوادث مماثلة سقط خلالها قتلى وجرحى من الجنود الأتراك، كانت تركيا تتهم فصائل متشددة تنشط في المنطقة بالوقوف خلفها.
وفي سياق منفصل، أنشأت القوات التركية مخفرين على طريق حلب – اللاذقية (إم 4)، واحداً على طريق بلدة أورم الجوز- جبل الزاوية، والثاني بالقرب من قرية عين حور شرقي اللاذقية.
كما أطلق مسلحون مجهولون النار على وزير الدعوة والأوقاف السابق في حكومة الإنقاذ التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” إبراهيم شاشو في مدينة إدلب، ما أدى إلى إصابته بجراح بالغة، نقل على أثرها إلى أحد مستشفيات المدينة لتلقي العلاج.
وفي ريف حماة الشرقي وسط سورية، نشبت مواجهات بين قوات النظام ومسلحين يعتقد أنهم تابعون لتنظيم “داعش” الإرهابي على طريق إثريا – الرقة، بعد استهداف حافلة وصهاريج وقود أدى إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة أربعة آخرين بجراح.
تصعيد جديد في عين عيسى
إلى ذلك، قصفت فصائل الجيش الوطني السوري المعارض المدعوم من تركيا، اليوم الاثنين، أطراف بلدة عين عيسى الخاضعة لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في ريف الرقة الشمالي، شمال شرقي سورية.
وقال الناشط أحمد الخليل، لـ”العربي الجديد”، إن فصائل الجيش الوطني قصفت أطراف بلدة عين عيسى الشمالية، وأطراف مخيم البلدة وقرية معلق بريفها الشرقي، واقتصرت الخسائر على الماديات.
وأوضح أن القصف تزامن مع حركة كثيفة لآليات عسكرية تركية شمال البلدة، وتحليق لطائرات مروحية روسية في سماء البلدة وريفها الشرقي.
وجاء التصعيد بعد الحديث عن فشل المفاوضات بين روسيا وقيادة “قسد” حول مصير المدينة، إذ كانت روسيا تصرّ على تسليمها لقوات النظام، وهو الأمر الذي رفضته “قسد” بشكل قاطع.
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية قتل أربعة عناصر من القوات الكردية، حاولوا التسلّل إلى المنطقة المسماة بـ”نبع السلام” في محافظتي الرقة والحسكة.
وشهدت الأيام الأخيرة عدة لقاءات بين ممثلين عن “قسد” وضباط روس، كان محورها إيجاد صيغة تجنّب البلدة أي عمل عسكري من قبل تركيا وفصائل المعارضة، إلا أنها لم تشهد أي تقدّم بسبب إصرار روسيا على تسليم البلدة لقوات النظام، وهو الأمر الذي ما زالت ترفضه “قسد”، بحسب وسائل إعلام تابعة لها.
وتبدو قوات “قسد” اليوم على مفترق طرق، في ظلّ محاولات روسية واضحة لابتزازها من أجل تسليم البلدة التي تقع على بعد 37 كيلومتراً عن الحدود السورية – التركية، وتشكّل صلة وصل بين مناطق سيطرتها في الرقة والحسكة.
توتر في القامشلي
وفي مدينة القامشلي، استمرّ التوتر الذي تجدّد مساء أمس الأحد بعد اعتقال مليشيات الدفاع الوطني التابعة للنظام ثلاثة عناصر من “أسايش”، ما أدى إلى استنفار للطرفين في معظم أحياء المدينة ونشر نقاط تفتيش مؤقتة.
وقال مصدر مقرب من “قسد” إن الشرطة الروسية حاولت التوسّط بين الطرفين لحل الخلاف، لكنها فشلت في ذلك، وهناك توتر بين الطرفين بسبب تكرار هذه الحوادث.
وشهدت المدينة الأسبوع الفائت توتراً بين الطرفين، وتمّ حلّه بعد تدخل قيادة الشرطة الروسية في المدينة وإطلاق سراح المعتقلين، وإزالة نقاط التفتيش المؤقتة.
وتخضع معظم أحياء مدينة القامشلي لسيطرة القوات الكردية، ما عدا مركز المدينة الذي يسمى بالمربع الأمني وتتمركز فيه قوات النظام ومليشيا الدفاع الوطني التابعة لها.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية شهدت المدينة اشتباكات دامية بين الطرفين، وكانت الوساطة الروسية حاضرة في كل مرة لحل الخلافات وتعزيز هيمنتها على المدينة الواقعة على مقربة من العديد من القواعد الأميركية.
تظاهرة ضد “قسد” وقوات النظام
في الأثناء، خرجت تظاهرة اليوم الاثنين ضد سياسة “قوات سورية الديمقراطية” في ريف دير الزور الشرقي، كما طالب المتظاهرون قوات النظام السوري بمغادرة بلداتهم التي هجروها في المنطقة.
وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إن مدنيين خرجوا في تظاهرة اليوم تنديداً بسياسة التجنيد الإجباري التي تمارسها “قسد” في مناطق سيطرتها بريف دير الزور، وذلك بعد يوم من إطلاق “قسد” النار على متظاهرين وإيقاع جرحى منهم.
وأضافت المصادر أن التظاهرة خرجت في بلدة معيزيلة ووصلت إلى الطريق العام عند دوار المدينة الصناعية شمال شرقي دير الزور، حيث رفع المتظاهرون لافتات وهتفوا ضد “قسد”، كما رفعوا لافتات طالبوا فيها قوات النظام السوري بمغادرة بلداتهم التي هجروها في وقت سابق.
وبحسب المصادر، فإن “قسد” استنفرت في محيط التظاهرة بشكل كبير، وشددت تعزيزاتها الأمنية على مفارق الطرق المؤدية إلى المقرات التابعة لها.
إلى ذلك، تحدثت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” عن إرسال مليشيات النظام السوري تعزيزات عسكرية إلى نقطة تابعة لها في منطقة الفيضة بناحية الدوير، في ريف دير الزور الشرقي.
وذكرت المصادر أن النقطة تعرضت لهجوم من قبل مجهولين، يرجح أنهم تابعون لتنظيم “داعش”، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوفهم.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى