
أكّد الرئيس السوري، أحمد الشرع، أنّ سوريا استعادت مكانتها التاريخية الفاعلة ولم تعد معزولة عن العالم، مشيراً إلى أنّ جميع الدول أظهرت تمسكها بوحدة الأراضي السورية ورفضت أي دعوات لتقسيمها.
وقال الشرع في كلمة خلال مشاركته في حملة “الوفاء لإدلب”، مساء الجمعة، إنه آثر أن يكون خطابه الأول عقب عودته من اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، في إدلب وفاء لها.
وتوجه الشرع إلى الشعب السوري قائلاً: “أيها الشعب العظيم أبطال الحكاية السورية، نعم أنتم أبطالها وأنتم أهلها وأصحاب قضيتها، أنتم من ضحى وعانى وشُرد وقتل وعُذب، بدماء شهدائكم وصرخات أطفالكم وحزن أيتامكم ودموع ثكلاكم، بصبركم وثباتكم وشكركم إلى الله، صدقتم الله فصدقكم الله”.
وأوضح أنّ هذه التضحيات “رفعت رأس سوريا عالياً وأعادت لها كرامتها وعزتها، وأصابت العالم بالدهشة لما أبداه السوريون من ثبات وصمود”، مشيراً إلى أنه لمس ذلك خلال لقائه بكبار المسؤولين في العالم.
تقدير عالمي لإنجازات السوريين
أشار الشرع إلى أنّه التقى بقادة وساسة بارزين حول العالم، ولاحظ احتراماً وإجلالاً لما حققه الشعب السوري من صمود تاريخي، مشيراً إلى أنّ هذه المواقف ساعدته في نقل صورة السوريين وآمالهم وآلامهم إلى المجتمع الدولي مع الحفاظ على كرامتهم.
وقال: “لقد دخلتم التاريخ من أوسع أبوابه وبنيتم اليوم رمزاً للتضحية والصمود ومنارة للعزة والإباء تقتدي بها الأجيال بعدكم، وجسدتم عملياً فصلاً من ملحمة سرمدية بين الحق والباطل، كل ذلك أعانني بعد الله أن أنقل صورتكم إلى العالم أجمع، وأنقل معها آلامكم وآمالكم مع الحفاظ على كرامتكم وعزتكم”.
موقف دولي داعم لوحدة سوريا
أشار الشرع إلى أنّ جميع الدول التي التقاها أبدت حباً صادقاً لسوريا وأمنيات حقيقية بازدهارها واستعادة عافيتها، مبيّناً أنّ المواقف كانت متطابقة برفض أي مشاريع لتقسيم البلاد، والإصرار على وحدة البلاد واستقرارها.
وأضاف: “سوريا لم تعد معزولة عن العالم، فقد أعادت وصل ما انقطع وأثبتت أنها قادرة على تقديم الكثير، وها قد عادت سوريا إلى مكانتها التاريخية الفاعلة بين الأمم، وكما نصرنا الله على أبشع نظام عرفه التاريخ الحديث فإننا قادرون بإذن الله على بناء بلدنا من جديد”.
دعوة لتضافر الجهود وإعادة الإعمار
حثّ الشرع جميع السوريين على تحمّل مسؤولياتهم في إعادة إعمار البلاد، مؤكداً أنّ وحدة الشعب السوري هي الأساس لبناء سوريا الجديدة، وأنّ رفع العقوبات ليس هدفاً بحد ذاته، بل وسيلة لتحفيز الاستثمارات وتحسين الاقتصاد وخلق فرص العمل.
وأردف: “إننا مطالبون اليوم بالعمل والكدح والصبر وتقديم كل ما نستطيع لهذه الغاية، واليوم فرصتنا عظيمة للم شملنا، وإن قوتنا تكمن في وحدتنا، وإن الوحدة رحمة والفرقة عذاب”.
الوفاء لإدلب
أشار الشرع في ختام كلمته، إلى أنه اختار مدينة إدلب لإلقاء خطابه، “عرفاناً لها” حيث كانت “الأم التي فاء إليها أبناؤها” وتحولت إلى “سوريا المصغّرة” حين استقبلت المهجرين من أبناء المحافظات كافة وكانت شاهداً على الإنجاز التاريخي.
ومضى بالقول: “اليوم يوم الوفاء لأمّنا، لإدلب العزّ، العزيزة بأبنائها وبمن احتضنت من كافة المحافظات السورية، فإنه في كل زاوية ذكرى وتاريخ، فدينها في عنق سوريا كبير، واليوم أدعوكم لتوفّوها جزءاً من حقها لإعادة بنائها وتمكين النازحين من العودة إلى بيوتهم وهدم آخر خيمة فيها”.
المصدر: تلفزيون سوريا