رواية للكاتب: الطاهر بنجلون. وقد كُتبت الرواية باللغة الفرنسية ونشرت في عام 1976م. مرّ زمن طويل على كتابتها ونشرها لأول مرة، لكنها مازالت معاصرة جدا، مازالت بلادنا العربية تضخ للغرب أفواجا من الشباب باحثين عن لقمة عيش وكرامة وعدالة. هي هلوسات على شكل مناجاة للذات وللغير وللوطن، لكل الحرمانات، بأقسى العبارات وأكثرها فجاجه، ماذا تبقى له في غربته؟ !!. شنطته الصغيره واحلامه المجهضة ووطن لا يشبع أهله؛ محتل من حاكم ظالم، متحالف مع عدو بعيد، وتاجر قريب، الناس كلهم ضحايا. يتغرّب، مسكون بغرائزه المتوقدة، انثى تسكن وعيه، كصورة وحاجة يستدعيها عندما يريد ملبيا رغبة جنسية مجهضه بالاستنماء. قد يبحث عن انثى الفاحشة .مبادلا المتعة بالمال في سوق الغرائز في عالم يباع به كل شيء. وطن لا يمل ابناؤه من الترحال، تجرعوا الفقر، زاروا السجون معتقلين، جربوا ان يعيشوا في وطنهم لكنه لفظهم. اختاروا الغربة، بها تحولوا إلى أدوات عمل، تعيش بالكفاف وتقتات بالغرائز الدنيا، افتقدوا المرأة، استعاضوا عنها بالصورة. تحولوا إلى مجرد مصدّري أموال لأهلهم في البلاد، تحولت البلاد لذاكرة ملعونة. الابن الأكبر يسهر ويضيع ويصرف الأموال عبثا. الابنة التي تسكن في “أوروبا الجنة” كما يعتقدوا في البلاد، لكنها أيضا ضائعة. هي هلوسات بشر فقدوا كل شيء، تحولوا لمجرد ذكرى عند الآخرين. تحولوا لكائنات غرائزية، تقتات كل يوم لليوم الثاني وتعيش متعة اوهام او احلام او كوابيس
في التعليق على الرواية نقول:
الرواية صرخة في وجه الظلم والتفاوت في مجتمعاتنا العربية، كذلك بين دولنا و الغرب، التي مازالت مستمرة للآن. لم يتغير الكثير رغم طول الزمن. بل الحالة تسير نحو الأسوأ.
في الرواية حديث عابر عن لجوء الفلسطينيّن ع من فلسطين عام ١٩٤٨م، وعن حرب الكتائب والفدائيين الفلسطينيين في عام ١٩٧٦م. نحن بعد خمسين عام، نعيد الحديث عن ربيعنا العربي، وظلم الاستبداد وقهرهم وقتلهم لنا في كل بلاد العرب
.لم يتغير شيء ما زلنا نطالب بحريتنا وكرامتنا وحقنا بالعدالة والديمقراطية والحياة الأفضل لم يتغير شيء مازلنا نطالب بحقوق الإنسان. وأن يعيش كإنسان في بلاده ومع أهله
طلب محق سنحققه.