في ظل مواصلة حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة تتسع حملة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني حيث شكل قرار حكومتي جامايكا وباربادوس الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة مهمة كون هذا القرار يأتي تعبيرا عن حجم التضامن العالمي والدولي مع القضية الفلسطينية، وكشف حقيقة الدعاية الإسرائيلية التي خدعت الرأي العام العالمي والدولي لفترة من الزمن وأن هذا الاعتراف يشكل أيضا رسالة إلى الدول التي تدعم الاحتلال وتحميه وتدافع عنه، بأن العالم ضاق ذرعا بالظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني .
ويعد هذا القرار خطوة أولى نحو اعتراف العديد من الدول بدولة فلسطين، وانتقال التضامن الدولي نحو مزيد من الخطوات العملية والقرارات لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ونتوجه بالشكر والتقدير إلى حكومتي جامايكا وباربادوس، وعلى المجتمع الدولي وجميع الدول تصحيح أخطاء الماضي وعزل دولة الاحتلال والاعتراف بالدولة الفلسطينية .
وبالمقابل تتسع دائرة التضامن الطلابي مع القضية الفلسطينية ويتظاهر طلاب العالم في اكبر الجامعات المهمة حيث ينددون بالحرب ويعلنون تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وإن قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن كون أن هذه الإدارة تكيل بمكيالين أحدهما دعم القتل والاحتلال، والآخر الدفاع عن جرائم الاحتلال وحمايته وقمع الشعب الفلسطيني ومنعه من الاستقلال وإقامة دولته.
الإدارة الأميركية لديها انحياز واضح للاحتلال، وسخرت كل إمكانياتها لدعمه والدفاع عنه وان الإدارة الأميركية لا تريد الاعتراف بأنها أمام رأي عام أمريكي اكتشف حقيقة دولة الاحتلال، وانحاز للقيم الإنسانية وقرر الوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ .
العدوان الإرهابي الذي تشنه دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة من أبشع الحروب التي عرفها التاريخ الحديث، والتي لحقت المصابين بالمستشفيات، والنازحين في مراكز الإيواء، راح ضحيتها آلاف الأطفال والنساء ومسحت عوائل كاملة من السجلات المدنية بعد أن سوت منازلهم بالأرض.
الحرب على الشعب الفلسطيني متواصلة منذ 76 عاما لا تستهدف قطاع غزة فحسب، بل تستهدف الشعب الفلسطيني في أي مكان وبالذات في القدس زهرة المدائن، حيث تتعرض المدينة المقدسة منذ 1967 لعملية تهويد حثيثة وممنهجة على أيدي الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة خاصة حكومة اليمين المتطرفة التي يقودها مجموعة من المجرمين التي لم تتوقف عن محاولاتها لتهويد القدس وطرد السكان الأصليين واعتمادها الاستعمار الوسيلة الرئيسة لتحقيق هذا الهدف.
دولة الاحتلال عملت على زيادة عدد المستعمرين بهدف تغيير وضع القدس التاريخي والحضاري والديمغرافي والقانوني، وأنها تقوم بالترحيل القسري لشعبنا ومنعهم من حق الإقامة، وسحب حق المواطنة، وتزوير عقود الملكية للبيوت والأراضي داخل البلدة القديمة، وصعوبة الحصول على تراخيص البناء، وفرض الضرائب غير القانونية، وما تقوم به الجماعات اليهودية من اقتحام يومي للمسجد الأقصى والكنائس وتأدية الطقوس التلمودية وإدخال القرابين، والتحضير لذبح البقرات الحمر وحرقها في باحات المسجد الأقصى، خاصة ما تعلنه الحكومة اليمينية من هدم للمسجد الأقصى وتحويل مصلى باب الرحمة إلى كنيس يهودي كمقدمة لتقسيم المسجد المكاني والزماني.
حرب الإبادة التي تمارس في غزة والضفة الغربية هي نتيجة طبيعية لدولة مارقة ومحصنة من المجتمع الدولي وتحميها وتدعمها الإدارة الأميركية التي تمول الحرب عبر حزم مساعدات مالية وعسكرية، وآلاف القنابل الذكية التي قتلت آلاف الأبرياء، وما يحدث في غزة حرب مجنونة ومجازر لم نشاهد مثلها في تاريخنا المعاصر.
المصدر: الدستور
قد لا تعبر رؤية هذا المقال عن رأي الموقع