بذات الخبز الأثريّ..
مات البارحة إنسان
وأنا أبحث عنه اليومَ..
منتظراً عصر الانسان
وعداً.. عهداً.. منا
لن يحيا شيء في دائرة النسيان..
***
كنا وإياه.. بصبح مشرقٍ نحلم..
بتنفس الصُّعَداء.. دائماً نأمل..
ومن أجل الغدِ الأفضل..
كان جميعنا يعمل..
***
قتلوه..
قتلوه غدراً..
أعدموه..
خبزاً معُّشقَ بالزجاج..
أطعموه..
يا ويلَهم.. سيعيش داخل سرهم..
بمبادئ العنف الكثيرة..
بأيامه الخمس الأخيرة..
بأيام الشقاء.. وأحلام البقاء..
كالرعبِ في قلوبِهم.. كالقَشعريرة..
***
بذاتِ الخبزِ الأثريّ..
ماتَ البارحة إنسان
وأنا أبحثُ عنه اليومَ..
منتظراً عصر الإنسان..
…
خافَ قبلَ الموتِ كثيرا..
أن يحيا الإنسان كبيرا..
وبومضةِ عين..
تخطفه الأقدار رخيصا..
***
قبل الموتِ.. قرر أن يعملَ فلاحاً..
قال إِنّ الأرضَ صارت وعره..
أدركَ أنّ الساحةَ أضحت قفره..
كان يعشق غرس النخل..
كان يسعى مثل النحل
كانَ وكانَ وكانَ وكانْ..
كانَ مثالاً للإنسان..
***
همس بقربي ذاتَ مّره..
هذي حياةٌ صارت مُرّه..
هل من ثورة …?
صمت قليلاً.. غاص طويلاً في الأفكار..
خرج فوراً..
ينثر بذراً..
يُقسمُ دوماً..
لن أعملَ إلاّ فلاحاً..
فهذي الأرض صارت وعرة..
وهذي الساحة أضحت قفرة..
ثم: غابَ وغابَ وغابَ..
غابَ شهراً ثم عاد..
عاد فرحاً..
يحمل خَبَراً..
أنَّ الغرسة صارت نخلة..
وتلك الأرضُ عند الحرثِ..
تبدو سهلة..
***
دوماً كان يحمل أملاً..
دوماً كان يُبدع عملاً..
دوماً كان يُضرب مثلاً..
***
اغتيل أخيراً..
قيلَ ماتْ..
مات حيّاً..
أدرك شيئاً لم ندركه..
عرف سراً لم نعرفه..
كتب خطاباً..
ترك دعاءً..
صار وصية..
قال.. وقال.. وقالَ.. وقالْ:
مِتُّ.. فليحيا الإنسان..
***
صَمتَ الجميع لصوته..
صْمتَ الحديد..
هذا هو الصمت الجديد..
صمتُ العبادة..
هذا مخاض مشرق.. هذي ولادة..
هذا هو الصمت الجديدُ.. لِوَحدِهِ..
يصلح رُفاةً للشهيدِ.. بلحدهِ..
كل عليه أن يفيه.. بوعدهِ..
فلندفن الماضي» السكونَ «.. بمهدهِ..
***