إلى زهرةِ المدائن… حماة

معقل زهور عدي

مَهدَ البطولةِ قد عشِقتُ ثراكِ
هل للمروءَةِ من حِمى كحِماكِ؟
أسقيتِ تاريخَ الكفاحِ على الظما
أزكى الدماءِ، فهامَ في ذِكراكِ
تأبى الرجولةُ أن يكونَ عرينُها
إلّا بقُربِ الأُسْدِ من أبناكِ
من كُلِّ بيتٍ تنبُتينَ أشاوِسًا
صَيْدًا يُعطِّرُ ذِكرُهم أرجاكِ
يا قَبلة الأحرارِ، يا أُمَّ الفِدا
يا نجدةً للحقِّ إذْ ناداكِ
صارتْ لكِ الثوراتُ إرثَ هويّةٍ
مَن بامتشاقِ السيفِ قد أغواكِ؟
كم ذا يُجرِّبُ في صُخورِكِ ناطحٌ
لاقى الرّدى إذ شاء أن يلقاكِ
فاسأل فرنسا إذْ هوَتْ أرتالُها
يومَ التقى الجمعانِ مَن أدمَاكِ؟
كالطودِ أنتِ عزيزةٌ ومنيعةٌ
رَمزٌ، فمَن يهوى العُلا يهواكِ
يا مطلعَ الراياتِ، يا وادي الهدى
نارٌ لحرق الظالمِ الأفّاكِ
نزلتْ عليكِ الحادثاتُ بهولِها
فنهضتِ رغم الجرحِ والأشواكِ
وسَموتِ كالآياتِ فوقَ جهالةٍ
عمياءَ من قلبٍ ومن إدراكِ
وحملتِ حُبًّا همَّ أقدسِ موطنٍ
فالقدسُ جُرحُكِ، والفِداءُ دَواكِ
والحرُّ يُبذِلُ من دماهُ سماحةً
والعبدُ يرضى بالهوانِ الباكي
أفديكِ يا روحَ الشآمِ وعِزَّها
يا زهرةَ البلدانِ ما أبهـاكِ
إن كان ينسى فضلَ قدركِ جاحدٌ
فالمجدُ لم يهجُركِ أو ينسـاكِ
عربيّةُ النخواتِ، مملكةُ الهُدى
وطنُ الإباءِ فما يرومُ سِواكِ
حارتْ جِنانُ الخُلدِ من جَنّاتِها
سُبحانَ مَن بالحُسنِ قد سَوّاكِ
عِشقي لها عِشقٌ لكلِّ مُقدَّسٍ
عِشقُ النُّجومِ الزُّهرِ للأفلاكِ
تيهي حماةُ على الزمانِ تألُّقًا
فالغارُ تاجُكِ… والبَهاءُ رِداكِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى