الخروج من المعتقل

أسامة الحويج العمر

بعد سنوات طويلة أمضاها في بلاد المهجر سعيا وراء الرزق ، عاد أخيرا إلى أرض الوطن ، كان في استقباله أفراد أسرته وبعض الأصدقاء ، ما أن لامست قدماه أرض الوطن حتى سرت في روحه قشعريرة ساحرة لم يشعر بمثلها من قبل … قشعريرة شبيهة بتلك التي يشعر بها العاشق عند ملامسته لمعشوقه بعد طول  فراق، فاضت عيناه بدموع النشوة الروحية وبدأتا تبحثان عن الأهل والأصدقاء كما يبحث المنقب عن الذهب عن المعدن الثمين بين الصخور والحفر بنفاد صبر ، وما أن وجدهم حتى هرول إليهم بكل ما أوتي من فرحة اللقاء ونشوته ، عانقهم فردا فردا… اعتصرهم وكأنه أراد إخراج عصير العواطف الدافئ من قلوبهم وأرواحهم حتى آخر قطرة ، تلاشى النجاح الذي حققه في بلاد المهجر من ذاكرته بلمح البصر…تلاشت معه الثروة : لقد أطلق سراحه أخيرا من معتقل الغربة مع الأشغال الشاقة قبل أن يموت تحت التعذيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى