ضمن سلسلة شهادات سورية عن الثورة السورية كتب د حسان عباس مجموعة من النصوص بدأ في نشرها في مواقع الكترونية مختلفة منذ بدء الثورة السورية ربيع عام ٢٠١١م وامتدت لبداية السنة الرابعة للثورة . ثم نشرها بعد ذلك في شهادته : لا تغمض عينيك…
تعتمد النصوص التي نشرها د حسان عباس على التقاط اللحظة المعاشة والغوص فيها متتبعا قصة السوريين مع النظام الاستبدادي السوري. حيث كانوا ضحية القمع والذل والخوف والفساد والمحسوبية وكيف استكانوا لما عاشوه عبر عقود حكم الاسد الاب والابن خوفا من ان يعيشوا الاسوأ ان هم واجهوا النظام الظالم. في ذاكرتهم اعتقال المعارضين وسجنهم لسنين طويلة. وكذلك أحداث السبعينات والثمانينات حيث عاش الشعب السوري مع قواه المعارضة والنقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني هول البطش في مواجهة الحراك السياسي وحراك الطليعة المقاتلة والاخوان المسلمين وحصاد عشرات آلاف القتلى نتيجة ذلك ودخول سوريا مجددا في ظلمة القهر الخوف و القبول بالذل للحفاظ على الحياة…
يوثق الكاتب للحظة انطلاق الشباب السوري المظلوم ومن ورائه الشعب السوري بأغلبه إلى الساحات لمواجهة النظام بتحدي انتحاري مطالبين بالحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية. ثورة اختصرت بكلمتين كرامة وحرية. وأن هذا الحراك لم يكن ليسكت عنه النظام الذي واجهه بالعنف العاري المتصاعد الذي بدأ بقتل المتظاهرين واعتقالهم ليصل بعد ذلك لتدمير البلدات والمدن الثائرة وقصفها وتهجير أهلها وارتفعت أرقام الضحايا السوريين من المئات للآلاف لعشرات ومئات الآلاف في السنوات الاولى للثورة حيث ينهي الكاتب شهادته في الذكرى الرابعة للثورة السورية…
يلتقط الكاتب مشكلة السلطة في سوريا بأنها استطاعت أن تحتل الطائفة العلوية وتجعلها اداتها في قتال الشعب السوري. وأن القليل من المعارضين من الطائفة من استطاع أن ينتمي للثورة ويعلن الولاء الى الخيار الوطني الديمقراطي…
كما التقط الدور الذي قام به النظام في عسكرة حربه على الشعب ومن ثم عسكرة الثورة السورية. وكيف اعتمد على الخطاب الطائفي من جهة واتهام الثوار بالإرهاب الإسلامي. وما فعله من إطلاق السجناء السلفيين الجهاديين من سجونه ليكوّنوا الجماعات الإسلامية المسلحة التي سيطرت بعد وقت على ساحة الصراع مع النظام. لتتصدر القاعدة ممثلة بجبهة النصرة ومن ثم لتولد الدولة الاسلامية في العراق والشام داعش وتدخل في سلسلة أعمالها الإرهابية المشهدية واجتياحها لأجزاء واسعة من سوريا وقبلها في العراق. و يجد النظام من يغض الطرف عنه ليتابع إرهاب داعش يحشد الجيوش لقتاله. لقد صنع العالم ظاهرة الارهاب الاسلامي الجهادي في افغانستان ثم العراق وبعدها سوريا يزيدها مظلومية الشعوب العربية وخاصة في فلسطين. كل ذلك جعل داعش رمزا للحرب على القيم الإنسانية ونموذج لتشويه الاسلام والاساءة له. كان النظام قد اعتقل الكثير من قيادتهم وجند فيهم الكثير من أتباعه واستخدمهم في العراق ولبنان ثم في الثورة السورية…
لم يغب عن الكاتب التقاط الجانب المسيء للحرب بالطبع بعد أن حول النظام الحالي في سوريا بعد ثورة اهلها الى حرب. القتلى والمصابين والمعتقلين والبيوت والبلدات المدمرة والشعب الذي اختار الهروب واللجوء حيث وصلو في السنة الثالثة للثورة إلى تسع ملايين انسان…
لقد التقط الكاتب انهيار الهوية الوطنية السورية وعودة الناس الى ارومة الانتماءات ما قبل الوطنية. لقد تابع المجازر التي بدأها النظام بدء من مجزرة البيضا والصور المفجعة لواقعة تجعل العار يجلل العالم الساكت وتلعن الضمير النائم. كما تابع قصف الكيماوي على الغوطة والضحايا الذين وصلوا الى ١٤٠٠ انسان اغلبهم نساء واطفال وتنفيذ الوعيد الأمريكي الخلّبي بضرب واهم على مواقع للنظام. ومصادرة الكيماوي السوري وتركه يقتل السوريين بكل الاسلحة الاخرى…
لقد التقط الكاتب ان لا احد يهتم بالسوريين الضحايا وأنهم وحدهم من يتجرعون الذل والقتل والهوان والتشرد. تابع بداية النزوح الى لبنان والتعامل الّا إنساني مع السوريين هناك. عنصرية واستغلال وذل…
ينهي الكاتب شهادته عن الدولة الاسلامية داعش وأنها غير باقية. وهذا استقراء صحيح. ومبكر في ذلك الوقت ٢٠١٣م. نعم ولدت داعش كمارد القمقم في لحظة غفلة وفعل فاعل من النظام وقوى إقليمية ودولية لها مصلحة في شيطنة الثورة السورية وتبرير فعل النظام بحق الشعب السوري بحيث يوجه العالم سلاحه وحربه ضدها. لذلك تشكل التحالف الدولي لمحاربة داعش. وغض النظر عن النظام السوري وأفعاله. سيتم ملاحقة ظاعش والحرب عليها حيث تختفي بسرعة قياسية بعد أن قامت بدورها داخل سوريا والعراق وبوقت قياسي..
ونحن هنا نتحدث عن ما حصل في القضية السورية بتركيز شديد بعد سنتها الرابعة…
سيدخل الإيرانيين وحزب الله والمرتزقة الطائفيين افغان وغيرهم منذ بداية الثورة مع النظام لقتل الشعب السوري. وتدخل روسيا باتفاق أمريكي اسرائيلي بدء من عام ٢٠١٥ م لدعم النظام وتبدأ حملة قتل عشوائي وأرض محروقة تدمير بلدات وأحياء في مدن، الشهداء وصلوا الى المليون ومثلهم مصابين ومعاقين ومعتقلين ومغيبين. ويتشرد نصف السوريين ١٣ مليون انسان خارج سوريا وداخلها. النظام يسلّم الشمال الشرقي من سوريا لحزب العمال الكردستاني منذ سنوات الثورة الأولى. أمريكا تستعين بهم ضد داعش كقوات مقاتلة على الأرض. وبعد ذلك يشكلون شبه دولة كردية انفصالية باسم روج آفا وتشكل قوات عسكرية باسم قسد قوات سورية الديمقراطية. معها بعض العرب بهيمنة كردية امريكية . وبذلك يثبت تقسيم سوريا فعلا.
قسد وحزب العمال الكردستاني برعاية امريكية يسيطرون على شرق الفرات حيث النفط والموارد الغذائية . والان ينتفض العرب في الدير وشرق الفرات ضد حزب العمال الكردستاني الـ ب ي د . هناك معارك ضارية والعرب يفكون الارتباط عن قسد وال ب ك ك ويرفضون النظام ويريدون العودة لأصل موقفهم في الثورة ضد النظام وضد داعش وضد ال ب ك ك … الاحتمالات مفتوحة هناك.
وسوريا الساحل والمدن الرئيسية تحت سيطرة النظام في حالة قمع وخوف وجوع وفاقة أزمة معيشية خانقة…
ها هي سوريا الآن…
الساحل السوري حاضنة النظام يتململ ويتحدث ويفكر بالثورة على النظام. قتل أبنائهم وجعلهم ضحية موت بطيء…
السويداء ثارت كلها برجال دينها و ناشطيها ونسائها وشبابها… ثائرين وبروح وطنية جامعة. حرية وكرامة وعدالة وديمقراطية. مطالبهم. الشعب يريد إسقاط النظام. والشعب السوري واحد . الدين لله والوطن للجميع. هذه شعاراتهم. والنظام عاجز عن مواجهتهم وخائف من تبعات المواجهة.. بقية سوريا جمر داخل رماد درعا القنيطرة وبقية المدن السورية…نحن على أعتاب ثورة سورية جديدة…