عزّزت فيالق الجيش الوطني واستنفرت مع الشرطة العسكرية حواجزها داخل وعلى تخوم المناطق الفاصلة مع هيئة تحرير الشام في إدلب، بعد أن دفعت الأخيرة بأرتال بهدف الوصول إلى مناطق “درع الفرات” للسيطرة على معبر الحمران، ومساندة الكتل المفصولة من “أحرار الشام- القاطع الشرقي” (أحرار عولان).
تعزيزات عسكرية
وقال مصدر من الجيش الوطني ل”المدن”، إن فيالق الجيش الوطني الثلاثة استنفرت في مناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون” بأوامر من وزارة الدفاع، بعد دفع تحرير الشام لعدد من الأرتال العسكرية إلى مشارف المنطقة لمساندة الكتل المفصولة من “أحرار عولان”، تحت راية العشائر العربية.
وأضافت أن تحرير الشام أدخلت خلال الفترة الماضية عدداً كبيراً من عناصرها وآلياتها تحت غطاء قوات العشائر، إلا أن الهدف الرئيسي هو تقديم الدعم ل4 كتائب من “أحرار عولان” من أصل 14 كتيبة انضمت بقيادة “أبو حيدر مسكنة” إلى الفيلق الثاني في الجيش الوطني.
وكان أبو حيدر قد أعلن انضمامه إلى الفيلق الثاني في الجيش الوطني، ما يعني قطع الطريق على تغلغل تحرير الشام داخل مناطق الأخير. لكن يبقى الأمر الأهم والمؤكد، هو أن زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني لم يعُد يستفيد من معبر “الحمران” الفاصل مع سيطرة الوحدات الكردية في منبج شرق حلب، وهو المعبر الأهم في شمال غرب سوريا، ويعود بمئات آلاف الدولارات من تجارة النفط.
وشكّل قرار أبو حيدر ضربة موجعة على الأغلب للجولاني بعدما كان يدين بشبه ولاء له ويساعده في تنفيذ مشاريعه في مناطق الجيش الوطني، وسبقه في تلك الخطوة القائد الآخر في “أحرار عولان” أبو دجانة الكردي، بانشقاقه، وانضمامه للفيلق الثالث.
وحاول الجولاني دفع من ظل يدين له بالولاء داخل “أحرار عولان” من الكتل، لعزل أبو حيدر وتنصيب أبو عبيدة دالاتي، أشد الموالين له، بدلاً عنه، إلا أن ذلك الالتفاف لم يفلح بسبب رفض جميع الكتل لقيادة الدالاتي، وجرى تنصيب أبو الدحداح منبج كواجهة للأخير، قبل أن تقوم وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة بفصل الشخصيتين معاً، لقطع الطريق على تحرير الشام.
ويسود التوتر أجواء مدينة الباب وعولان القريبة منها، وكذلك في محيط معبري الحمران وجرابلس، إذ تتجهز ألوية الجيش الوطني لصدّ أي عملية من شأنها سيطرة تحرير الشام على المعبر أو محاولتها التقدم داخل منطقتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”.
والمؤكد أن هذه الجولة من القتال التي يحضّر لها الجولاني لن تأتي كما يشتهي ولن تكون كسابق الجولات، إذ إن المعركة هي مع “الفيلق الثاني” أكثر ألوية الجيش الوطني قرباً من تركيا، هو وقائده فهيم عيسى، وبالتالي فإن دخول الجيش التركي على خط ضرب الجولاني وقواته هو أمر شبه محسوم، وذلك، أكده تحليق الطائرات المسيّرة التركية فوق أجواء المنطقة منذ ساعات ليل الأربعاء، وحتى الآن.
الجيش الوطني متّحد
ويقول القيادي في الجيش الوطني هشام سكيف إن تحرير الشام استغلت هبّة العشائر أثناء معركة دير الزور، وقامت بإرسال أرتال تحت غطاء الفزعة للعشائر، لكن هذه الأرتال ضلّت طريقها لتصل الى مواقع في مدينة الباب لمساندة المفصولين من قيادات “أحرار الشام-القاطع الشرقي”.
ويؤكد سكيف ل”المدن”، أن الأمر قوبل برفض من وزارة الدفاع والجانب التركي وتمّت إعادة معظم هذه القوة وبقي بعضها، مشدداً على أن الموضوع لم يبقَ يخص الفيلق الثاني وحده، ضمن حالة التنظيم الجديدة في الجيش الوطني، وبالتالي فإن أي اعتداء على المنطقة اصبح يخص فيالق الجيش الوطني جميعها.
ويضيف أن وزارة الدفاع تقوم بإعلان الاستنفار لصدّ العدوان إن وجد، لافتاً إلى أن دخول أرتال تحرير الشام المتواجدة عند معبر “الغزاوية” هو أمر مستبعد، لأن “الظروف تغيرت ولم تعُد كما في السابق”. وأكد أن جاهزية الجيش الوطني “أصبحت جيدة ومقنعة الى حد ما لكي تستطيع حماية مواقعه من أي اعتداء ومن أي طرف داخلي أو خارجي”.
المصدر: المدن