مهما يكن من أمر الخارج الذي يتلاعب بالمصير السوري , فإن أي طريق يمكن تصوره للخلاص سوف يمر بوحدة الإرادة للشعب , فبدون تلك الوحدة سوف نبقى بيادق في لعبة الآخرين , وأي تغيير يتفقون عليه , سيكون التغيير الذي يخدم مصالحهم وليس مصلحة السوريين ,ومهما بدت تلك الوحدة صعبة وبعيدة المنال فهي وحدها الطريق للخلاص الوطني , واتحاد الإرادة لا يمكن أن يكون سوى حول قيادات يمنحها الشعب الثقة ويلتف حولها , والعشر سنوات الماضية لابد أن تكون كافية لفرز الكوادر والشخصيات التي ظهرت في ساحة الفعل , ومعرفة المخلصين الأكفاء من المتسلقين والطحالب التي تعلقت بالحركة الوطنية , ولاشك أن أولئك المخلصين الأكفاء مستعدون للتقدم خطوة نحو الأمام , لكنهم بحاجة ماسة للدعم الشعبي , هذا الدعم الذي لم يكن متاحا سابقا في أي وقت , ومثل ذلك الدعم ليس صعب الظهور للداخل والخارج في ظل وسائط التواصل الحديثة .
وعلى سبيل المثال فقد ظهر توحد السوريين مؤخرا في مناسبتين، الأولى بالوقوف ضد تشكيل الهيئة التي كان الائتلاف يزمع انشاءها للانتخابات مما أسفر عن تراجعه عن قراره، وفي التعاطف الكبير مع وفاة المخرج الوطني المحبوب حاتم علي رحمه الله.
لم تعد الحالة السورية الكارثية تسمح بترف بقاء التمزق والانشقاقات والصراعات الفئوية والأنانيات الفردية، ولابد من تجاوز لتلك الحالة نحو التضامن والاتحاد، ولن يأتي ذلك ممن هم سبب الفرقة والتناحر، ولكنه سيأتي من القاعدة الشعبية الواسعة، حين تمنح ثقتها ودعمها لكوادر مخلصة أظهرتها السنوات العشر السابقة.
وحينذاك سينسحب المتسلقون والطحالب نحو الوراء , نحو الهامش المظلم ولو بعد حين .
لابد للخارج أن يحترم ارادة الشعب السوري حين تظهر نفسها، وأن يعترف بقياداته التي التف حولها، تلك القيادات التي يفترض أن تضع مصلحة الشعب السوري فوق كل شيء، ومهما اضطرت للمناورة السياسية مع هذا الطرف أو ذاك فإن قرارها لن يكون سوى من داخلها وليس من الخارج. يكفي عشر سنوات من الانقسام والتمزق. يكفي عشر سنوات من الضياع والاقتتال. لابد لزمن التيه السوري أن ينتهي وأن نتحد للخلاص.
330 دقيقة واحدة