العدالة لا تموت، وحق الشعب العربي الأحوازي لن يضيع

لا شك أن ما يحدث في أصفهان وغيرها من المناطق في دولة الاحتلال والإرهاب الفارسي هو نتيجة طبيعية للسياسات الجائرة وسوء الإدارة التي مارسها النظام الإيراني على مدى عقود. سرقوا من الشعب العربي الأحوازي أرضه وثرواته وحقه في حياة كريمة، وظنوا أن جرائمهم ستبقى بلا عواقب.

اليوم، تجف مياههم، تنهار مدنهم، ويتآكل تاريخهم الزائف، وهذه ليست إلا بداية لما سيواجهونه من نتائج أفعالهم. إن حوبة الأحواز وشعوب غير الفرس التي عانت من ظلم هذا النظام ستبقى تلاحقهم حتى ينال كل مظلوم حقه ويستعيد أرضه وكرامته.

العدالة لا تموت، وحق الشعب العربي الأحوازي لن يضيع مهما طال الزمن.

أصفهان على شفا الانهيار الكامل: كارثة هبوط الأرض في العاصمة الثقافية لإيران

22 نوفمبر 2024

خلال مراسم الاحتفاء بأسبوع أصفهان، الذي أقيم مساء الخميس في غرفة تجارة أصفهان، أطلق بهرام نادري، عضو الهيئة التدريسية بكلية الهندسة المدنية والجيوتقنية في جامعة نجف آباد، تحذيرات جدية حول الوضع الكارثي لهبوط الأرض في المدينة.

معدلات هبوط الأرض: أرقام مرعبة

أشار نادري إلى أن الدراسات الأخيرة تُظهر أن معدل الهبوط السنوي في أصفهان يتراوح بين 14 و18 سنتيمتراً، وهو ما يتجاوز بـ18 مرة المعدل المسموح به طوال العمر الافتراضي لأي مبنى. ووفقًا للقوانين الوطنية للبناء، يجب ألا يتعدى معدل الهبوط المسموح به لمبنى واحد 2.5 سنتيمتر خلال 50 عاماً.

إلا أن البيانات المسجلة عبر أنظمة GPS تُظهر هبوطاً يصل إلى 11 سنتيمتراً في عام واحد على بعض المنشآت الهامة. هذا الوضع يُعرِّض البنية التحتية والآثار التاريخية في أصفهان لخطر الانهيار الكامل.

خطر على التراث الثقافي

أوضح نادري أن تأثيرات هذه الظاهرة لا تقتصر على البنية التحتية فقط، بل تمتد إلى التراث التاريخي القيّم للمدينة، مثل مسجد جامع عباسي، حيث تأثرت أعمدة المبنى التاريخي التي ظلت قائمة لمئات السنين بسبب الهبوط الأرضي. وأكد أن هذا التراث العالمي الذي يمثل جزءاً من هوية إيران الثقافية بات عرضةً للتدمير بسبب سوء الإدارة وغياب الصيانة المناسبة.

أزمة المياه الجوفية

تحدث نادري عن الانخفاض الكبير في منسوب المياه الجوفية خلال العقود الأربعة الماضية، مشيراً إلى أن بعض مناطق أصفهان شهدت انخفاضاً يصل إلى 80 متراً في مستوى المياه. ولفت إلى أن خرائط أصفهان القديمة كانت تُظهر وجود العديد من العيون والآبار، لكنها جفّت تماماً نتيجة الاستخدام المفرط والجفاف.

سوء إدارة الموارد المائية

حمّل نادري سوء الإدارة وتنفيذ القوانين المسؤولية الرئيسية عن هذه الكارثة، موضحاً أن عدد الآبار غير القانونية ارتفع إلى 150 ألف بئر منذ صدور قانون تأميم المياه في عام 1968، وقانون التوزيع العادل للمياه في عام 1982. وأضاف أن هذه المشكلة لا تقتصر على أصفهان فقط، بل تشمل محافظات أخرى مثل خوزستان، حيث تتسبب وفرة الموارد المائية في الهبوط الأرضي بسبب سوء إدارتها.

أعباء جديدة تفاقم الأزمة

أشار نادري إلى أن المشاريع الجديدة التي لا تراعي القدرة الاستيعابية للموارد المائية، مثل إنشاء 30 ألف وحدة سكنية، تزيد من تفاقم الأزمة. وأضاف أن استهلاك المياه الجوفية في القطاع الزراعي يبلغ حوالي 90%، وهو ما يتطلب مراجعة شاملة واستثمارات جادة في إدارة الموارد المائية.

تهديد للهوية الثقافية

اختتم نادري حديثه بالتأكيد على أن هبوط الأرض لا يُهدد البنية التحتية فقط، بل يُهدد أيضاً الهوية الثقافية للمدينة. وأوضح أن مستقبل أصفهان وتراثها الحضاري العريق أصبحا في خطر، داعياً المسؤولين والمواطنين إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على المدينة وكنوزها الثقافية.

المصدر:

وكالة مهر

https://t.me/+VC0nouKkRJfsixPI

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى