تستخدم روسيا الجوع كسلاح وهذه ليست المرة الأولى التي تبتز فيها المجتمع الدولي بالمجاعة. تدفع الإخفاقات في ساحة المعركة في أوكرانيا فلاديمير بوتين إلى إثارة الجوع العالمي وموجات جديدة من الهجرة تترتب عليه. ولهذا الغرض تستغل روسيا اتفاقية الحبوب كأداة للتأثير على العمليات السياسية والاقتصادية في العالم.
على الرغم من تمديد اتفاقية الحبوب تواصل روسيا تهيئة الظروف لتعميق أزمة الغذاء العالمية ومنها حصار البحر الأسود ومنع تصدير الحبوب والمحاصيل لعام 2021 من موانئ البحر الأسود لأوكرانيا وهي إحدى أكبر موردي الحبوب في العالم.
سبق أن تم التوقيع على مبادرة حبوب البحر الأسود في اسطنبول في 22 تموز/ يوليو 2022 التي خففت أزمة الغذاء العالمية الناتجة عن الحرب المندلعة في أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022. واليوم، رغم تمديد الاتفاقية تصر السلطات الروسية على تقليص مدة صفقة الحبوب إلى 60 يوماً بدلاً من 120 يوماً، وذلك وسط القصف الروسي العنيف للمناطق الزراعية الأوكرانية، الأمر الذي يعيق بدء الموسم الزراعي الجديد، وبالتالي قد يسبب مجاعة عالمية.
لقد انخفضت مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في أوكرانيا بنسبة 30% مقارنة بعام 2021. ولذلك، يجب على المجتمع الدولي أن يوقف التهديد الروسي الهجين وإلا قد يتسبب بأزمة خطيرة ليس فقط في أوكرانيا بل في كل من بلدان إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وعلى الرغم من العدوان العسكري والابتزاز من موسكو تبذل أوكرانيا قصارى جهدها لمنع حدوث المجاعة العالمية بسبب عدم تصدير الحبوب.
من جهتها، تبذل روسيا جهوداً كبيرة لإحداث الجوع العالمي وإلقاء اللوم على أوكرانيا بذلك. يحتاج الجيش الأوكراني إلى الأسلحة والذخيرة من الشركاء الغربيين ولمواجهة العدوان الهجين لفلاديمير بوتين لتصدير المنتجات الغذائية الأوكرانية بصورة آمنة إلى جميع أنحاء العالم.
المصدر:معهد روبرت لانسيغ