أدت غارات تركية شمال شرق سورية متواصلة منذ يوم السبت الماضي إلى إخراج مرافق حيوية عن الخدمة في المنطقة. وجاء القصف التركي رداً على مقتل جنود أتراك في شمال العراق، حيث تعتبر أنقرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، التي تسيطر على ما بات يُعرف بـ”شرقي الفرات”، نسخة سورية من حزب العمال الكردستاني المتهم بالمسؤولية عن العمليات ضد الجيش التركي.
واستهدف الجيش التركي، أمس الاثنين، محطة الكهرباء في مدينة القامشلي شرقي محافظة الحسكة، وهو الاستهداف الثاني للمحطة خلال 24 ساعة. كما استهدف بالأسلحة الثقيلة صوامع الحبوب في قرية أم الكيف شرقي الحسكة.
غارات تركية شمال شرق سورية تستهدف المرافق الحيوية
وكان الجيش التركي شنّ أمس الأول غارات شمال شرق سورية مستخدماً الطيران المسيّر، وركز على مواقع وأهداف ومرافق حيوية رداً على مقتل 9 جنود أتراك خلال اشتباكات مع ما تقول أنقرة إنهم عناصر من حزب العمال الكردستاني لدى محاولتهم التسلل إلى قاعدة تركية شمالي العراق الجمعة الماضي.
وتتعامل أنقرة مع “قسد” التي تسيطر على شمال شرق سورية على أنها نسخة سورية من حزب العمال الكردستاني المصنف لدى العديد من الدول في خانة التنظيمات الإرهابية.
خروج الآبار عن الخدمة جراء استهداف محطة كهرباء
وبحسب “الإدارة الذاتية” الكردية، أمس الأول الأحد، فقد خرجت أغلب الآبار التي تزود بلدة عامودا وريفها، غرب مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، بالمياه، عن الخدمة جراء القصف التركي على محطة تحويل الكهرباء بالبلدة.
ونقل موقع “نورث برس”، المقرب من “الإدارة” عن مسؤول في دائرة المياه في عامودا، مطالبته الأهالي بضرورة الحفاظ على كمية المياه حتى إيجاد بدائل.
ووفق مصادر إعلامية تابعة لـ”الإدارة الذاتية” فقد استهدف قصف تركي الأحد الماضي مرتين محطة الكهرباء في مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشمالي الشرقي، ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عنها وعن 400 قرية تتبع لها.
كما قصفت طائرة تركية محطة تحويل الكهرباء في بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، ما أدى لانقطاع الكهرباء عنها وعن 150 قرية تتبع لها، فيما تسبب قصف محطة الكهرباء في القامشلي بقطع التيار عن أكثر من 60 في المائة من المدينة والريف الشرقي وفقاً لدائرة الإعلام في “الإدارة الذاتية”.
واستهدف الطيران التركي عدة بلدات في ريف الحسكة، منها عامودا والدرباسية ومحطة السويدية للغاز في أقصى شمال شرق سورية والتي تغذي عشرات محطات التحويل الكهربائية.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس الأول، إنها دمرت بغارات جوية 24 موقعاً لـ”التنظيمات الإرهابية شمالي سورية والعراق”. وأشارت إلى أن هذه الغارات “تأتي بهدف تأمين أمن الشعب التركي، والقضاء على التهديدات ضد القوات التركية، وذلك في إطار حق الدفاع عن النفس، بموجب المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة”.
وأشارت إلى أن المواقع التي طاولتها غارات تركية شمال شرق سورية تعددت بين ملاجئ وكهوف ومستودعات ذخائر، ومرافق إنتاج الغاز الطبيعي في شمال شرق سورية، مؤكدة أنها اتخذت “التدابير اللازمة لتجنيب العناصر الصديقة، والمعالم التاريخية والثقافية والبيئية أي ضرر جراء هذه الغارات”.
ويلجأ الجيش التركي إلى حرب المسيّرات ضد “قسد”، التي تشكل “الوحدات” الكردية ثقلها الرئيسي، بسبب رفض روسيا وأميركا أي عملية برّية جديدة من قبل الجيش التركي، يمكن أن تغير من خريطة السيطرة الميدانية في شمال وشمال شرق سورية.
وحيّدت أنقرة، خلال العام الماضي، الكثير من قياديي الصف الثاني في “قسد”، عبر الطيران المسيّر، كما حاولت تصفية القائد العام لهذه القوات مظلوم عبدي، إلا أنها فشلت في ذلك. وسبق للجيش التركي أن شنّ عمليتين عسكريتين ضد “قسد”، الأولى في غرب الفرات مطلع 2018، وأجبرها على الانسحاب من عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، باتجاه تل رفعت، شمالي حلب. أما الثانية، فشنّها أواخر العام 2019 في شرق الفرات، مُبعداً “قسد” عن تل أبيض ورأس العين شمال شرقي سورية.
ويعتبر الأتراك “قوات سوريا الديمقراطية”، التي تتلقى دعماً من التحالف الدولي بقيادة أميركا، تهديداً لأمنهم القومي، وينظرون بتوجس لمحاولات “قسد” إنشاء كيان ذي صبغة كردية في شمال شرقي سورية.
غوناي يقلل من أهمية الأعمال العسكرية التركية
وتعليقاً على استهداف غارات تركية شمال شرق سورية، قلل المحلل السياسي التركي هشام غوناي، في حديث مع “العربي الجديد”، من أهمية الأعمال العسكرية في الحيلولة دون قيام كيان كردي في شمال شرق سورية، مشيراً إلى أن هذه الأعمال لم تمنع قيام إقليم كردي في شمال العراق.
وقال: اضطرت أنقرة للقبول بهذا الكيان، واستقبلت قياداته على مستوى رئاسي، والمفارقة أن الشركات التركية هي من بنت وتبني البنى التحتية في شمال العراق.
وأعرب غوناي عن اعتقاده أن الأعمال العسكرية ضد “حزب العمال الكردستاني” في العراق وسورية “تأتي ربما لإرضاء الشارع التركي قبيل الانتخابات البلدية نهاية مارس/آذار المقبل”، موضحاً أن الخيار العسكري لم يأت بنتائج لجهة القضاء على “العمال” بل زاد من وطأة هذه المشكلة.
ورأى أن الأعمال العسكرية “ربما ترضي الشارع التركي لفترة مؤقتة، ولكنها لن تحول دون قيام كيان كردي في شمال شرقي سورية، ولا سيما أن أميركا ودول الاتحاد الأوروبي تساعد هذا الكيان لكي يكون موجوداً في المستقبل”.
المصدر: العربي الجديد
قوى الاحتلال على الجغرافية السورية ترسل رسائلها وتتصارع على الجغرافية السورية لغياب السيادة الوطنية، أنقرة تعتبر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)النسخة سورية من حزب العمال الكردستاني الـPKK المتهم بالمسؤولية عن العمليات ضد الجيش التركي لذلك قيام قوات أنقرة بتدمير محطات الكهرباء ومنشآت حيوية تضر بمواطننا ، ولكنها لن تمنع ممارسات الـ “مسد/قسد” من تنفيذ أجندتها .