الشهيد قاسم بيت عبدالله، من مواليد عام 1986، رجل متزوج وأب لطفلين، كان يقيم في قرية بيت (درچال) الواقعة في مدينة السوس. والشهيد عبدالله كرم الله كعب، الذي ولد في عام 1980، متزوجاً وأب لثلاثة أطفال، ومن سكان منطقة شاور. في 21 أكتوبر 2015، اُعْتُقِلَا مع سبعة أشخاص آخرين من قبل جهاز مخابرات الاحتلال الإيراني .
في سبتمبر 2017، حُكِم عليهما مع سبعة متهمين آخرين في المحكمة الثورية بالأحواز المحتلة بتهم “المحاربة والدعاية ضد النظام”، وقد صدر بحقهم حكم الإعدام، لم يقر المتهمون بالتهم المنسوبة إليهم في أثناء المحاكمة.
إثر صدور حكم الإعدام في (الشعبة 1) من محكمة الثورة بالأحواز المحتلة، نُقِل الشهداء إلى سجن أصفهان ثم إلى سجن( إوين) في طهران، وأخيراً إلى زنازين المخابرات في الأحواز المحتلة، قبل أن يُنقلوا إلى مدينة همدان. خلال هذه الفترة الطويلة، كان الشهداء محرومين من زيارات عائلاتهم وأي شكل من أشكال التواصل مع ذويهم.
بالنسبة للمعتقلين الآخرين في القضية، فقد صدرت أحكام بالسجن لمدة 25 عاماً بحق ثلاثة أشخاص آخرين هم: حسن بيت عبد الله، وأحمد كعب، وماجد (محمد) بيت عبد الله، في سجن نقرة سلمان (مسجد سليمان)، في حين حُكم على أربعة آخرين بالسجن التعزيري لمدة ثلاث سنوات.
تعرض الشهداء قاسم وعبدالله لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي على مدار 24 شهراً في مراكز اعتقال المخابرات السرية في عدة مدن، وأُجبرا على الإدلاء باعترافات قسرية. حتى في أثناء محاكمتهما، كانت آثار التعذيب على أجسادهما واضحة أمام القضاة، لكن المحكمة الثورية، التي يسيطر عليها الاحتلال الإيراني، لم تأخذ بعين الاعتبار تلك الآثار، وأصدرت حكم الإعدام قسراً دون محاكمة عادلة.
خلال فترة الاستجواب ذاقوا الشهداء أنواع التعذيب البدني، حيث كانت جلسات التعذيب تتضمن الضرب المبرح، والحرق، والصعق بالكهرباء، والتعليق لساعات طوال، وذلك في محاولة لانتزاع اعترافات قسرية منهم حول تهم لم يرتكبوها. أما التعذيب النفسي، فكان يشمل التهديدات المستمرة بالقتل أو الاعتداء على أفراد الأسرة، إضافة إلى الحرمان من النوم والعزل الانفرادي لفترات طويلة، مما أثر إلى حد بعيد على صحتهم النفسية والجسدية.
في قضية الشهداء، كان هناك العديد من التناقضات خلال مراحل التحقيق والاستجواب، لكنهما حُرما من أبسط حقوقهم. بعد استئناف قاسم وعبدالله الحكم الأول، أُرْسِل الملف مجدداً إلى (الشعبة 19) في محكمة النقض بطهران، ولكن واجها مجددا حكماً بالإعدام من قبل محكمة الاحتلال الإيراني
رغم شجاعتهم وتمسكهم ببراءتهم، لم تمنحهم المحاكمات، التي عُقدت على نحو سريع ودون الحق في دفاع عادل، أي فرصة لإثبات ذلك. الأدلة المفبركة وغياب الشفافية حولت محاكمتهم إلى مجرد إجراءات شكلية أنهت فصول حياتهم بأحكام الإعدام. وقد واجه المتهمون هذه المحكمة باستشهادهم، مظلومين، في ظروف حرموا فيها من أبسط حقوقهم القانونية والإنسانية.
وأخيرًا، في صباح يوم الأحد 4 أغسطس 2019، وفي يوم عيد الأضحى المبارك نُفِذ حكم الإعدام بحق الشهداء في السجون السرية للمخابرات، في مدينة القنيطرة (دزفول).
ومُنع تسليم الجثامين للعائلات وإجراءات الدفن القسري، فضلًا عن الصمت الدولي المخيب للآمال، عكست مدى الظلم الفادح الذي واجهه هؤلاء الشهداء من قبل الاحتلال الإيراني ودُفنوا في مكان مجهول. عقب إعدامهم، قامت مخابرات الاحتلال الإيراني باعتقال بعض من أفراد عوائل الشهداء، وقد اُعْتُقِلَت الإخوة عادل، وجاسم، وهاشم بيت عبد الله إخوة الشهيد قاسم.
أذكر خلال فترة اعتقالي كيف كان يُنقل المعتقلين الجدد إلى الجناح الأمني (قسم 5)في سجن شيبان المركزي في الأحواز المحتلة، حيث كان يُستقبل كل معتقل جديد بقصائد بطولية وعروض من الشاي والقهوة في لحظة ترحيب. هكذا استقبلنا حسن كرم الله كعب (أبا موال)، شقيق الشهيد عبدالله (أبو سيف)، بينما كان مجهول الهوية ومحنة لنا لأن لم نكن نعرفه من البداية، وهو بقي صامتاً لوقت طويل يتأمل في غرفته، حتى شارك أخيراً ما رأى من جرائم بشعة قامت بها مخابرات الاحتلال الإيراني في الأحواز. تم استدعائه وبالتالي إلقاء القبض عليه، حيث وُجد في مواجهة جثة أخيه معدوماً.
في أحد أشد الأيام قداسة عند المسلمين، يوم عيد الأضحى، أقدم نظام الاحتلال الإيراني على خطوة غاية في القسوة والإجحاف بتنفيذ الإعدام بحق الشهداء الذي كانوا يمثلون صوت الحرية. هذه الأفعال التي تمس الكرامة الإنسانية، وتتعارض بشكل صارخ مع تعاليم الإسلام وروح اليوم المبارك تسلط الضوء على الممارسات القمعية التي يستخدمها النظام الاحتلال الإيراني لكتم أصوات الأحوازيين.
تم تنفيذ هذه الإعدامات بطرق تنافي الإنسانية وأساليب العدالة، حيث يُقْبَض على الأفراد ومحاكمتهم على نحو سريع وغالباً ما يفتقرون إلى حقوقهم الأساسية في الدفاع عن أنفسهم. يُتَّخَذ قرار الإعدام دون الاستناد إلى أدلة ملموسة أو بمحاكمات عادلة، مما يؤدي إلى فقدان الأرواح على نحو غير قانوني وغير أخلاقي، خصوصاً في يوم يفترض أن يكون مليئاً بالرحمة والغفران.
في يوم عيد الأضحى، حيث يجتمع المسلمون حول العالم للاحتفال بقيم الخير والتضحية والعطاء، استيقظت الأحواز على أخبار إعدام هؤلاء الأبطال.
إن تنفيذ الإعدام في مثل هذا اليوم المبارك له دلالة قوية على استهتار النظام الإيراني المجرم، بالقيم الروحية والإنسانية التي يحتفل بها المسلمون حول العالم. إنه يظهر عدم احترام للحياة الإنسانية وتجاهل كامل للمبادئ التي يعتبر العيد مناسبة للتذكير والعمل بها، مثل الرحمة والتسامح والتعاطف.
المصدر: جبهة الأحواز الديمقراطية “جاد”
نظام ملالي طهران الذي يدعي بإنه يمثل الدولة الإسلامية، قامَّ في صباح عيد الأضحى 4 أغسطس 2019، قامَّ بتنفِيذ حكم الإعدام بحق الشهداء في السجون السرية للمخابرات، في مدينة القنيطرة (دزفول)، يوم يجتمع المسلمون حول العالم للاحتفال بقيم الخير والتضحية والعطاء، الخزي والعار لهذا النظام الإرهابي، وندعو الله أن يتقبل شهداءنا بالأحواز ويتغمدهم برحمته.