قبل أن أكتب، أعلم أن الأزمة شديدة الوطأة على قضيتنا الوطنية وعلى أنفس الطيبين من أبناء الأحواز المحتلة، وهي كذلك على بعض النفوس المتأزمة التي لا تستطيع أن تدرك أن اعتقال قادة من حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، والأخ القائد حبيب جبر تحديدًا هو محاولة لاعتقال قضيتنا الوطنية، وإن الذي لم يستطع أن يدركه بعضنا، تدركه أجهزة مخابرات الاحتلال الإيراني، ومن المؤسف جدًا أن تأخذ بعضنا العزة بالإثم، وأكيد نتيجة الغباء السياسي الذي سيطر على عقولهم فأضاعوا البوصلة التي حددت منذ عام 1925م أن عداءنا للاحتلال وليس لبعضنا البعض .
إن الصيرورة التاريخية أو الحتمية التاريخية ونتيجة لظروف ذاتية وموضوعية أنتجت قيادة أحوازية قادرة على إدارة الصراع ضد الاحتلال الإيراني، وهذا ما استقرأته إدارة المحتل، كما استقرأت الأحداث الممكنة، خلال السنوات القليلة القادمة، فتصورت أنها ستكون قادرة على إدارة الأزمة لتشكل نتائج أفضل، فيما لو استطاعت تغييب قيادة حركة النضال العربي لتحرير الأحواز .
ولا أريد أن أطيل والنتيجة سيان في ظل انقسام وشرخ عمودي للأسف نعاني منه، ولا أريد أن أدخل في تفاصيل الأسباب لأن النتيجة لن تتغير، فلو كنا نتحدث مع عقول، لأدركت، ولكننا نتحدث مع نفوس لا يعلم كنهها إلا الله .
أسأل الله أن يمد القائد أبو إياد بالوسائل التي يستطيع من خلالها إكمال مسيرته وقيادة الثورة الأحوازية من معتقله، إلى أن يأمر الله بأمرٍ كان مفعولًا، وأكيد أن الثقة عالية أيضًا ببقية أعضاء القيادة، ممن يمارسون دورهم بشكل عالي الهمة. ومن المؤكد أن هذه الأزمة التي تمر بها قضيتنا العادلة، سوف تمر، وسوف تفرز نتائج إيجابية، وإن المحتل لن يستطيع إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
تحية لك أخي أبا إياد، وتحية للأبطال الذين معك، وصمودكم أمرًا طبيعيًا، كما عودتمونا ، ولن تسقط من أياديكم رايات النصر بإذن الله ، وإن شاء الله يكون الفرج قريبًا بفضل شهر رمضان الكريم، وما النصر إلا من عند الله .
616 دقيقة واحدة