منظومة احتكار يديرها “الحرس الوطني” تتحكم بسوق المازوت في السويداء.. ما القصة؟

مع اقتراب فصل الشتاء، يعيش سكان محافظة السويداء واحدة من أسوأ أزمات المحروقات منذ سنوات، بعد أن تحولت مادة المازوت إلى سلعة نادرة تُباع بأسعار خيالية في السوق السوداء، تجاوزت ضعف السعر الرسمي.

وتشير معطيات ميدانية ومصادر خاصة إلى أن الأزمة ليست وليدة العجز الإداري، بل نتيجة منظومة احتكار منظّمة يديرها ما يعرف بـ “الحرس الوطني” التابع لحكمت الهجري.

وأفادت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن عناصر “الحرس الوطني” تسيطر على دخول الصهاريج إلى السويداء وتتحكم بتوزيع الكميات، قبل إعادة ضخّها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة.

ويتجاوز سعر ليتر المازوت في السوق السوداء بمدينة السويداء، حاجز 23 ألف ليرة سورية، أي أكثر من ضعف سعره الرسمي المحدد بـ 11500 ليرة سورية، ما انعكس بشكل مباشر على حياة السكان وقطاعات النقل والتدفئة والزراعة.

وأكدت المصادر، أن هذه السوق السوداء لا تنشط بشكل عفوي، بل تخضع لعمليات احتكار منظمة من قبل جهات تابعة لـ”الحرس الوطني” في السويداء.

احتجاز صهاريج المازوت بحجة “التدقيق الأمني

أوضحت المصادر، أن المعطيات الميدانية تُظهر أن عمليات بيع وتوزيع المازوت لا تخضع لأي آلية رسمية، بل تمر عبر شبكة من الوسطاء المرتبطين بالحرس الوطني، الذي بات يملك نفوذاً فعلياً على الأرض، وتتحكم هذه الشبكة بالكميات المخصصة للمحافظة، وتعيد ضخها في السوق السوداء.

ووفقاً للمصادر، تتم عملية احتكار مادة المازوت عبر أساليب متكررة، إذ تُحتجز الصهاريج التي تدخل إلى المحافظة بحجة التدقيق الأمني أو ضبط التوزيع، ثم يُسمح بدخول جزء منها فقط ليُباع ضمن القنوات الرسمية، في حين يُحوَّل الجزء الأكبر إلى مستودعات خاصة تُدار من قبل مقربين من مسؤولي تلك التشكيلات.

اقتصاد موازٍ.. ومصدر تمويل

ويعتقد الأهالي في محافظة السويداء، أن بيع المازوت في السوق السوداء تحول إلى مصدر تمويل لقوات “الحرس الوطني”، الذي يسعى لتعزيز حضوره من خلال التحكم بمورد حيوي يمسّ حياة الناس اليومية.

مصادر محلية في السويداء، قالت لموقع تلفزيون سوريا، إن العائدات الناتجة عن بيع المازوت بأسعار السوق السوداء تُستخدم لتغطية نفقات المجموعات المسلحة ورواتب عناصرها.

غضب شعبي.. واللجوء إلى بدائل

انعكس احتكار مادة المازوت مباشرة على حياة المدنيين، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، فقد ارتفعت تكاليف التدفئة والنقل بشكل كبير، الأمر الذي أجبر السكان على البحث عن بدائل.

ويضطر كثير من السكان إلى شراء كميات محدودة بأسعار مرتفعة للنقل، والتي باتت تشكل أزمة أيضاً نتيجة لارتفاع أجور النقل، وعدم توفر المواصلات في كثير من الأحيان.

ومع اقتراب الشتاء وانخفاض درجات الحرارة في المناطق المرتفعة في ريف السويداء الشرقي، اضطر السكان للجوء إلى بدائل غير آمنة كالبلاستيك أو الحطب الرديء من أجل التدفئة.

في المقابل، يتنامى شعور بالغضب الشعبي تجاه الجهات المتحكمة بتوزيع المازوت، إذ يرى سكان حاورهم موقع تلفزيون سوريا أن الأزمة الحالية تسلط الضوء على تناقضات الجهات الفاعلة في السويداء التي ترفع شعارات حماية المدنيين، لكنها تحتكر الموارد وتستغلها لصالحها.

 

المصدر: تلفزيون سوريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى