تسويق المنجزات الوهمية

عصام البوهلالة

بالمختصر المفيد كان الشعب العراقي يتوقع بعد تغيير النظام سوف ينعم بالخدمات والإعمار والبنى التحتية الرصينة إضافة إلى الأمن والأمان وحفظ الكرامة بعد معانات طويلة من الحروب الحصار ، لكن ما حصل منذ بداية تشكيل حكومة بريمر سيئة الصيت عام 2003 ولغاية حكومة ( الله لا يوفقني ) الحالية مروراً بجميع الحكومات التي تسلمت السلطة في العراق أن الخراب فاق جميع التصورات ، وسمة الفشل تسبق كل خطوة تقوم بها هذه الحكومات ، بالرغم من الأموال الطائلة والميزانيات المفتوحة التي وضعت تحت تصرف الحكومة المركزية .

إن أحد أبرز ملفات الفشل الحكومي الظاهرة للجميع ملف الكهرباء الذي يعاني منه الشعب منذ 22 عاماً ولغاية الآن ، وكل من يبرر فشل معالجة هذا الملف بعدم موافقة الإحتلال الأمريكي هو كاذب ومضلل للشعب ، ولنكن واضحين للناس إن السبب الحقيقي هو «الفساد وسوء الإدارة للحكومات» لذلك نقولها دون مجاملة وبصريح الكلام للذين يتصارعون على السلطة في سباق ما يسمى بالانتخابات ، اذا لم يعالج ملف الكهرباء بشكل جذري فإن الحكومة الحالية مهما عملت من دعاية إعلامية وطبلت لها البيجات المأجورة ووسائل الإعلام الأخرى ، ومهما خصصت [ الشرقية ] من برامج تسويقية لمنجزات وهمية ، فإن ملف الكهرباء سيكون هو الفيصل ومقياساً للفشل أو النجاح ، بعدها يتقدم في الأهمية معالجة ملف الفساد والفاسدين ، ثم يأتي الملف الأمني والاقتصادي والصحي وباقي الملفات الأخرى حسب الأولوية ، عندها نقول أن العراق يعيش بداية مرحلة إستقرار قابلة للتطور وبإمكانه إنجاز باقي الملفات الأخرى ، كما يحق لقائد المرحلة أن يقول أنه أنجز ملفات مهمة في البلاد وبإمكانه الترشيح للانتخابات .

{وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} الصافات آية 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى