
بالمختصر المفيد كان الشعب العراقي يتوقع بعد تغيير النظام سوف ينعم بالخدمات والإعمار والبنى التحتية الرصينة إضافة إلى الأمن والأمان وحفظ الكرامة بعد معانات طويلة من الحروب الحصار ، لكن ما حصل منذ بداية تشكيل حكومة بريمر سيئة الصيت عام 2003 ولغاية حكومة ( الله لا يوفقني ) الحالية مروراً بجميع الحكومات التي تسلمت السلطة في العراق أن الخراب فاق جميع التصورات ، وسمة الفشل تسبق كل خطوة تقوم بها هذه الحكومات ، بالرغم من الأموال الطائلة والميزانيات المفتوحة التي وضعت تحت تصرف الحكومة المركزية .
إن أحد أبرز ملفات الفشل الحكومي الظاهرة للجميع ملف الكهرباء الذي يعاني منه الشعب منذ 22 عاماً ولغاية الآن ، وكل من يبرر فشل معالجة هذا الملف بعدم موافقة الإحتلال الأمريكي هو كاذب ومضلل للشعب ، ولنكن واضحين للناس إن السبب الحقيقي هو «الفساد وسوء الإدارة للحكومات» لذلك نقولها دون مجاملة وبصريح الكلام للذين يتصارعون على السلطة في سباق ما يسمى بالانتخابات ، اذا لم يعالج ملف الكهرباء بشكل جذري فإن الحكومة الحالية مهما عملت من دعاية إعلامية وطبلت لها البيجات المأجورة ووسائل الإعلام الأخرى ، ومهما خصصت [ الشرقية ] من برامج تسويقية لمنجزات وهمية ، فإن ملف الكهرباء سيكون هو الفيصل ومقياساً للفشل أو النجاح ، بعدها يتقدم في الأهمية معالجة ملف الفساد والفاسدين ، ثم يأتي الملف الأمني والاقتصادي والصحي وباقي الملفات الأخرى حسب الأولوية ، عندها نقول أن العراق يعيش بداية مرحلة إستقرار قابلة للتطور وبإمكانه إنجاز باقي الملفات الأخرى ، كما يحق لقائد المرحلة أن يقول أنه أنجز ملفات مهمة في البلاد وبإمكانه الترشيح للانتخابات .
{وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} الصافات آية 24