أحدثت رسائل تهديد عبر الهاتف الجوال حالة من الهلع الشديد في أوساط الشبكات المتهمة بتهريب المخدرات وخاصة الكبتاغون نحو الأردن، وفق ما أبلغت مصادر أهلية من الجنوب السوري “القدس العربي”.
وأوضحت المصادر أن غالبية المتورطين بتهريب المخدرات غيروا أمكان إقامتهم وأرقام هواتفهم، خوفاً من التهديدات وخشية من ملاقاة مصير مرعي الرمثان المطلوب للأردن وأحد أبرز المتهمين بتجارة المخدرات، والذي قُتل وعائلته جراء غارة جوية يُعتقد أنها أردنية استهدفت منزله في قرية الشعاب في ريف السويداء قبل أيام. يأتي ذلك، بعد وصول رسائل تهديد نصية إلى هواتف عدد من المتهمين بتجارة المخدرات في الجنوب السوري، على حد تأكيد المصادر التي أوضحت أن الرسائل وصلت من أرقام أردنية. وتقول الرسائل المنسوبة لـ”القوات المسلحة الأردنية”: “نعلم من أنتم، تحركاتكم مرصودة، اجتماعاتكم مخترقة، تساهمون في تخريب عقول أبناء شعبنا ولأجلهم لن نرحم أي شخص منكم، نشامى الأردن ستحلق كالنسور ليتم اصطيادكم مجرماً تلو الآخر، ومرعي الرمثان كان الأول وليس الأخير”.
وطالبت الرسائل المتهمين بتسليم أنفسهم لقوات حرس الحدود الأردني “قبل أن تنقضي المهلة والبدء بمحاسبتكم ويكون مصيركم كمصير مرعي الرمثان، لن تفلتوا من العقاب مهما فعلتم”. مصادر من الجنوب السوري أكدت أن العديد من المتهمين بتجارة المخدرات جنوبي سوريا تواروا عن الأنظار بعد الضربة الأردنية التي استهدفت الرمثان، وقال المسؤول في شبكة “السويداء 24″ ريان معروف لـ”القدس العربي” إن المتورطين في تجارة المخدرات، يتنقلون وسط تدابير أمنية، وبعضهم غيّر سيارته وركنها في مكان بعيد عن إقامته.
وعلى اعتبار أن الرسائل “الأردنية” وصلت لأرقام سورية، لم يستبعد معروف وجود تعاون وتنسيق أمني بين دمشق وعمّان، لكنه استدرك “ليس بالضرورة أن يكون النظام السوري هو من زود الأردن بأرقام المتورطين، لأن عمّان تراقب بشكل وثيق شبكات تهريب المخدرات في الجنوب، علماً أن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أكد قبل أيام وجود تعاون وتنسيق مع النظام السوري لمواجهة خطر تهريب المخدرات”.
وكان الصفدي قد قال بعد يوم واحد من الغارة الجوية التي استهدفت مرعي الرمثان، إن عمليات تهريب المخدرات تشكل “تهديداً كبيراً لبلادنا والمنطقة، بل العالم أجمع”، مضيفاً أن “قنوات الاتصال مفتوحة مع الحكومة السورية بخصوص هذه المسألة”، لكنه لم يؤكد أو ينفي مسؤولية بلاده وراء الغارات الجوية، علماً أن الغارة جاءت بعد يوم واحد من تهديد الصفدي باللجوء إلى الخيار العسكري في سوريا، في حال لم يتم منع تدفق المخدرات.
وفيما يخص تعامل النظام السوري مع الأردن في ملف المخدرات، يقول المحلل السياسي فواز المفلح إن “النظام السوري يريد إظهار “جدية” في ملف المخدرات، لتشجيع الدول العربية على الانفتاح عليه”، معتقداً في حديثه لـ”القدس العربي” أن “النظام لا يمكن أن يكون جاداً أبداً، ولا يستطيع حتى إن كانت لديه الرغبة بوقف تجارة المخدرات، لكنه قد يضطر إلى التعاون مع الأردن، بعد التطبيع معه وإعادته “المشروطة” إلى جامعة الدول العربية”.
ومن هنا، لا يستعبد المحلل السياسي أن يكون النظام قد زود الأردن بأرقام بعض المهربين وأماكن إقامتهم، معتبراً أن “النظام لا يجد حرجاً في التضحية ببعض الشبكات في سبيل الحصول على مكاسب سياسية واقتصادية”، مؤكداً أن “الرمثان كان يتبع لأجهزة استخبارات النظام السوري”. ويتهم الأردن الميليشيات المدعومة من إيران وبعض ضباط جيش النظام السوري بالإشراف على إنتاج وتهريب المخدرات نحو الأردن والخليج العربي.
المصدر: «القدس العربي»