إسرائيل تقرر تعبئة مزيد من قوات الاحتياط إثر هجوم تل أبيب

مقتل سائح إيطالي وإصابة 5 آخرين في حادث دهس وواشنطن تعلن أنها “تقف إلى جانب” إسرائيل

أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الجمعة، بتعبئة مزيد من احتياطيي قوات الشرطة والجيش بعد هجوم دهس في تل أبيب أسفر عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين.

وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن “رئيس الوزراء أصدر تعليماته للشرطة الإسرائيلية بتعبئة جميع وحدات شرطة الحدود الاحتياطية كما أمر الجيش بتعبئة قوات إضافية لمواجهة الهجمات الإرهابية”.

وقال مسؤولون إسرائيليون وإيطاليون إن سائحاً إيطالياً قُتل وأصيب خمسة آخرون في هجوم دهس بسيارة في تل أبيب الجمعة. وذكر مصدر أمني إسرائيلي أن منفذ الهجوم عربي يحمل الجنسية الإسرائيلية من بلدة كفر قاسم.

ووصل شرطي كان قريباً من مكان الحادث ليجد عدة أشخاص مصابين وسيارة مقلوبة بالقرب من ممشى في تل أبيب. وقالت الشرطة إن الشرطي “شل حركة” السائق عندما حاول سحب مسدس.

وانحرفت السيارة عن مسارها في أثناء سيرها بالشارع بالقرب من ممشى شهير للدراجات والمشاة. وطوقت الشرطة المنطقة التي كانت تعج بمسؤولي التعامل الفوري مع الطوارئ.

وقالت الشرطة في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إن ما وقع “هجوم دهس بسيارة ضد مدنيين”، ووصفته بأنه “اعتداء إرهابي”.

وهذا هو الهجوم الثاني الذي يقع الجمعة بعد مقتل شقيقتين إسرائيليتين عندما أُطلق النار على سيارتهما في الضفة الغربية المحتلة.

بدورها، أعلنت خدمة الإسعاف، في بيان، وفاة رجل ثلاثيني وإصابة خمسة أشخاص نقلوا إلى مستشفيات بمنطقة تل أبيب بعد الهجوم في شارع كوفمان الرئيس الممتد على طول الشاطئ.

وقالت إن جروح ثلاثة من المصابين متوسطة ومن بينهم فتاة تبلغ (17 سنة)، وجروح الآخرين طفيفة، مشيرة إلى أن “جميع الضحايا من السياح”، من دون مزيد من التفاصيل.

وقع الهجوم أثناء أسبوع عيد الفصح ووسط تصاعد العنف في الأيام الأخيرة في المنطقة.

واشنطن “تقف إلى جانب” إسرائيل

أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة “تقف إلى جانب” إسرائيل إثر الهجومين الذين أسفرا عن ثلاثة قتلى في تل أبيب والأراضي الفلسطينية.

وقال فيدانت باتيل في بيان إن “استهداف مواطنين أبرياء من أي جنسية غير مقبول”.

إسقاط مسيرة

من ناحية أخرى، أعلنت إسرائيل، الجمعة، إسقاط طائرة مسيرة دخلت مجالها الجوي من لبنان، وسط تصعيد غير مسبوق على الجبهة الإسرائيلية – اللبنانية منذ عام 2006.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان قصير نشر نسخة منه بالعربية، “أسقطت قوات جيش الدفاع مسيرة درون اجتازت إلى الأراضي الإسرائيلية من جهة لبنان في منطقة بلدة زرعيت بعد أن تم رصدها ومتابعتها من قبل وحدة المراقبة طيلة الحادثة”. وأضاف “سيواصل جيش الدفاع العمل لمنع أي خرق لسيادة إسرائيل”.

بعد تصعيد مفاجئ للعنف بين غزة ولبنان من جهة وإسرائيل، قُتلت إسرائيليتان، الجمعة، وأصيبت ثالثة بجروح خطيرة في عملية إطلاق نار في الضفة الغربية، بحسب ما أعلنت خدمات الإسعاف والجيش الإسرائيلي.

وقال المتحدث باسم “نجمة داود الحمراء”، إن خدمات الإسعاف أعلنت مقتل شابتين “في العشرينيات من العمر وقدمت الرعاية الطبية لامرأة في الأربعينيات في حالة خطيرة”.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه “تم إطلاق النار على سيارة عند مفرق الحمرا” في شمال غور الأردن، مضيفاً أن الجنود قاموا بإغلاق المنطقة وبدأوا بملاحقة المنفذين. وأضاف، “نتيجة للهجوم أصيبت ثلاث نساء إسرائيليات، أعلنت وفاة اثنتين منهن”.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش أغلق منافذ أريحا ونابلس لمنع هروب مطلق النار، الذي تابع فراره سيراً على الأقدام بعد تضرر سيارته.

ويأتي ذلك بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، عودة الحياة إلى طبيعتها في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، بعد ليلة هاجم خلالها أهدافاً في القطاع وأخرى جنوب لبنان تابعة لحركة “حماس”، في أعقاب هجمات صاروخية من لبنان استهدفت إسرائيل، أمس الخميس. وأكد الجيش في بيان أنه “لن يسمح لمنظمة حماس الإرهابية بالعمل من داخل لبنان ويحمل دولة لبنان مسؤولية كل نيران موجهة تنطلق من أراضيها”.

من جهته، أعلن الجيش اللبناني، صباح الجمعة، العثور على راجمة بداخلها عدد من الصواريخ التي لم تنطلق في منطقة حدودية جنوباً، بعد ساعات من الضربات الإسرائيلية الانتقامية.

وقال الجيش اللبناني في بيان، إن إحدى وحداته “عثرت في سهل مرجعيون على راجمة صواريخ بداخلها عدد من الصواريخ التي لم تنطلق، ويجري العمل على تفكيكها”. ونشر على “تويتر” صوراً تظهر الراجمة موضوعة داخل حقل زيتون، وداخلها ستة صواريخ من إجمالي 12 لم تنطلق.

وفكك الجيش اللبناني، الخميس، صواريخ كانت معدة للإطلاق، تم العثور عليها في محيط بلدتي القليلة وزبقين في قضاء صور، وهي المنطقة التي جرى منها إطلاق رشقات من الصواريخ باتجاه إسرائيل. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن ذلك.

سلسلة غارات على غزة

وهزت انفجارات قوية مناطق مختلفة في غزة، إذ قالت إسرائيل إن طائراتها قصفت 10 مواقع تشمل أنفاقاً ومواقع لتصنيع وتطوير أسلحة تابعة لحركة “حماس” التي تسيطر على القطاع الساحلي المحاصر.

وأثناء قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية لغزة، أطلق وابل من الصواريخ ودوت صفارات إنذار في بلدات ومدن إسرائيلية في المناطق المتاخمة لحدود القطاع، لكن لم ترد أنباء عن إصابات خطيرة إلا أن صاروخاً واحداً فقط ألحق أضراراً بمنزل في بلدة سديروت الجنوبية.

وقال مصدر أمني فلسطيني، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن طائرات إسرائيلية شنت سلسلة غارات على مواقع تدريب عدة تابعة لكتائب “عز الدين القسام” (الجناح المسلح لحركة حماس) في مناطق متفرقة في قطاع غزة.

وأعلن الجيش في بيانه أن مقاتلاته “استهدفت قبل وقتٍ قصير نفقاً إرهابياً في منطقة بيت حانون (شمال القطاع) وآخر في منطقة خان يونس (جنوباً). كما تم استهداف موقعين لإنتاج الأسلحة لحماس في شمال قطاع غزة ووسطه”.

وأشار إلى أن “الغارات جاءت رداً على الانتهاكات الأمنية لحماس خلال الأيام الماضية”، محملاً “حماس” مسؤولية كل “النشاطات الإرهابية” من القطاع.

ولاحقاً قال الجيش الإسرائيلي إن صفارات الإنذار دوت في مناطق إسرائيلية قريبة من قطاع غزة بعد منتصف الليل في أعقاب الضربات الجوية التي هزت القطاع.

بدورها، أكدت كتائب عز الدين القسام في بيان “تصدي دفاعاتها الجوية للطيران الحربي الصهيوني المُغير على قطاع غزة”.

القصف في لبنان

وفي حوالى الساعة الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، قال الجيش الإسرائيلي، إنه قصف أيضاً ثلاثة أهداف للبنية التحتية تابعة لـ”حماس” في جنوب لبنان، إذ ذكر سكان في المنطقة المحيطة بمخيم الرشيدية للاجئين بالقرب من مدينة صور الجنوبية أنهم سمعوا دوي ثلاثة انفجارات.

وسقطت الصواريخ الإسرائيلية في أراض زراعية مفتوحة. وتسبب أحدها بتضرر سقف منزل يعود لمزارع وعائلته داخل بستان قريب من مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين، الواقع جنوب مدينة صور والقريب من المنطقة التي تم إطلاق الصواريخ منها نحو إسرائيل.

وسقط صاروخ آخر قرب بستان موز في بلدة القليلة، وتسبب بتدمير عامود كهرباء رئيس، محدثاً حفرة عميقة في الأرض، وفق ما شاهد مصور وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال أحد سكان البلدة محسن نصر الدين مرتضى من الموقع المستهدف، “كنا في القرية وتنتظر الناس أن يرد الإسرائيلي لأنه تم إطلاق صواريخ من المنطقة نحوهم رداً على أعمال العنف والضرب للمصلين داخل المسجد الأقصى”. وأضاف، “لا مواقع عسكرية هنا لحزب الله أو حماس أو الفلسطينيين، هذا دليل ضعف الإسرائيلي الذي ينفس عن غضبه (باستهداف) بساتين موز”.

وقال عضو بالدفاع المدني اللبناني في مكان الهجوم، صباح الجمعة، إنه لم تقع إصابات.

وشدد الجيش الإسرائيلي، في بيان، على أن قواته “لن تسمح لمنظمة حماس الإرهابية بالعمل من داخل لبنان. الدولة اللبنانية تتحمل مسؤولية كل نيران موجهة تنطلق من أراضيها”.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن العملية العسكرية انتهت في الوقت الحالي. وأبلغ الصحافيين، “لا أحد يريد تصعيداً في الوقت الحالي. الهدوء سيُرد عليه بهدوء، في هذه المرحلة وفق ما أعتقد، على الأقل في الساعات المقبلة”.

“لا يريدان الحرب”

ونددت حركة “حماس”، في بيان صدر في وقت مبكر الجمعة، “بالعدوان الإسرائيلي على لبنان” باستهدافه محيط مدينة صور في جنوب البلاد.

وأكدت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) في بيان فجر الجمعة أن الطرفين “لا يريدان الحرب”، داعية إياهما إلى التهدئة.

وأعلنت القوة الدولية التي تنتشر في جنوب البلاد للفصل بين إسرائيل ولبنان إثر نزاعات عدة، أن الجيش الإسرائيلي أبلغها باعتزامه الرد على الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان، قبل دوي انفجارات في محيط مدينة صور. وأوضحت أن “الطرفين قالا إنهما لا يريدان الحرب”.

ولم يصدر أي تعليق من ميليشيات “حزب الله” على التطورات حتى الآن.

وأوعز وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب، بعد التشاور مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، إلى بعثة بلاده الدائمة لدى الأمم المتحدة تقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي، “على أثر القصف والإعتداء الاسرائيلي المتعمد لمناطق في جنوب لبنان، مما يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة لبنان وخرقاً فاضحاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1801، ويهدد الاستقرار الذي كان ينعم به الجنوب الللبناني”.

ضرب “الأعداء”

ومساء الخميس، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن يدفع أعداء بلاده “ثمن كل اعتداء”. وقال في مستهل اجتماع الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة في مقطع مصور قصير بثه مكتبه “سنضرب أعداءنا وسيدفعون ثمن كل اعتداء”.

وأعلنت إسرائيل أن أكثر من 30 صاروخاً أُطلقت عصر الخميس من جنوب لبنان باتجاه أراضيها الشمالية، في قصف أوقع جريحاً وأضراراً مادية وأكدت الدولة العبرية أنها “نيران فلسطينية” وليست هجوماً مباشراً من “حزب الله”.

وأتى هذا القصف في عيد الفصح اليهودي وغداة صدامات عنيفة دارت في المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلة بين مصلين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية وتوعدت في أعقابها فصائل فلسطينية بشن هجمات انتقامية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الكولونيل ريتشارد هيشت للصحافيين “نعلم علم اليقين بأن هذه نيران فلسطينية. قد يكون من أطلقها حماس، وقد يكون الجهاد الإسلامي. ما زلنا نحاول التوصل إلى نتيجة نهائية بشأن هذه النقطة، لكنه لم يكن (حزب الله)”.

وأضاف “ننطلق من مبدأ أن (حزب الله) كان على الأرجح يعلم بأمر هذا القصف، وبأن لبنان يتحمل قسماً من المسؤولية”، مضيفاً “نحن نحقق أيضاً في تورط إيراني محتمل”.

ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها. ويعد هذا العدد الأكبر من الصواريخ التي تم إطلاقها باتجاه إسرائيل منذ العام 2006.

لبنان يرفض أي “تصعيد عسكري”

من جانبه، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الخميس رفض لبنان “أي تصعيد عسكري” من أراضيه.

وشدد ميقاتي في بيان، عقب استقباله وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو، على “إدانة لبنان وشجبه عملية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان”، موضحاً أن بلده “يرفض مطلقاً أي تصعيد عسكري ينطلق من أرضه واستخدام الأراضي اللبنانية لتنفيذ عمليات تتسبب بزعزعة الاستقرار القائم”.

وقال ميقاتي إن الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان “يكثفان تحقيقاتهما لكشف ملابسات العملية وتوقيف الفاعلين”، مجدداً تأكيد التزام بلاده بالقرار 1701، الذي تبناه مجلس الأمن عام 2006 ويؤكد على أهمية بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية.

وشهد لبنان صيف 2006 حرباً دامية بدأت بإقدام عناصر من “حزب الله: على خطف جنديين إسرائيليين. وقتل خلال الحرب 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و160 إسرائيلياً معظمهم جنود.

ووصفت قوة يونيفيل الوضع الراهن بأنه “خطير للغاية”، وحضت الجانبين على “ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد”.

“حماس”: الفصائل الفلسطينية لن تقف “مكتوفة الأيدي”

وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية من بيروت أن الفصائل الفلسطينية لن تقف “مكتوفة الأيدي” إزاء “العدوان” الإسرائيلي على المسجد الأقصى.

وقال هنية في بيان عقب لقائه الأمناء العامين لفصائل المقاومة الفلسطينية في بيروت “نحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عما يجري من عدوان وحشي على المسجد الأقصى المبارك وعلى المصلين والمعتكفين فيه”.

وأضاف “نؤكد أن شعبنا الفلسطيني وفصائل المقاومة لن يقفوا مكتوفي الأيدي”.

واقتحمت الشرطة الإسرائيلية الحرم القدسي ليل الثلاثاء وحتى الأربعاء، واعتقلت نحو 350 فلسطينياً تحصنوا هناك ووصفتهم إسرائيل بأنهم من “مثيري الشغب”.

وتأتي المواجهات في أجواء من التوتر المتزايد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وخصوصاً خلال شهر رمضان الذي يعتكف فيه مسلمون عادة في المسجد الأقصى ويؤدون فيه الصلاة ليلاً.

ودعا هنية من بيروت، التي وصلها الأربعاء في زيارة تأتي في توقيت ذي دلالات وتستمر لأيام عدة، “فصائل المقاومة الفلسطينية كافة إلى توحيد صفوفها وتصعيد مقاومتها في مواجهة الاحتلال الصهيوني”.

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى