تواصل قوات النظام والمليشيات الموالية لها إرسال الحشود العسكرية الى باديتي حماة وحلب تحضيراً للعملية العسكرية الواسعة ضد تنظيم “داعش” في عموم مناطق البادية السورية، والتي من المفترض أن يقودها زعيم الفرقة 25 مهام خاصة “قوات النمر سابقاً”، العميد سهيل الحسن.
وصل العميد الحسن المقرب من روسيا الى القاعدة العسكرية التابعة للنظام في “معمل السكر” بريف مسكنة (بادية حلب)، وهي منطقة العمليات الأولى التي من المفترض أن تشمل بادية حلب الشمالية وصولاً إلى ريف الرقة الجنوبي (بادية الرصافة)، وشهدت المنطقة ذاتها وصول تعزيزات عسكرية من المليشيات الروسية من “الفرقة 25″ و”لواء القدس” و”الحرس الجمهوري”.
أما في بادية حماة الموزعة على ثلاث مناطق رئيسية، إثريا وسلمية والسعن، فقد شهدت وصول أرتال عسكرية قادمة من جبهات إدلب الشرقية، من منطقة معرة النعمان تحديداً حيث يتواجد المقر الرئيسي لقوات “الفيلق الخامس”. التعزيزات تضمنت أكثر من 300 عنصر، وعتاد حربي متنوع، مدرعات ومركبات عسكرية رباعية الدفع، ومنصات إطلاق صواريخ وسرايا رصد واستطلاع بري، ومركبات مضادة للألغام، وهذه منطقة العمليات الثانية التي من المفترض أن تنطلق نحو عمق البادية شرقاً.
حشد قوات النظام والمليشيات بإشراف سهيل الحسن في باديتي حلب وحماة قابله حشد وتحركات موازية له في باديتي دير الزور وحمص، وهي تحركات مشتركة بين المليشيات الإيرانية والروسية.
وقالت مصادر محلية في دير الزور ل”المدن”، إن “مجموعات تتبع لحزب الله اللبناني نفذت عمليات إعادة انتشار في أكثر من منطقة في دير الزور وريفها، وجزء من عمليات إعادة الانتشار كان مشتركاً بين الحزب وبين لواء القدس الفلسطيني”. وأضافت أن “أرتالاً من شاحنات النقل وصلت الى البوكمال والميادين في ريف دير الزور قادمة من العراق، وتحوي مواد تموينية وألبسة عسكرية شتوية لعناصر المليشيات الإيرانية”.
وأوضحت المصادر أن “منظمة جهاد البناء التابعة للحرس الثوري الإيراني هي من تقدم الدعم اللوجستي عادة للمليشيات في مناطق الشرق السوري، كما أنها استقدمت آليات حفر وجرافات عسكرية الى المنطقة وجرى تجميعها في مواقع المليشيات في حي الجمعيات بدير الزور، وهي خاصة بعمليات إنشاء التحصينات العسكرية التي من المفترض أن ترافق العملية العسكرية ضد داعش في البادية”.
وفي السياق، بدأت “الفرقة الفاطمية” التابعة للمليشيات الإيرانية تدريبات مكثفة لرفع جاهزية عناصرها القتالية في ريف دير الزور. وركزت مجموعات “لواء أبو الفضل العباس” التابع للفرقة على تكتيكات القتال في المناطق الوعرة، الصحراوية والجبلية، ويرجح مشاركة اللواء في العملية العسكرية ضد داعش في البادية الى جانب مجموعة من المليشيات الإيرانية الأخرى، و”الفرقة 17″ التابعة للنظام.
ويرى الناشط محمد رشيد، أن “النظام وحلفاءه يجهزون لحملة عسكرية واسعة ضد داعش تشمل كافة مناطق البادية السورية. وتتضمن الخطة العسكرية إشغال كامل محاور البادية واتباع تكتيك التطويق وتقطيع الأوصال وذلك من أجل القضاء الكلي على مخابئ التنظيم وشل قدرة مجموعاته على التحرك والمناورة”.
ويضيف رشيد ل”المدن”، أن “تولي سهيل الحسن لقيادة العمليات يعني بالضرورة انخراطاً كبيراً للترسانة العسكرية الروسية في المعارك المفترضة، جواً وبراً. وسيتولى الحسن قيادة المحاور التي ستهاجم البادية من جهة الشرق والشمال الشرقي، في حين ستتولى المليشيات الإيرانية ومعها تشكيلات جيش النظام ولواء القدس المدعوم من روسيا عمليات الهجوم انطلاقاً من الحدود السورية-العراقية شرقي البادية”.
ولم يستبعد رشيد مشاركة تشكيلات عراقية رديفة مدعومة من “الحرس الثوري” في العمليات ضد التنظيم انطلاقاً من المنطقة الحدودية في منطقة البادية، وهي خطوط خطرة استفاد منها التنظيم كثيراً في تحركاته بين باديتي العراق وسوريا والتي شكلت منطقة العمليات الأهم للتنظيم خلال الأشهر الماضية.
وستضمن العملية في حال نجاحها التقاء القوات المهاجمة من مختلف المحاور، والإطباق الكلي على عناصر التنظيم وتدمير مخابئه وترسانته الخفيفة من الأسلحة، كما أن الخطة المفترضة ستضمن أيضاَ تأمين المنطقة الحدودية وشل حركة التنظيم في البادية بين العراق وسوريا.
ويبدو أن نجاح العملية المفترضة في المنطقة الأكثر وعورة، والتي أصبح فيها التنظيم اللاعب الأقوى، يتطلب انتشاراً عسكرياً منظماً في المناطق التي سيتم إخلاءها من التنظيم لكي لا يعود مرة أخرى، أي أن تكتيك “التمشيط” الذي كانت تتبعه قوات النظام والمليشيات لم يعد يجدي نفعاً، ولا بد من إنشاء مقار وثكنات عسكرية محصنة في المنطقة الصحراوية الواسعة.
المصدر: المدن