في الجمعة السابعة من حراك السويداء جنوبي سورية، تستمر أصوات المحتجين والمحتجات في الصعود نحو قلب المدينة، رافعة شعار التضامن مع إدلب وغزة، وذلك رغم ضعف التغطية الإعلامية، والتشويش المتعمد على شبكات الإنترنت.
ما يميز حراك، اليوم الجمعة، هو ظهور التشكيل السياسي الجديد الذي يعرف باسم “الكتلة الوطنية”. بعد شهر ونصف من العمل الدؤوب، يقترب هذا التشكيل من الظهور، ويشرف على تأسيسه مكتب الشيخ حكمت الهجري. وفقاً لمقربين من الهجري الذين تحدثوا لـ “العربي الجديد”، يضم هذا التشكيل تمثيلًا شاملاً لمناطق المحافظة وشخصيات بارزة ومختصين ونشطاء من الحراك، ويهدف هذا التشكيل إلى توحيد الصفوف رغم وجود عدة تكتلات في الساحة.
ويشدد المقربون على أن الكتلة الوطنية لن تعلن عن نفسها إلا بعد انتهاء جميع المراجعات والمقترحات، حيث يكون هدفها الجمع بين مختلف الأطياف دون التمييز رغم وجود عدة تكتلات في الميدان.
وفي الجمعة السابعة حاول المحتجون والمحتجات إعادة إبراز الأزمة السورية إلى الواجهة بعدما تراجع اهتمام العالم نتيجة الأحداث المأساوية في فلسطين المحتلة. بعضهم يصر على ربط قضايا الشعب السوري بقضية الشعب الفلسطيني، مؤكدين على أهمية التضامن والعمل المشترك من أجل تحقيق العدالة والحرية.
ويرى الناشط المدني تركي فياض، في حديث مع “العربي الجديد”، أن “تخلف المجتمع الدولي والمنظمات الدولية عن إيجاد حل عادل لقضايا الشعوب المضطهدة في سورية وفلسطين وعن تطبيق القرارات الدولية أدى بطبيعة الحال إلى استمرار العنف والعنف المضاد وإلى هذه النتائج الكارثية”.
وأضاف فياض أن “أي نضال في أية بقعة من هذه الأرض السليبة هو خطوة في طريق التحرر وتجربة تثبت للعالم عدم الاستقرار والأمن في ظل انتهاك الحقوق العامة للشعوب. أما حراكنا السلمي في السويداء فهو رسالة واضحة للإنسانية جمعاء مفادها أننا ننبذ العنف ونطمح بعيش كريم في وطن عزيز يحترم المواطن ويصون حقوقه”.
فيما يرى آخرون أن الإعلام العالمي توجه كلياً لما يحصل بفلسطين المحتلة متجاهلاً المقتلة المستمرة منذ سنوات للشعب السوري.
من جانبه، أشار علي جريرة، لـ”العربي الجديد”، إلى أن “ما تفعله آلة القتل والدمار السورية في مدن وبلدات إدلب وريف حلب لا يقل عما يفعله العدو الإسرائيلي في غزة أو الطيران التركي في الشمال السوري، وبات واضحاً للعيان أن آلة القتل تعمل باتفاق وتنسيق بين النظام السوري والأنظمة الإقليمية المتورطة في النزاع والدم السوري”.
وأوضح جريرة، أن “حراكنا السلمي ليس إلا صوت يرتفع يومياً ليؤكد وحدة الدم السوري ويُذكر القوى والمنظمات الفاعلة والمهتمة بحقوق الإنسان بوجود شعب مضطهد ينتظر تطبيق القرارات الدولية ليس أكثر”.
وأضاف “نحن لا نملك إلا العمل السلمي ونعي أننا بسلميتنا استطعنا الوصول إلى الشعب السوري وهذا هدفنا الأول والأهم إلى الحالة الوطنية الجامعة للسوريين بعدما بنى النظام الحاكم أسواراً من التفتت والفرقة بينهم وقسمهم بحسب المذهب والطائفة والدين”.
أما البعض فيرى أن ما يحصل من تجاهل إعلامي وعالمي تجاه القضية السورية ليس محض صدفة إنما هو سياسة عالمية تقودها قوى كبرى ليس من مصلحتها رحيل النظام الحاكم والانتقال السياسي في سورية. كما يذهب بعضهم للقول إنه “ليس هنالك أي مصلحة لأي من القوى العظمى المتواجدة في سورية باستقرار الوضع فيها”.
الناشط الإعلامي علي أحمد، قال لـ “العربي الجديد”: “بدا الأمر أكثر وضوحا عندما قدم المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، غير بيدرسون، إحاطته حول استحالة الحل السياسي في سورية، واتضح من خلال إحاطة المبعوث ما يريب وخاصة أن شوائب تغطي شخصه منذ أن كان مستشاراً لسفارة بلاده لدى الكيان الاسرائيلي”.
واعتبر أحمد، أن “ما حصل من أحداث أخيرة لا تقل أهمية عن الإحاطة، مبدياً أن تزامن هذه الأحداث مع الحراك السوري الوحيد الذي استطاع تحريك المحاكمة في لاهاي وإعادة القرار الأممي 2254 إلى الواجهة لا يمكن أن يأتي مصادفة خاصة أنها قدمت خدمة جليلة للنظام و المستفيدين من بقاء الوضع على حاله”.
فيما تقول الناشطة، سلام عباس، اسم مستعار، أثناء مقابلة في ساحة الكرامة، عن تأثير كل تلك العوامل على زخم التظاهرات إن “الحراك مستمر وزخمه إلى ازدياد على عكس المتوقع”.
المصدر: العربي الجديد