لم يستتب الأمن والاستقرار في محافظة درعا، جنوب سورية، رغم مرور أكثر من خمس سنوات على استعادة النظام السيطرة عليها، حيث لا تزال المجموعات المرتبطة بالأجهزة الأمنية تنشط في مدن وبلدات هذه المحافظة وتنفذ عمليات اغتيال لصالح هذه الأجهزة.
اشتباكات في اليادودة غربي درعا
وفي أحدث التطورات، أكد تجمع “أحرار حوران”، الذي يرصد أخبار الجنوب السوري، أمس الاثنين، استمرار الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في محيط بلدة اليادودة غربي درعا، بين “اللجنة المركزية”، (جهة شعبية تمثل أهالي المحافظة)، واللواء الثامن (يضم مقاتلين سابقين في فصائل المعارضة ويرتبط بالجانب الروسي) من جهة، ومجموعة محلية يتزعمها المدعو محمد جاد الله الزعبي، من جهة أخرى.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل عنصرين من مجموعة الزعبي، وعن إصابة عنصرين من اللواء الثامن بجروح متفاوتة، وفق مصادر محلية، أكدت تسجيل 7 إصابات بينهم أطفال ونساء في صفوف المدنيين جراء الاشتباكات الدائرة، بعد محاولة اللجنة المركزية واللواء الثامن اقتحام عدد من المنازل في البلدة، أبرزها منزل الزعبي. وقالت المصادر إنه جرى نقل الجرحى إلى مشفى مدينة طفس لتلقي العلاج، مشيرة إلى أن هناك حالة من الخوف بين الأطفال والنساء في بلدة اليادودة نتيجة استمرار الاشتباكات، وسط استخدام اللواء الثامن لمضادات أرضية وقذائف صاروخية من نوع “آر بي جي”.
سبقت الاشتباكات الأخيرة اجتماعات بين اللجنة المركزية واللواء الثامن لإنهاء وجود مجموعات تتهمها بالتبعية لـ”داعش”
وبدأت الاشتباكات بعد وصول مجموعة تتبع للواء الثامن، ورتل عسكري للجنة المركزية من ريف درعا الغربي عن طريق قرية خراب الشحم، وسط إغلاق تام للطريق الواصل بين اليادودة ومدينة درعا.
وتتهم اللجنة المركزية هذه المجموعة بتنفيذ عملية اغتيال أحد مؤسسي اللجنة وأبرز قياداتها وهو راضي الحشيش، في الشهر الماضي. ويتحدر الحشيش من قرية العجمي، ويعد أحد أبرز أعضاء اللجنة المركزية ومن مؤسسيها في ريف درعا الغربي، وشغل في السابق منصب قيادي في جيش المعتز بالله التابع لفصائل المعارضة السورية، قبيل سيطرة قوات النظام على المحافظة.
ونقل التجمع عن مصدر في اللجنة المركزية قوله إن قوات النظام لا تشارك في العملية، لكنه أشار إلى اجتماعات مسبقة بين اللجنة المركزية واللواء الثامن لإنهاء وجود مجموعات تتهمها بالتبعية لتنظيم “داعش” في المنطقة.
وبحسب التجمع، فإن الصراع بين هذه المجموعة واللجنة المركزية بدأ بتحريض وصفه بـ”الخفي” من قبل ضباط الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد عن طريق متعاونين معه مقرّبين من الطرفين، ما أدى إلى مقتل العشرات من كلا الطرفين بعمليات اغتيال متبادلة.
وتشكلت “اللجنة المركزية في درعا”، والتي تضم وجهاء محليين، في سبتمبر/أيلول عام 2018، عقب اتفاق التسوية في محافظة درعا الذي أبرم مع الجانب الروسي، حيث كانت مهمتها التفاوض مع النظام السوري والقوات الروسية.
من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل عنصرين من مجموعة الزعبي، وإصابة 2 من اللواء الثامن، جرّاء اندلاع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الأسلحة المتوسطة والثقيلة في بلدة اليادودة بريف درعا الغربي.
النظام السوري يغذي الفوضى في درعا
وتعليقاً على هذه الاشتباكات، قال الناشط الإعلامي يوسف المصلح، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “مجموعة الزعبي متهمة بالتبعية لهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، مشيراً إلى أن الزعبي كان من قيادات فصائل المعارضة وأجرى تسوية مع النظام الذي سبق أن طالب بتهجيره من المنطقة مع آخرين معه”. وأشار المصلح إلى أن عداد المجموعة يقدر بالعشرات، موضحاً أن “النظام يغذي الفوضى في محافظة درعا”. وقال: “أغلب مجموعات الاغتيال تتلقى التعليمات والأوامر من جهازي الأمن العسكري والاستخبارات الجوية التابعين للنظام”.
وفي سياق الفوضى الأمنية في عموم محافظة درعا، انفجرت عبوة ناسفة مساء أول من أمس الأحد قرب حاجز يتبع لجهاز “الأمن العسكري” التابع لقوات النظام في حي المطار بمدينة درعا، أصيب فيها ضابط في هذا الجهاز والذي يأتي في مقدمة أجهزة النظام وحشية في التعامل مع السوريين.
كما قتل أول من أمس، ضابطٌ في قوات النظام وأصيب 4 عناصر آخرين إثر استهدافهم بالرصاص من قبل مجهولين على طريق أوتوستراد درعا قرب مدينة إزرع بريف درعا الأوسط. إلى ذلك، أكدت مصادر محلية مقتل شاب وإصابة اثنين آخرين مساء أول من أمس، من مجموعة محلية تتبع لجهاز الاستخبارات الجوية، بعد استهدافهم من قبل مجهولين في محيط بلدة المسيفرة شرقي درعا.
ولم تعرف محافظة درعا الاستقرار رغم مرور خمس سنوات على استعادة النظام السيطرة عليها وفق اتفاقات تسوية مع فصائل المعارضة السورية تحت إشراف روسي وتسهيل إقليمي، الأولى كانت في منتصف عام 2018 والثانية عام 2021.
وفي تقريره السنوي الذي صدر في 5 يناير/كانون الثاني الحالي، أشار “أحرار حوران” إلى أن “السنوات الخمس الماضية شهدت عودة التنظيمات إلى الساحة من جديد، كتنظيم الدولة، لتعود المحافظة ساحة لتصفية الحسابات والاغتيالات التي طاولت عدداً كبيراً من المدنيين، والمعارضين سواء للنظام أو المليشيات والتنظيمات”.
وأوضح التقرير أن عمليات الاغتيال استمرت خلال عام 2023 بوتيرة مرتفعة وفي مختلف مناطق المحافظة، كما استمرت سياسة الاعتقالات الممنهجة، وحالات الخطف، مشيراً إلى أن المحافظة “تواجه إرهاب النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه من جهة، وإرهاب تنظيم “داعش”، من جهة أخرى، إضافة إلى المجموعات المحلية من بقايا المعارضة المسلحة والتي أصبحت من قوى الأمر الواقع بموجب عمليات التسوية”.
وتشير المعطيات إلى أن التسويات كانت بوابة واسعة للنظام لشنّ عمليات انتقامية طاولت معارضين له على مدى عدة سنوات. وأدت الفوضى الأمنية إلى استمرار موجات الهجرة وخصوصاً من قبل شبان هذه المحافظة التي كانت شهدت الشرارة الأولى للثورة في عام 2011. وتتخذ المليشيات الطائفية الإيرانية، وفق مصادر محلية، من مقرات ومراكز الفرق العسكرية التابعة للنظام ستاراً لوجودها، وخصوصاً الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام بشار الأسد، والتي تنتشر في مناطق عدة داخل محافظة درعا.
المصدر: العربي الجديد
نظام طاغية الشام والمحتل الروسي ونظام ملالي طهران من خلال أذرعته الطائفية الارهابية تمارس الارهاب بحق شعبنا بدرعا مهد الثورة ، لقد قامت بـ “بروباغندا” التسوية لأكثر من ثلاث مرات لإبتزاز شعبنا والفلتان الأمني مستمر ! من المستفيد ؟ أكيد سلطة أمر الواقع من ميليشيات نظام دمشق وأذرع ملالي طهران لتسهيل تجارتهم للمخدرات .