مدّدت الولايات المتحدة حالة الطوارئ الوطنية المفروضة على سوريا، للمرة الأولى منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وذلك لأسباب تتعلق “بعدم” قدرة الحكومة السورية الجديدة على مواجهة “التنظيمات الإرهابية” وضبط استخدام الأسلحة الكيماوية.
ظروف استثنائية
وأظهر إشعار رسمي منشور في السجل الفيدرالي الأميركي، إخطار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الكونغرس بتمديد حالة “الطوارئ الوطنية” المتعلقة بسوريا، لما بعد 11 أيار/مايو 2025، وذلك استناداً للأمر التنفيذي الصادر في 11 أيار/مايو 2004.
وقال ترامب في الإخطار إن “الضعف الهيكلي في الحكم داخل سوريا، وعدم قدرة الحكومة على ضبط استخدام الأسلحة الكيميائية أو مواجهة التنظيمات الإرهابية، لا يزال يشكل تهديداً مباشراً للمصالح الأميركية”.
وأضاف أن “هذه الظروف الاستثنائية وغير العادية تستدعي استمرار العمل بحالة الطوارئ بعد تاريخ انتهائها القانوني، وفقاً لقانون حالات الطوارئ الوطنية”.
ولفتت الإدارة الأميركية إلى أن قرار تمديد حالة الطوارئ “سيظل خاضعاً للمراجعة”، و”ستنظر في السياسات والإجراءات التي تتخذها الحكومة السورية لاحقاً لتحديد ما إذا كان يجب إنهاء حالة الطوارئ أو الاستمرار بها”.
تهديد للأمن القومي
وكانت الولايات المتحدة قد مدّدت حالة الطوارئ الأميركية في 11 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، على عهد الرئيس السابق جو بايدن، وذلك وفقاً للأمر التنفيذي الصادر عن ترامب في 19 تشرين الأول/أكتوبر 2019، خلال ولايته السابقة.
وقال بايدن حينها إن “الوضع في سوريا وما يتصل بها، يقوض الحملة الرامية إلى هزيمة داعش، ويعرض المدنيين إلى الخطر، ويهدد بتقويض السلام والأمن والاستقرار في المنطقة”. وكانت تلك هي المرة الخامسة التي يمدد فيها بايدن الطوارئ الوطنية، منذ توليه مقاليد سلطة البيت الأبيض رسمياً بداية 2021.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت حالة الطوارئ الوطنية في 11 أيار/مايو 2004، للتعامل مع التهديد غير العادي للأمن القومي وللسياسة الخارجية الأميركية، والذي شكّلته تصرفات نظام الأسد المخلوع في دعم الإرهاب، واحتلاله القائم آنذاك للبنان، ومتابعة أسلحة الدمار الشامل وبرامج الصواريخ، إضافة إلى تقويض الجهود الأميركية والدولية فيما يتعلق باستقرار وإعادة إعمار العراق.
ومنذ ذلك الوقت، وسّعت الإدارة الأميركية في 25 نيسان/أبريل 2006، حالة الطوارئ الوطنية وتم الاعتماد عليها لاتخاذ إجراءات إضافية ضد النظام في 17 أب/أغسطس 2011، و22 نيسان/إبريل 2012، بعد انطلاقة الثورة السورية.
المصدر: المدن
