بداية أتوجه بالشكر للدكتور عبد الحكيم على فكرة المقال ومحوره الرئيس، الذي أراد من خلال تأكيد انتفاء وجود، أو وجوب انتفاء وجود صراع “كردي – عربي”، وأن ما هو جار هو صراع مع قسد، وقسد لا تمثل الأكراد، ولا مطالبهم، ولا تمثل “القضية الكردية”.
وهذه الخلاصة، وهذا الهدف، صائب وهو يعبر عن حقيقة يمكن معاينتها واختبارها بسهولة، لمن أراد أن يرى الحقيقة دون تزويق، ودون تشويه.
لكن في عموم الطرح الذي تفضل به ـ وهو مهم بلا شك توقيتا ومضمونا ـ وقع صاحب المقال في هنات كان يجب – وهو الخبير بالشأن الوطني السوري العام والكردي الخاص- ألا يقع فيها، وحين نتدارك هذه الهنات نكون أمام عرض وموقف متماسك وصلب:
1 ـ افتقد العنوان إلى الدقة في التعبير عن جوهر الفكرة المراد عرضها، إذ في صلب المقال نفي لوجود صراع “كردي ـ عربي”، لكن العنوان لا بنفي وجود هذا الصراع وإنما يرفضه، ورفض الشيء لا يعني بالضرورة نفي وجوده، وإنما يعني نفي قبوله، أي أن النفي هنا تعبير عن موقف منه، وليس انكار لوجوده، والفارق واسع جدا بين الأمرين.
ليس هناك صراع “كردي ـ عربي”، ولم يكن هناك مثل هذا الصراع في يوم من الأيام، وإذ كنا نتحدث عن الساحة السورية، فما كان على الحقيقة التي لا تخالفها أية وقائع هو صراع بين مكونات كردية اجتماعية وسياسية، وبين النظام القائم، وهو هنا نظام البعث.
لم تشهد الساحة السورية على مدى ما تحفظه الذاكرة، أو ترصده الكتب والمؤلفات صراع بين المكون الكردي والمكون العربي، وفي كثير من الأحيان ـ وخاصة في الأماكن الحضرية ـ لم تكن هناك القدرة على التمييز بين المكون الكردي والمكون العربي، وهو ما يدل على حالة الاندماج والتداخل الاجتماعي والسياسي والثقافي بين الجانبين.
2- ولتوكيد ما أشار إليه العنوان المعتمد، فقد ذهب المقال إلى القول بأن قوات قسد ليست قوات كردية، وليست تعبيرا عن الأكراد، وبالتالي لا تمثلهم، وإنها مكونة من مجموعة أعراق عربية، وسريانية، وتركمانية، وكذلك كردية.
واعتبر التحديد لطبيعة قسد مدخلا لتعريف الصراع بأنه مع قسد، وليس مع الأكراد.
والحق أن ما أشار إليه من مكونات قسد حقيقي، لكنها في ميزان تحديد طبيعة “قسد” وهويتها، وتبعيتها، لا يعني شيئا على الإطلاق.
فكل مكونات قسد تابعة للمكون الكردي الانفصالي، وليس للمكون الكردي السوري، وعلى وجه التحقيق تابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي”pyd”، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني “pkk”.
وحتى في أصل تكوين قسد، فإن هذا التكوين ليست فكرة الانفصاليين الأكراد، وإنما فكرة العسكريين الأمريكيين الذين أشاروا على حزب الاتحاد الديموقراطي عام 2016 بإنشاء ” قسد، ومسد” حتى يخففوا من فجاجة سيطرة هذا الحزب على أجزاء من سوريا تحت ظلال العلم الأمريكي، لما في ذلك من نقيصة للجانب الأمريكي نفسه، حيث يظهر في موقف “عرقي” هو في غنى عنه.
وإذا أردنا تصوير علاقة المكون الكردي بالأطراف الأخرى في “قسد، مسد”، فهي من نوع علاقة حزب البعث الحاكم في سوريا بأطراف الجبهة التي أنشأها ويزعم أنها تشاركه الحكم.
إن كل القوى المشاركة لحزب البعث في السلطة لا تعني ـ على وجه الحقيقة ـ شيئا، فالسلطة والقرار والتحرك والثمار كلها لحزب البعث والقوى المسيطرة فيه، وما يعطى الآخرون إنما هو الفتات، هكذا هو الوضع بين pyd والمكونات الأخرى في قسد ومسد.
وبالنظر إلى المناسبة التي دفعت الدكتور عبد الحكيم لكتابة مقالة نشير إلى أن جوهر تحميل “جلال خبيل” المسؤولية في خطف أخيه للمكون الكردي في قسد صحيح، لكن الخطأ الفادح هو في جعل الأمر بين الكرد والعرب، فلا pyd ممثلة للكرد، ولا أخوه ومن شارك في قسد من عشيرة “عكيدات الفرنسان” ممثلة للعرب، أو حتى ممثلة ل”عكيدات الفرسان”، إن الحادثة المشار إليها هي مظهر من مظاهر الصراع والتنافس بين مكونات “قسد”.
العرب والاكراد بمختلف تشكيلاتهم الاجتماعية لا علاقة لهم بما يجري، إنه صراع مصالح وصراع سلطة تحت الأعلام الأمريكية، السوريون جميعا بريئون منه. لا يمثلهم، ولا مصلحة لهم فيه.
3 ـ من غريب أن يلجأ الدكتور عبد الحكيم إلى الزعم بأن الأكراد في تركيا لا يعملون من أجل القضية الكردية، وبأنهم ودعوا الدعوة القومية وخلفوها وراء ظهورهم، وباتوا يعملون من أجل بناء مجتمع قائم على نظرية زعيمهم “عبد الله اوجلان” في بناء نظام سياسي اجتماعي جديد يستند الى الأساس الايكولوجي وأخوة الشعب.
وملخص هذا الطرح بشأن أكراد تركيا بأنهم لم يعودوا يمثلون “القضية الكردية”، وبأنهم بات لهم هدف آخر بعيد عن “الفكرة القومية”. ومثل هذا التصوير للوضع الكردي في تركيا قاد الدكتور عبد الحكيم إلى القول بأن ” الحركة الكردية في تركيا لم تعد كذلك، وأنهم لا يمثلون أكراد سوريا، بل يمثلون “الأمة الديموقراطية” التي دعا إليها أوجلان.
وهنا يقع الدكتور عبد الحكيم بما حاول نفيه عن الأكراد في سوريا، إذ اعتبر حزب العمال الكردستاني ممثلا للأكراد في تركيا، وهذا غير حقيقي، فالأكراد في تركيا شأنهم شأن الأكراد في سوريا منقسمون، هناك من يؤيد pkk، وهناك من يعارض، بل ويشارك في المواجهات العسكرية مع هذا التنظيم، وهناك من يحاول أن يشق طريقا بين الطرفين، فإذا كان تنظيم pyd لا يمثل أكراد سوريا، فالأمر كذلك بالنسبة لتنظيم pkk في تركيا.
هذا الطرح الذي اعتمده الدكتور عبد الحكيم بالنظر إلى أكراد تركيا قاده إلى خلاصة مفادها أن تسميتهم بالكرد لا يعبر عن حقيقة موضوعية، وأن اعتماد هذه الصفة دون الوقوف على خلفيتهم السياسية والفكرية والأيديولوجية ومهامهم الوظيفية يؤسس ل “صراع كردي ـ عربي”، وهنا يطرح فكرة أو مقولة أوجلان بشأن الأمة الديموقراطية.
وفكرة أوجلان هذه، التي اعتمدها عبد الحكيم لنفي اعتبار أوجلان وحزبه يمثلون “القضية والشعب الكردي”، تبدو مضطربة ولا يمكن الاستناد إليها في نفي أو توكيد مفهوم “الأمة الديموقراطية”، وهي لا تمثل فكرة حقيقية فاعلة، وإنما هي مجرد فكرة أطلقها زعيم حزب العمال الكردستاني” عبد الله أوجلان”، وهي أقرب إلى الغطاء الذي يتوارى خلفه هدف الحزب الأصيل والثابت. ولعل هذا الساتر هو ما دعا فرع حزب العمال الكردستاني في سوريا إلى أن يسمي نفسه ب “حزب الاتحاد الديموقراطي” دون أن يذكر صفته الكردية.
لاختبار صدقية ما نذهب إليه مهم ان نسترجع هنا التغيير في الأسماء التي أجاراها pyd على المناطق التي صارت تحت سيطرته، وهو تغيير يعبر عن فكر “قومي عنصري” لا يستند إلى أي أساس تاريخي، أو ثقافي أو أصل لغوي، وكمثال فقط فقد أطلقوا على بلدة تل رفعت اسم Arpet ، وعلى مطار منغ اسم “السروك آبو” نسبة إلى عبد الله اوجلان، وعلى رأس العين اسم “سري كانيه”، وعلى تل ابيض اسم “كري سبي”، وعلى الجزيرة الفراتية اسم روجافا، وعلى الرقة اسم روكا ، وعلى عين العرب اسم كوباني، واسم مابوك على منبج … وهكذا. ولو أن دافعهم لهذه التغييرات غير الدافع العنصري ـ كما زعموا وبرروا حينها ـ، لعمدوا إلى إعادة الأسماء التاريخية التي عرفها السوريون، وسجلتها الوثائق التاريخية، لهذه المواقع وهي الأسماء التي كانت معتمدة قبل حكم البعث، وما قام به من تغيير لعدد من أسماء البلدات والقرى والمواقع بدعوى ” التعريب”.
وهنا يجب التأكيد أنه ليس صحيحا أن “عبد الله اوجلان” تجاوز الطرح القومي، وبات طرحه قائما على أساس إيكولوجي، بهدف بناء “الأخوة الشعبية”.
والاخوة الشعبية الديموقراطية التي يطرحها “أوجلان”، هي محاولة لتجاوز الواقع الكردي الحقيقي الذي يواجهه، وهو وقائع محاط بثلاثة حقائق:
1ـ أنه جغرافيا غير محدد المعالم، وأن أفق المنطقة المدعوة بكردستان غير محددة جغرافيا وسياسيا وهي مفتوحة الأفق من تركيا وإيران والعراق حتى داخل أرمينيا وأذربيجان وأنها بهذا المعنى مندمجة بالجغرافيا السياسية التي تعيش عليها.
2ـ أن الأكراد في البؤرة الرئيسية لتواجدهم في هذه الحقبة التاريخية موزعون في أربع كيانات سياسية ” العراق، تركيا، إيران، سوريا”، وأن التمسك بإقامة ” دولة كردية قومية” يعني تفكيك هذه الدول وإعادة تركيبها جغرافيا وسياسيا، وهذا غير متاح لا إقليميا ولا دوليا.
3ـ أن الأكراد صناع تاريخ وثقافة وكينونة المنطقة كلها: دولها ومجتمعاتها، هم شركاء حقيقيون فيها جميعا، وهم مندمجون بتاريخ هذه المنطقة ونظامها الاجتماعي ودينها وقيمها الروحية، لذلك فإن المسألة في تخليق كيان قومي خاص بهم يقتضي فيما يقتضي، ليس فقط تفكيك الدول الأربعة المشار إليها، وإنما أيضا فصل “الأكراد” عن بيئتهم، ومحيطهم الثقافي والحياتي، وهذا معارض تماما ومتناقض مع مفهوم الإيكولوجيا الاجتماعية، التي تعني “الطريقة التي يتبعها شعب معين في تنظيم شؤونه بهدف استمرار وجوده في منطقة بذاتها”، وهنا يبدو كذلك أن طرح فكرة الايكولوجيا محاولة لنزع ” الآخرين ” ( أي غير الأكراد) من بيئتهم الحياتية، بأكثر مما تعني الاستجابة للبيئة الثقافية والحضارية التي يعيشها هؤلاء في إطار كلٍ إنساني مفترض.
وما يهمنا في كل هذا التصوير إدراك أن هذا الطرح يعني في جوهره انتزاع الأكراد من ” انتمائهم الإسلامي” العقدي والحضاري، وبدون ذلك لن تنجح هذه الدعوة، لذلك نحن نرى بوضوح الانتقال السلس لحزب العمال الكردستاني من الماركسية إلى “الأمة الديموقراطية” مع الاحتفاظ بجوهر الموقف الماركسي من الدين، نفيا له، ولما يصحبه من ثقافة وتاريخ وروابط، إن موقف pkk،pyd ، من المسألة الدينية موقف واضح جلي وحاسم.
4 ـ فكر أوجلان أخطر وأعمق مما يشير إليه عبد الحكيم، وهو أبعد غورا من فكرة الزعامة أو الزعيم، أو القائد، التي نصادفها عند كثير من الأحزاب، إنها أقرب إلى فكرة ” الرسالة، الرسول، النبي”، أقرب إلى فكرة “المبعوث من قوة عليا”، ولتحقيق هدف أعلى، ل”الشعب الكردي، ولشعوب العالم، وللإنسانية”.
وحين نراجع ما كتبه أوجلان في كتابه “القضية الكردية وحل الأمة الديموقراطية” عن المسيرة الابراهيمية لحزبه، ولقداسة هذه المسيرة، وصلتها بالخط الإبراهيمي والرحلة الابراهيمية (إبراهيم عليه السلام)، الذي يصل بين القدس ومكة وأورفا، وكيف أن خط “أورفا ـ حلب ـ الشام ـ القدس ـ الجزيرة العربية ـ مصر” وهو الخط الذي تبرز فاعليته وتجدده المرة تلو الأخرى عبر المسيرة الطويلة للتاريخ، وكيف أن مسيرة العمال الكردستاني هي تجسيد للمسيرة الابراهيمية، وحين نمعن النظر في تصويره لنفسه كقائد اسطوري، وتصوير أنصاره له كمخلص ومنقذ، فإننا نستطيع بسهولة ان نكتشف كم هو تبسيط مخل النظر الى ما يقوم به حزب العمال الكردستاني، وحزب الاتحاد الديموقراطي باعتباره شيئا عارضا، يمكن تجاوزه بسهولة. وندرك أيضا أن سوريا مجرد “تفصيلة، وجزئية” في رؤية حزب العمال الكردستاني لنفسه، وأنه تصوره ل “الأمة الكردية” يصل إلى درجة القداسة نفسها التي يضع نفسه عندها، ويجعلها محور التقدم والتطور والرقي ليس للشرق الأوسط وإنما لكل الإنسانية.
إنه فيما يطرح لا يتجاوز المسألة القومية الكردية وإنما بالتحديد يجعلها “مربط الفرس” في تصوره للتقدم والتحرر والرسالية التي ينتظرها العالم منه، ويرفع مكانته ومقامه، ويرفعه أنصاره إلى المكانة المقدسة نفسها لهذا التصور، وإلى “الطهرانية والروحية” نفسها التي يصورها لرسالة هذه “الأمة الديموقراطية” التي يكون الأكراد أساسها وعمودها الفقري. وبالتأكيد ليس في هذا كله إعلاء لشأن ” الأكراد”، وإنما استخدام لهم في أتون تصور غير سوي من شأنه أن يدخل المنطقة كلها في صراع وتمزق بين مكوناتها لا حدود له.
وفق تصور أوجلان ـ وبشكل عملي ـ كيف تكون علاقة الكرد بغيرهم في مناطق سيطرة هذا الحزب ؟، لننظر إلى قسد ومسد وعلاقة ودور حزب الاتحاد الديموقراطي بها!، بتبسيط شديد هذه هي علاقة مختلف القوى والشعوب بالمكون الكردي في “أمة أوجلان الديموقراطية”. إنها في أحسن أحوالها علاقة تنتمي إلى مدرسة حزب البعث نفسه وجبهات الحكم التي اصطنعها، أو إلى مدرسة الأحزاب الشيوعية وجبهات الحكم التي أقامتها تعبيرا عما دعتها بالديموقراطية الشعبية.
5 ـ العلاقة بين pyd والنظام السوري لا تحتاج إلى دليل، وهي ليست علاقة تبعية، يعتقد البعض أو يروج، وإنما علاقة تخادم، وقد حدث هذا على طول مسار الثورة السورية، حيث سلم النظام المناطق التي هددتها المعارضة إلى قسد، وتبادل مع قسد منافع ” البترول”، وساهم في وساهم في عزل مناطق سيطرة قسد عن مناطق انتشار وسيطرة المعارضة السورية، وساهم في إضعاف هيئة التنسيق الوطنية المعارضة، ومعلوم أيضا أن من مصلحة النظام تفجير صراع كردي عرب، والنظام يغري الانفصاليين الأكراد بالاشتباك والتصادم مع المكون العربي في مناطق سيطرتهم حتى يتحقق له بهذا التصادم ديمومة الوجود، ولا شك أن وعي الجانبين لهذا التلاعب مهم للحيلولة دون نجاحه، لكن يجب أن ننتبه أن المسألة ليست مسألة وعي فقط ـ وجود أو ضعف أو انعدام الوعي ـ، خصوصا على جانب حزب pyd، و pkk فهذا الحزب الأصلي والفرعي يعي تماما ماذا يفعل، ويعي تماما أهدافه من كل تحرك، وهو يتحرك، ويتحالف ويختلف ويتصادم في إطار استراتيجيته المحددة، أما من يمكن التلاعب بهم فهم ممثلوا العشائر والمكونات الأخرى الذين أمكن خداعهم بالاشتراك بمثل هذه التشكيلات.
6 ـ وأخيرا فإن هناك أهمية خاصة لإدراك القوى السياسية الكردية في سوريا للخطورة التي تمثلها برامج وطروحات pyd وتشكيلاته، وتنظيمه الأم pkk على المكون الكردي نفسه، وعلى الأحزاب الكردية السورية نفسها، وهو خطر أشد وطأة مما يمثله على باقي مكونات الشعب السوري، وذلك لأسباب عدة مترابطة:
1ـ أنه يريد أن يفرد نفسه بتمثيل الأكراد في سوريا، فيكون ثقل الأكراد ووزنهم الوطني في خانته وحده، ولأجل ذلك يمارس القهر والاغتيال والتهجير على الأكراد أنفسهم، وسجل هذا التنظيم في هذا المجال حافل، ومرصود.
2ـ يريد أن يؤكد ارتباط ” الأكراد ” بمشروع أوجلان” بمسمياته المختلفة، وبالتالي فإنه يعمل على تفكيك كل المفاهيم التي تربط المجتمع العربي السوري بمكوناته المختلفة، وفي المقدمة منها اللغة العربية والإسلام.
3ـ يريد أن يقيم ويعزز حالة عداء بين سوريا وتركيا على وجه التحديد باعتبار تركيا الدولة الأكثر والأقوى صلة بسوريا، والأكثر والأقوى صلة بملف ” الأكراد” كمكون اجتماعي، وحالة أمن قومي.
4ـ كذلك يعمل على تعطيل أي حل للقضية السورية تكون تركيا طرفا فيها، وإذا وضعنا في اعتبارنا أن تركيا لا بد أن تكون طرفا في أي حل، وأن أمنها القومي لابد أن يكون ـ كما كان سابقا ـ بندا في أي حل، ندرك دورة في تعطيل أو إعاقة التوصل الى مثل هذا الحل.
بعد هذه الإيضاحات ندرك أهمية ما تفضل به الدكتور عبد الحكيم بشار، وندعو إلى دور أكثر فاعلية وتأثير للقوى السياسية الكردية في سوريا، وأهمية أن يتسق هذا الدور مع المكانة والفاعلية الحقيقية للمكون الكردي في تاريخ سوريا، وفي بنيتها الحضارية والدينية عبر التاريخ كله، وفي واقعها المعاصر والراهن.