لقد تفوق بشار الأسد والإعلام السوري وقنواتهم الفضائية على معلمهم وزير الدعاية في عهد هتلر (جوزيف جوبلز) الذي قال جملة ما يزال معمولاً بها حتى الآن وهي : (اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس) حيث كان جوبلز يعتبر أحد أساطير الحرب النفسية وصاحب الكذب الممنهج والمبرمج الذي يعتمد الترويج لمنهج النازية وتطلعاتها فهو الذي قال : الدعاية الناجحة يجب أن تحتوي على نقاط قليلة وتعتمد على التكرار وكلما كبرت الكذبة سهل تصديقها، أليس هذا مايفعله بشار الأسد ؟ الذي تفوق بكذبه على جوزيف جوبلز وتجاوز عبارة اكذب اكذب بكثير فأصبح مهووساً ولديه قوة فائقة ليس لها حدود بالكذب والدجل والنفاق فأصبح لديه جنون العظمة بالكذب فهو ببساطة متمسك برأي وفكر معلمه جوبلز فاعتمد وسيلته وطريقته وأبدع فيها وأوعز لعصابته اكذبوا ثم اكذبوا حتى يصدقكم الشعب ولكن الشعب السوري الحر الذي لم يصدق هذه الأكاذيب ولم يستمع لها منذ خطابه الأول بداية الثورة ، فكان خطابه عبارة عن كذبة كذبها فصدقها فرد الشعب عليه في الساحات والشوارع (يالله ارحل ياكذاب وياكذاب ويامنحط تضرب أنت وهالخطاب) فكانت كل خطاباته اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس ففي آخر خطاب له على قناة سكاي نيوز كان حديث الانتحار لأنه فاق الكذب والنفاق والدجل بما لايوصف وذلك عندما سأله المذيع حول المظاهرات التي خرجت بداية الأزمة السورية وكانت تطالب بسقوط الرئيس ورحيله عن السلطة رد قائلاً : إن العدد في تلك المظاهرات كان لايتجاوزن مئة ألف ونيّف وذلك في كل المحافظات السورية مقابل عشرات الملايين من الشعب السوري يريدون بقاء الأسد والدفاع عن سورية لهذا بقي الرئيس في السلطة لأن العدد الأكبر من الشعب يدعمه ويدعم القضايا التي يدعمها الرئيس ، وعن المطالبة برحيله قال: كنا واعين في سورية بشكل عام ليس أنا فقط وإنما كدولة وكمواطنين لذلك لم يكن هناك مطالبات داخليه برحيل الرئيس عن السلطة ولكي نكون أكثر دقة يرحل الرئيس عندما يريد الشعب له الرحيل وليس بسبب ضغط خارجي أو بسبب حرب خارجية ولم يكن مطروحاً نهائياً رحيل الرئيس عن السلطة أبداً ، وأما عن رؤية الأسد للحرب في سورية قال : كان الدفاع عن المصالح السورية وعن سورية في وجه الإرهاب واستقلالية القرار السوري فقال لو عدنا بالزمن إلى الوراء فسوف نتبنى السياسة نفسها ولفت الأسد إلى أن الأثمان التي كانت سورية ستدفعها لو خضعت لما طلب منها في بداية الأزمة فكنا نعرف ماهي ونعلم منذ بداية الحرب بأن هذه الحرب ستكون حرباً طويلة وليست أزمة عابرة كما كان يعتقد البعض حيث كنا أثناء المعارك التي كانت تدور على بعد أمتار من القصور الرئاسية قال لم نصل لحد الهلع هذا بكل تأكيد ولم أكن أنا المستهدف كشخص بل كان الكل مستهدفاً ، كلنا كنا نسير في هذه الشوارع والطرق والقذائف تسقط على مدى سنوات حتى ونحن في منازلنا , فإتقانه أسلوب معلمه جوبلز بالكذب والكذب ثم الكذب حتى صدق هو نفسه بأن هذا ماكان يحصل في سورية حيث تابع جوابه عن الإرهاب فقال إذا افترضنا بأن الدولة هي من كانت تقوم بالقتل والتهجير فهي تتحمل المسؤولية ولكن هناك إرهاب وكانت الدولة تقاتل الإرهاب والإرهابيين فهم من قتلوا ودمروا وحرقوا البلد حيث لاتوجد دولة في العالم تقوم بتدمير الوطن هذا غير موجود حسب معلوماتي إذاً فالإرهاب هو من قام بالتدمير والتهجير للناس فالدولة دورها بحكم الدستور أن تدافع عن الشعب فلو تركنا الإرهاب فهل تعمر الدولة ؟ هذا كلام غير منطقي فإذاً من يتحمل المسؤولية هو من وقف مع الإرهاب وسانده وساعده وليس من دافع ضد الإرهاب حسب قوله ، وأضاف أن سر الصمود كان ولابد منه في الدفاع عن الوطن بكل السبل المتاحة وهنا كان من الواجب الاستعانة بالأصدقاء الروس والإيرانيين فمن الطبيعي أننا عندما طلبنا من أصدقائنا أن يقفوا معنا فلأننا بحاجة لهذا الدعم فوقوفهم معنا كان له تأثير هام جداً في صمود سورية هذا شيء من البدائه ولم نسقط ولافي فخ من الأفخاخ التي رسمت لنا من الخارج وكان الوعي هو أساس النجاح والصمود عاجلاً أو آجلاً ، وهذه من أكاذيبه في الصمود والتصدي وتابع الإجابة عن قضية اللاجئين فقال : خلال السنوات الماضية عاد إلى سورية أقل من نصف مليون بقليل ولم يسجن أي شخص من بينهم فهنا اتبع كذبة صدق أو لا تصدق هذا ماعندي وقال : توقفت هذه العودة بسبب واقع الأحوال المعيشية فكيف يمكن للاجئ أن يعود من دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولاصحة ومشافي للعلاج هذا هو السبب بالنسبة لنا في سورية فالبنية التحتية مدمرة بسبب الارهاب وهذا مايقوله معظم اللاجئين الذين نتواصل معهم يقولون لنا كيف نحيا كيف نعيش والإرهاب قد دمر البلاد كلها وعند سؤال المذيع له عن تجارة المخدرات والكبتاغون أجابه قائلاً : إذا كنا نحن من يسعى كدولة لتشجيع هذه التجارة في سورية فهذا يعني بأننا نحن كدولة من شجعنا الإرهابين لياتوا إلى سورية ويقوموا بالتدمير ويأتوا بالقتل فإذا وضعنا الشعب بين الإرهابين من جانب والمخدرات من جانب فنحن نقوم بأيدينا بتدمير المجتمع والوطن معاً أين هي مصلحتنا ؟ هذه محاولات من قبل الأمريكيين أولاً والغرب لاحقاً وبعض الدول الإقليمية لأسبابها السياسية ضد سورية فنحن أول المتحمسين والمتعاونين من أجل مكافحة هذه الظاهرة لأنها ظاهرة خطيرة بكل معنى الكلمة فمن غير المنطقي أن تكون الدولة معها ، وعن العلاقة بينه وبين ابنه حافظ أجاب : هي علاقة عائلة لاأناقش معه قضايا الحكم أما عن عودة العلاقات مع الدول العربية أجاب : عودة سورية إلى الجامعة العربية شكلية ولاأعتقد أن طبيعة العلاقات العربية قد تغيرت فإذاً العلاقة ستبقى شكلية وعن العلاقة مع تركيا أجاب قائلاً: لماذا نلتقي أنا وأردوغان لكي نشرب المرطبات مثلاً ، وأما عن العلاقة مع روسيا وإيران فقال : أثبتت سورية أنها تعرف كيف تختار أصدقاءها بشكل صحيح وهوما شدد عليه بأنه لولا روسيا وإيران لسقطت سوريا بأيدي الإرهابين ونتيجة اللقاء كانت صفعة الأسد للعرب جميعاً ولسان قوله يقول لهم إذا أردتم عودة اللاجئين فادفعوا الأموال لبناء مادمره الإرهاب فأنتم من مولتم الفوضى والإرهابين في سورية فلتتحملوا ذلك وها أنا ذا في قصري وأنا الرئيس الشرعي للبلاد بل وزعيم العرب والكل أتى إلي رغم أنفه ولن أعيد اللاجئين ولايوجد عندي معتقلين في السجون ولا أعترف بأي معارضة كانت ولن أتوقف عن المخدرات والكبتاغون وتصديرها لكم ولا أعترف بما قرره العرب وجامعتهم العربية فهو شكلي بالنسبة لي ، هذا كان ملخص الحديث الذي جرى معه على قناة سكاي نيوز وبناءً على ما سمعناه في هذا اللقاء وماسبقه من لقاءات وأحاديث لأكذب الكذابين بشار الأسد نريد أن نحلل شخصية هذا الرجل بالدليل المقنع نبدأ بتحليل الصحفي والمؤلف الأسترالي (ريز إرليخ)الذي ألف كتاب بعنوان داخل سورية فقال : حين قابلت بشار الأسد في سورية وجدت بأنه إنساناً مرتاباً ومتوجساً وبأنه يغطي على هذا التفكير والشعور عبر تأكيده المتواصل شبه المرضي بأنه شخص محبوب لدى شعبه وبأنه ليس بحاجة للقيام بأي إصلاحات جوهرية أو إجراءات تصحيحية وكان دائماً ما يتكلم عن أي معارضة بأنها مجرد مؤامرات وإشكالات يحاول الغرب أن يثيرها من أجل التآمر عليه وعلى سورية من هنا عرفت أنه إنسان غير طبيعي بأفعاله وأقواله المتناقضة تماماً مع الواقع الذي يعيش فيه ، وحسب الباحث في علم النفس التحليلي(مانفريد كيت دوفري) أن الدافع للمرء لأن يصبح قائداً جباراً هو الرغبة في التعويض عن حرمان عاطفي سابق وإن الشعور الخادع بالجبروت المترافق مع القوة كفيل بإغراء الإنسان ويكون تأثير هدام حيث يقوم الطاغية وبشكل لاواعٍ بالعمل على خلق بيئة مريضة تركز على عظمته وقوته وإنجازاته بشكل مبالغ فيه كثيراً للتعويض عن شعوره المبكر بالدونية والنقص مما يدفعه أيضاً للحصول على إشباع أكبر لشهواته مستعملاً سلطاته المتعاظمة حيث توجد نظرية واحدة تفسر كيف يتحول شخص إلى طاغية وفيه إجماعاً على ذلك بين العلماء على أن الطغاة هم أشخاص (معتلون نفسياً) بسبب الآثار السلبية للسلطة المطلقة ومن وجهة نظر نفسية فإنه من الواضح تماماً أن الطاغية بشار الأسد مخادع وذو عقلية شمولية تؤمن بنظرية (كل شيء أو لاشيء) مما يعني أنه من غير المحتمل أن يقبل بعملية نقل أو حتى مشاركة للسلطة ولو بشكل صوري ممايجعل أي مفاوضات معه مضيعة للوقت ومثل أغلب الطغاة فالنظرة التحليلية في خطاب بشار الأسد تدل على أنه يحاول استعمال مفردات جذلة ذات دلالات دينية أوعلمية ولكنها جوفاء لاتخدع إلا الدهماء ولاتدل إلا على خوائه العاطفي والأخلاقي فإنه نشأ في ظل عائلة حاكمة تعتقد يقيناً أنها تملك البلاد بأكملها لذلك كانت التسمية سورية الأسد فالعقدة النفسية التي حولت بشار الأسد إلى قاتل وحارق للجثث هي عقدة الكذب وتصديقه على أنه حقيقة منذ أول خطاب له أول الثورة السورية بعد أن عمت المظاهرات أنحاء سورية قائلاً : إنها المؤامرات الخارجية والتأمرعليه وعلى سورية فبدأ يدخل حوصلة إنكار الواقع ممايحصل في سورية بأنها ليست مصر ولا تونس ولا ليبيا واقتناعه بأن الشعب يحبه وهذا ماوصفه به (ديفيدليش)المتخصص في التاريخ وسياسة الشرق الأوسط عندما سأله عن رأيه بإعادة انتخابه وفوزه الكاسح فأجابه بشار الأسد بكل ثقة : ” بالطبع هذا لأن الناس يحبونني ” مما جعل أحد المسؤولين الغربيين يصفه بقوله إن بشار ابن الماما أكثر مما هو ابن البابا وحسب ما وصفه أيضاً أحد المقربين من والده حافظ الأسد فأمه كانت تسيطر على تفكيره وصولاً لحياته العاطفية فكان في صغره يعاني من قساوة شقيقه الأكبر باسل الذي كان يتميز عليه ويضربه ويقسو عليه حسب مايرويه مستشار رئاسي سابق ويقول كان والده حافظ يتجاهله في حين كان الاهتمام بباسل أكثر منه فكان هذا الوضع القاسي حوله جعله انفرادي فأصبح شخصية تعاني من ضمور تعبيري بين القسوة من قبل إخوته ووالده في طفولته مما ترسخ في عقله عند الكبر وعند استلامه السلطة والحكم في سورية بعد وفاة والده حافظ أصبح لديه شكوك غير مبررة حول ولاء الآخرين ومصداقيتهم له والاعتقاد بأن الآخرين يكذبون عليه بما يقولون فأصبح الشعور العام بأن عليه ألا يثق بالأخرين لاعتقاده أن ثقتهم ستزول عاجلاً أو آجلاً والشعور بالغيرة والريبة دون سبب والتوجس من أن الشركاء والأقارب غير مخلصين له فكان لديه شعور بضرورة الانتقام والرد بالعنف حين تتعرض شخصيته للخطر والهجوم من قبل الآخرين وهذا ما فعله عندما أحس بالخطر بكتابة أطفال درعا على جدران المدرسة إجاك الدور يادكتور وازداد الخوف أكثر عند سماع الشعب في الساحات والشوارع أثناء المظاهرات وهم يرددون يالله ارحل يابشار والشعب يريد إسقاط النظام هنا أحس بالخطر الشديد وانتقل فوراً إلى الانتقام المباشر بالقتل والاعتقال ومن ثم قصف الشعب والمدن والقرى بالطائرات وبكل انواع الأسلحة المحرمة دولياً فهو يعتبر كوالده حافظ الأسد أنه ينتمي للأقلية العلوية التي تحكم الأغلبية السنية المختلفة معها وتشعر أنها امتلكت هذا الاستحقاق بالدم والنار ولهذا فهي أقلية غيرمستقرة مما ولّد لديها شعوراً دائماً بالمخاوف وجعلتها محملة بالتهديد والذعر والخوف من محيط الأكثرية وتعتقد يقيناً أنها تملك هذه الدولة بأكملها لهذا سعى وبكل قوة أن تكون سورية الأسد وهذا التفكير البغيض هو ما أوصل البلاد إلى مانحن فيه الآن بعد اثني عشر عاماً من الحرب الطاحنة التي دمر فيها البلاد والعباد هذا مافعله أكبر كاذب ودجال ومنافق وطاغية بشار الأسد .