سلّطت صحيفة “دايلي ميرور” البريطانية الضوء على الحياة اليومية للرئيس السوري بشار الأسد، وعائلته في القصور والطائرات الخاصة، بعد 12 عاماً من الحرب والأزمة الاقتصادية التي يعيشها الشعب السوري، إلى جانب الزلزال المدمر الذي ضرب شمال البلاد في شباط/فبراير الماضي.
وفي حين يصف الإعلام الرسمي، الرئيس، بالمتواضع والبسيط، خصوصاً عندما بات ينشر صوراً له في السنوات الأخيرة مرتدياً ثياباً بسيطة، قالت الصحيفة في تقرير، أن أحداً لا يعرف بالضبط أين يقيم بشار الأسد وزوجته أسماء أولادهما الثلاثة، فلديهم قصور عديدة في أنحاء البلاد، وثروة تقدّر بمليارات الدولارات.
وذكّر التقرير بما جاء في سلسلة وثائقية أصدرتها هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” العام 2018، بعنوان “سلالة خطرة”، تحدثت عن عائلة الأسد التي تحكم سوريا منذ أكثر من 50 عاماً. وجاء في السلسلة حينها أن “قصر الشعب” الرئاسي في دمشق يُستخدم بشكل أساسي لاستضافة اجتماعات مع القادة والمسؤولين الأجانب الزائرين، والصحافيين في بعض الأحيان، بدلاً من الإقامة العائلية.
ووظّف الرئيس الراحل حافظ الأسد، المهندس المعماري الياباني كينزو تانج، لتصميم القصر الذي كلّف مليار دولار أميركي، واكتمل العام 1990. وقال الصحافي البريطاني جيرمي بوين الذي زار القصر العام 2015، أن الأسد يستضيف الأصدقاء على الكراسي ذات مساند الأذرع، الموضوعة بعناية في الغرف ذات الأرضيات الرخامية، واللوحات الكبيرة على الجدران.
وذكر تقرير نُشر العام 1989، أن غرفة واحدة زوّدت بـ125 ألف بلاطة رخامية إيطالية، بسعر 85 دولاراً للقطعة، أي ما يعادل 10.6 مليون دولار لغرفة واحدة.
وفي العام 2013، كتب الناقد المعماري البريطاني أوليفر وينرايت، في صحيفة “غارديان” البريطانية، أن جدران البناء الضخمة تحدد الأفنية الداخلية المخفية، وتمتد لتشمل مساحات من الزجاج الملون في نهاياتها. فيما “يجثم القصر فوق قمة التل مثل العيون التي ترى كل شيء”. وأضاف: “من المدينة أدناه، خليط من المباني السكنية الخرسانية والمساكن المنخفضة الارتفاع، لا يمكنك الهروب من الشعور بأنك تحت المراقبة من قبل بعض القوة الصامتة”.
ويُعدّ القصر، وفق وينرايت، بمنزلة حصن على قمة تل يمتد عبر هضبة جبل المزّة إلى الغرب من دمشق، يحيط به سور شديد الحراسة مرصع بأبراج مراقبة الحراسة، و”يقف متلألئاً فوق المدينة مثل الأكروبوليس الحديث”، في إشارة لمعبد “الأكروبوليس” التاريخي الشهير في أثينا.
وبدأ تصميم القصر العام 1975، واشتهر مصممه الياباني بتصميم “متحف هيروشيما التذكاري للسلام”، الذي بُني العام 1955. واستقال تانج قبل بدء البناء، تاركاً مشروع “قصر الشعب” ليتم تفسيره وإعادة تشكيله من قبل المقاولين المتعاقبين، لكنه يحتفظ بالسمات المميزة لنهجه البنيوي المجرد.
وبحسب تقارير مختلفة، لم يكن حافظ الأسد سعيداً بالنتيجة النهائية للقصر، ولم يُقِم فيه أبداً “تجنباً لاغتياله كبطة جالسة على قمة التل”، مدّعياً أن القصر لم يكن مخصصاً له، لكن للرئاسة، وفق وينرايت. وبحسب “دايلي ميرور” يسود اعتقاد بأن عائلة الأسد موجودة في “مخبأ عميق” تحت دمشق، فيما يعتقد البعض الآخر أن الرئيس وزوجته انتقلا منذ سنوات إلى قصر شديد الحماية بالقرب من مدينة اللاذقية.
ويقع “قصر اللاذقية” على حافة منحدر بجوار البحر، حتى تتمكن الأسرة، كما يقال، من الفرار بحراً إذا تعرضت للحصار. ويعيش الأسد وعائلته حياة مرفهة، في حين يعيش 90% من السوريين تحت خط الفقر، وأكثر من 13 مليون شخص داخل سوريا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، منهم ما يقرب من ستة ملايين طفل، بحسب الأمم المتحدة.
وبلغ عدد الأشخاص الذين هم بحاجة إلى رعاية صحية 15 مليوناً، بالإضافة إلى 6.9 ملايين نازح داخل سوريا و5.6 ملايين لاجئ في الدول المجاورة، وفق تقرير سنوي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “OCHA”، صدر في 25 كانون الثاني/يناير الماضي.
المصدر: المدن