كل دولة لها نظام معين للتقاعد ، السواد الأعظم بات ضمن نظام ادخار مدروس وواضح وهو عدد سنوات عملك مع ما دفعته من راتبك الشهري ، وبعض الدول تعطي التقاعد لشريحة من الشباب حتى تتيح لشباب آخرين الحصول على نفس منصبهم الوظيفي .
ما يحدث في يومنا هذا أن العالم بأسره يشهد جنون في ارتفاع الأسعار لكل شيء ، مع شح بتوفر الكثير من السلع الضرورية ، والمشهد الاقتصادي العالمي شديد الضبابية لسبب معروف للصغير قبل الكبير وهو وباء كورونا اللعين في السابق والآن الحرب الروسية الاوكرانية التي يبدو أنها لن تتوقف إلا بعد عدة سنوات عجاف.
للأسف اتخذ بعض المسؤولين في عدد من الدول قرارات مجحفة بحق شريحة المتقاعدين ، وطبعا كلنا متابعين لما يحدث في فرنسا على سبيل المثال منذ أكثر من شهر ، حيث خرجت مظاهرات واحتجاجات كان وقودها المتقاعدين والعاطلين عن العمل مع العاملين الذين يحصلون على أجور متدنية للغاية .
نحن أيضا يعاني المتقاعدين عندنا من هموم الحياة المختلفة ، والكثيرين يطالبون بزيادة دخلهم ، وتأتي الإجابة بأن هذا الأمر صعب للغاية بسبب “واحد واثنين وثلاث” ، وأنا سوف أقف مع الحجج والتبريرات والأسباب المانعة لزيادة دخلهم ولن أدخل في نقاش عقيم .
لكن أنا أطالب بتأمين صحي بمبالغ رمزية لهم و لعائلاتهم فجميعنا يدرك التكلفة الباهظة للعلاج في يومنا هذا ، كذلك دول متطورة كثيرة تقدم المواصلات الحكومية مجانا لمن هم فوق الخامسة والستين ، وأفكار كثيرة تخفف العبء عن جيوب المتقاعدين في القطاع الحكومي وفي القطاع الخاص أيضا فعليه تقديم تسهيلات لهم مغرية حتى تكسبهم كزبائن ، أما بقاءنا متفرجين لمعاناتهم فهذا معناه ظلم لشريحة قد تشكل في بعض الدول ثلاثين إلى أربعين بالمائة من العائلات التي يعيلها متقاعد.