ترامب حاول الانسحاب من سورية

قال كبير الباحثين ومدير برنامج سورية في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر إنه “ليس سراً” أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دفع مساعديه لصياغة “فوز” آخر قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، “على شكل انسحاب من سوريا”.

ورأى ليستر أن “التقارير التي تفيد بأن وفداً دبلوماسياً أميركياً رفيعاً زار سوريا سراً في آب/أغسطس لمناقشة ملف السجناء السياسيين الأميركيين الذين يُعتقد أنهم في دمشق، تثير تساؤلات منطقية حول حالة السياسة الأميركية تجاه سوريا”.

يُمثل الوفد، برئاسة المبعوث الرئاسي الخاص للرئيس دونالد ترامب لشؤون الرهائن، روجر كارستينز والمدير الأعلى لمكافحة الإرهاب كاش باتيل، أعلى مستوى لزيارة أميركية لنظام بشار الأسد خلال عقد من الزمان، وقد حدثت قبل أربعة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ويعتقد ليستر أن “لقاء كارستنز وباتيل مع علي مملوك -داهية المخابرات السورية سيئ السمعة- أمر مهم بحد ذاته، لكن وجود باتيل يشير إلى أن الوفد كان يفكر في أكثر من السجناء الأميركيين”.

وأضاف “إلى جانب تخفيض القوات في العراق وأفغانستان، ليس سراً أن الرئيس ترامب دفع مساعديه لصياغة فوز آخر قبل الانتخابات على شكل انسحاب من سوريا. إطلاق سراح السجناء الأميركيين يمكن أن يوفر ذريعة لترامب لاتخاذ مثل هذه الخطوة، أو تمهيد الطريق نحوها، على الرغم من المقاومة العميقة ممن هم في وزارة الخارجية والبنتاغون وأجهزة المخابرات للانسحاب على هذه الأسس وحدها”.

ورأى أنه “كون الاجتماع قد عُقد في دمشق وجاء بعد أشهر فقط من عدم الرد على رسالة كتبها ترامب شخصياً إلى الأسد، مما يكشف عن مدى الضعف أو اليأس لدى إدارة ترامب -هو أمر جرّأ نظام الأسد بالتأكيد. في الواقع، تزعم التقارير الموالية أن الزيارة لم تكن سوى أحدث زيارة لدمشق وأن موقف سوريا هو رفض أي مفاوضات حقيقية حتى تنسحب الولايات المتحدة بالكامل من البلاد”.

وتابع: “لعل أيضاً ثمة تدخل روسي هنا. لأكثر من عام، التقى الممثل الخاص للولايات المتحدة لدى سوريا جيمس جيفري خلف أبواب مغلقة مع نظرائه من موسكو. وقد ركزت المناقشات على كيفية تشكيل العملية السياسية السورية من خلال تدابير بناء الثقة، مثل تخفيف العقوبات المستهدفة، وتعزيز المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح السجناء، ووقف إطلاق النار”. وقال: “من الصعب أن نتخيل أن مثل هذه المحادثات ليس لها تأثير على جدوى ومضمون الزيارات الأميركية السرية النادرة إلى دمشق”.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” كشفت الأحد، أن مسؤولاً في البيت الأبيض سافر إلى دمشق لعقد اجتماعات سرية مع الحكومة السورية سعياً للإفراج عن مواطنين أميركيين اثنين على الأقل، تعتقد واشنطن أن نظام الأسد يحتجزهم.

وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين بالبيت الأبيض إن كاش باتل، أكبر مسؤول عن مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، سافر إلى دمشق في وقت سابق من العام. قبل أن تؤكد صحيفة “الوطن” السورية الموالية الخبر وتقول إن عدد المسؤولين هو اثنين، وأن هذه الزيارة لم تكن الأولى، وهي فشلت في تغيير موقف دمشق.

المصدر: المدن

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى