عقد المجلس المركزي لتجمع مصير اجتماعات الدورة السابعة للمجلس المركزي والتي أطلق عليها دورة “الشهيد غياث مطر” وذلك يوم السبت الموافق 12/9/ 2020، وشارك فيها أعضاء المجلس المركزي المتواجدين في الداخل السوري وتركيا وأوروبا عبر أحد تطبيقات الأونلاين، واستضاف خلالها ممثلين عن قوى سياسية وشخصيات مستقلة.
بدأ الاجتماع بعرض جدول الأعمال بعد اكتمال النصاب القانوني للاجتماع بحضور 36 عضوًا من أصل 40، وقدم كل من الأستاذ ممتاز الحسن ممثل الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية، والأستاذ رديف مصطفى ممثل كتلة الكرد السوريين المستقلين، والأستاذ حسن النيفي ممثل حزب النداء، والأستاذ عبد الرحيم خليفة ممثل ملتقى العروبيين السوريين، كلمات تعكس رؤيتهم لكيفية استنهاض الواقع الثوري السوري، وتفعيل البعد الشعبي لمواجهة سياسات التطبيع مع العدو الصهيوني، والخطوات المطلوبة للتنسيق بين كافة الأحرار في المنطقة بما يعزز من مسارات الحرية والتغيير ومواجهة التحديات القائمة. كما ألقت السيدة كفاح كيال من فلسطين المحتلة والدكتور عبد الناصر سكرية من لبنان، كلمات تؤكد على ضرورة بناء حوامل وطنية قادرة على تجسيد تطلعات الشعوب العربية بالخلاص من أنظمة الاستبداد والفساد والاحتلال، بوصفها تحديات وجودية لا تحتمل غياب أو قصور تلك الحوامل عن تحمل مسؤولياتها الوطنية.
قدم المنسق العام للتجمع الأخ أيمن أبو هاشم، عرضاً شاملاً لأبرز المتغيرات السياسية التي باتت تؤثر بصورة بالغة على مصير القضية السورية، والخطورة القائمة في عدم استجابة الحلول السياسية المطروحة لتطلعات الشعب السوري في التغيير الوطني والسياسي، رغم حجم التضحيات الكبيرة طيلة سنوات الثورة، وهو المأزق الكبير الذي يفرض تحديث الرؤية الفكرية والسياسية لكل الخائضين في الشأن العام من قوى ومؤسسات وشخصيات، وتوفير آليات استنهاض شعبية ديمقراطية فاعلة على صعيد الواقع، بعد أن فشلت تكتلات ومنصات المعارضة السورية في أن تكون بديلاً قادراً على إدارة مشروع التغيير الوطني في سورية. كما تحدث أبو هاشم عن المخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية، في ضوء المحصلات الكارثية التي نجمت عن اتفاق أوسلو، ودوره في تفريغ البعد التحرري للقضية الفلسطينية، واستغلاله من الأنظمة العربية لفتح أبواب التطبيع مع الاحتلال كما يجري اليوم بكل صفاقة.
وأشار أبو هاشم أن القوى الدولية والإقليمية النافذة، تبحث عن تأمين مصالحها في المنطقة، على حساب حقوق ومصالح الشعوب المنكوبة، وهي اليوم تضعنا أمام خيارين: إما الاصطفاف مع أنظمة التطبيع برعاية إسرائيلية، أو الالتحاق بمحور المقاومة المرتهنة للمشروع الإيراني، وكلاهما يؤديان إلى استكمال استباحة الدول العربية وتفتيتها ونهب مواردها. وختم أبو هاشم بالقول: إن تجمع مصير كتيار شعبي يحسب نفسه على قوى الحرية والتغيير في سورية التي تؤمن بإسقاط النظام الأسدي كشرط أساسي لبناء دولة المواطنة والحريات، ويلتزم بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ومواجهة سياسات الاحتلال الغاشمة، ويعتبر أن دعم مشاريع التغيير الديمقراطي في بلدان الثورات والانتفاضات العربية واجباً يقع على عاتق كل الأحرار مهما كانت خلفياتهم الإيديولوجية والقومية والأثنية. يفرض علينا كل ذلك مسؤوليات كبيرة في تفعيل الواقع الداخلي للتجمع وتجاوز مناخات الإحباط والعجز التي تلفنا جميعًا، والانفتاح على المبادرات السياسية والثقافية والمدنية التي يتوافق معها التجمع بالمواقف والتوجهات العامة بما يخدم قضايانا العادلة.
كما عرض خلال الاجتماع العديد من الزميلات والزملاء أعضاء المجلس أفكار ومقترحات تتعلق بتفعيل الوضع الداخلي للتجمع في مختلف الساحات، والتركيز على دور المرأة والشباب بآليات استقطاب جديدة تعكس حضور هاتين الشريحتين الأساسيتين بصورة حقيقية وليست رمزية، وتطوير رؤية التجمع على المستوى الفكري والسياسي والإعلامي، ودعم المبادرات الإغاثية للتخفيف من معاناة أهلنا في الداخل السوري، وتفعيل الالتزام بالاشتراكات المالية الشهرية، بما يحقق التوازن بين استقلالية التجمع مالياً، وتوفير متطلبات قدرته على النهوض بالمهام العملية والمناشط المجتمعية. على أن يتم عقد جلسة عاجلة لمكتب التنسيق العام في التجمع للبحث في تطبيق مخرجات الاجتماع والتي كان من أبرزها:
أولاً: عقد اجتماع لكوادر التجمع من مختلف الساحات في النصف الثاني من شهر تشرين الأول، للحوار حول تحديد أولويات المهام السياسية والمدنية للتجمع، والتوصل إلى صيغة موحدة في الرؤية والخطاب والمواقف، تشكل الأرضية التوافقية المشتركة بين كافة هيئات وأعضاء التجمع، وتنحية التباينات الإيديولوجية والفكرية التي تتعارض مع تلك الأولويات المشتركة.
ثانياً: تطوير الواقع التنظيمي للتجمع، بعد تقييم تجربته منذ تأسيسه وحتى الآن، بحيث يرتقي بدوره من تيار رأي إلى حركة سياسية وطنية منظمة ومنفتحة على كافة القوى والمبادرات والشخصيات التي يتوافق معها حول أولويات التغيير الوطني والسياسي، وتكليف مكتب التنسيق العام بالتشاور مع كافة أعضاء وأصدقاء التجمع، بهدف وضع خطة عمل للتواصل والحوار لإقامة تحالفات واسعة ومؤثرة.
ثالثاً: تفعيل الجانب الإعلامي للتجمع، والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، لإيصال رسالة ومواقف التجمع إلى أوسع القطاعات المجتمعية، باعتبار أن أهمية هذه الوسائط في التوعية الفكرية والسياسية، ذات أثر كبير يتجاوز الخطاب الإعلامي التقليدي للأحزاب والتيارات السياسية.
رابعاً: ترجمة استقلالية التجمع السياسية والمالية، من خلال تطوير أدائه وتعزيز رصيد الثقة المجتمعية بدوره، وتجاوز أسباب تقصير التجمع بسبب ضعف الإمكانات المادية، بالاعتماد على الاشتراكات والتبرعات من أعضائه وأصدقائه ومن يثقون ويؤمنون برسالته ومواقفه وممارساته.
خامساً: التنسيق والتعاون مع كافة الهيئات والمبادرات المدنية والسياسية، الناشطة في قضايا المعتقلين واللاجئين والمهجرين، بما يسهم في العمل على تفعيل هذه القضايا التي تشكل لب المأساة الإنسانية في سورية.
سادساً: البحث في مخاطر عزل فلسطين عن الشعوب، بسبب السياسات الفاشلة للقيادات الفلسطينية والأنظمة العربية المتواطئة على حقوق الشعب الفلسطيني، والعمل برؤية جديدة على استعادة فلسطين لعمقها الشعبي في الواقع العربي، من خلال تنسيق الجهود مع القوى الحيّة، وكل صوت حر يرى بأن قضايا الحرية والعدالة لا تتجزأ.
وتم اختتام الدورة السابعة للمجلس المركزي ” دورة الشهيد غياث مطر ” بتوجيه تحية وفاء لشهداء الحرية في سورية وفلسطين وكل شهداء الحرية في البلاد العربية والعالم، والتحية لتضحيات المعتقلين في سجون النظام الأسدي، وتضحيات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني.
المصدر: موقع تجمع مصير