بداية: كان الحديث عن الانتماء الطائفي في بلادنا من الموضوعات المسكوت عنها؛ اما خوف وتقية او خجلا، نعم خجلا؟!!، فأمام القمع والاستبداد كنا – كضحايا – نستحي أن نتميز بانتمائنا الطائفي أمام سكين الجزار (المستبد).
1.أن النظام اعتمد منذ استلام الأسد الاب السلطة على تطيفها في الجيش والأمن ومفاصل الدولة المركزية، واعتمد على الفساد كرشوه اجتماعية لكل من له منصب مهما تواضع (من شرطي لوزير)، وهذا حول جزء من الشعب الى منتفعين مباشرين من فقر وقهر وتخلف المجتمع، واستمرار الاستبداد وتأييده.
2.أن ربيعنا السوري عندما حل اعتبر ردا على مظلومية اصابت اغلب أبناء الشعب بكل مكوناته، لذلك كان عاما شاملا وجذريا وردا على القهر والاستبداد والفساد الذي نخر بنيان المجتمع كاملا.
3.كان التفاعل مع الثورة متدرجا، وكان الخوف من الانتقام أو على العيال او المال او الروح يؤجل التحاق الناس بركب الثورة، لكن مع الوقت وعنف النظام ووقوع الضحايا والتشرد والتدمير، جعل كل أبناء الشعب ينحازوا للثورة قولا وفعلا.
4.اعتمد النظام ومنذ البداية خطابا ضمن الطائفة العلوية غير معلن، بأن هذه الثوره تستهدف مباشرة السلطة الطائفيه (المقنعة)، والطائفه نفسها، ومكتسبات كل فرد فيها؛ بدء من العسكري للضابط المسؤول لآخر طفل منهم، لذلك سعى جاهدا لتجييشهم وتجنيدهم وزجهم في معركته الخاسرة، ففي الوقت الذي بدأ كل المجندين والضباط من الفئات الاخرى بالانشقاق والهروب من الجيش، بدأت حملة تطويع للالتحاق بالجيش والامن والشبيحة من الطائفة العلوية بشكل مركز وكثيف، مما جعل السلطة تتدرع بالطائفة لتؤجل سقوطها بمزيد من دماء السوريين(علويين وغيرهم).
5.منذ بداية الثورة قلنا اننا ضد الاستبداد ، وان احتمى بالطائفة او القومية او الممانعه والمقاومه ، فهو نظام عصبة تستغل وتقمع وتفسد كل البلد، وبكل مكوناتها، لأنها كسلطة مستبدة وظالمة وقمعية خائنة لكل شعبها ، وأن الطائفة العلوية محتلة من النظام الذي حول أبنائها لمرتزقة يموتون في معركة بقائه ، وضد شعبهم الذي تحرك للحرية والعدالة والكرامة والدولة الديمقراطية، وهي لكل الشعب ومنهم العلويون كمكون في النسيج السوري.
6.لذلك كان نداؤنا ومنذ البداية ان ثورتنا ضد الاستبداد كنظام وكل مكوناته ومرتزقته(وليس طائفة)، وأنه يجب على رموز الطائفة (العلوية) الدينيه والسياسيه والاجتماعيه والثقافيه أن تعلن تبرأها من النظام، وأنها جزء من الشعب بثورته للحريه وضد الاستبداد، وتلغي الالتباس الحاصل على الأرض، وتنزع من النظام الذريعة المدعاة بأنه يحمي الطائفة العلوية.
7.لذلك كان المؤتمر الذي حصل بالقاهرة ضروريا ولو جاء متأخرا، وضروريا أن يلتئم بعده ومعهم بقية المعارضين السوريين ليقولوا وبوضوح : نحن السوريون الوطنيون ومن اي خلفية اجتماعية أو مذهبية أو طائفية؛ كلنا كوطنيين ضد نظام الاستبداد ، ونرفع عنه الغطاء فهو ضد الشعب السوري والعلويون على رأسهم.
8.إن ما حصل – المؤتمر – هو خطوة صحيحة في مسار الثورة، وهي تعزل النظام وتضعه مع مرتزقته ومجرميه تحت المسؤولية والمحاسبة القانونية في سوريا الديمقراطية، ولن نترك قطرة دم سورية مستباحة دون أن نأخذ حقها.
.أخيرا هذا هو شعبنا المتوحد مع ثورته يلغي ذرائع النظام الاستبدادي السوري : بأنه يحمي طائفة العلويين وكل طائفة، وأن يسقط الشعب السوري وثورته خطط النظام العالمي وأعداء الشعب السوري، بأن نكون ضحية حرب أهلية وطائفية .
.لقد قمنا بثورتنا من أجل الكرامة والحرية والعدالة والدولة الديمقراطية.
وها هي بشائر النصر تلوح بالأفق.
…٢٨/٣/٢٠١٣…